أدلى قباد الطالباني، ممثل السلطة الإقليمية الكردية في العراق في الأيام المنصرمة تصريحات مفاجئة في مركز نيكسون للدراسات بواشنطن في الولاياتالمتحدةالأمريكية.
حيث إتهم الطالباني في تصريحه الولاياتالمتحدة بدعم تأسيس سلطة غير ديمقراطية في العراق. وقال ناهيكم عن الوفاء بوعودها، فالولاياتالمتحدة أدارت ظهرها للأكراد مرة أخرى.
ويلاحظ في الآونة الأخيرة ازدياد في مثل هذه التصريحات من قبل المسئولين الأكراد. فالأكراد الذين فشلوا في الحصول على ما كانوا يتوقعونه بالنسبة للمستقبل السياسي للعراق، وفي تحقيق حلمهم في الاستقلال، بدأوا الآن بالتشكيك في الماضي.
وحين يفعلون ذلك لا يخفى عن الأنظار، وضعهم اللوم في السلبيات على خيانة الولاياتالمتحدة. وقبل فترة قصيرة، بعث كرمانج كوندي، رئيس المؤتمر القومي الكوردي في أمريكا الشمالية الناشط في ولاية ناشفيلي (تنيسي)، رسالة عاتب فيها الرئيس الأمريكي أوباما.
وكما هو معروف فان المؤتمر القومي الكوردي يدار من قبل أكراد شمال العراق.
ويبدأ كوندي برسالته مستعيداً الى الأذهان " دعم الولاياتالمتحدة للأكراد العراقيين وبشكل علني في العام 1972. لكنه سرعان ما ظهر ان الدعم لم يكن أكثر من عملية حسابية".
ويواصل رسالته مشيراً الى الجهود التي بذلها وزير الخارجية الأمريكي كيسنجر للتوصل الى اتفاق بين ايران والعراق في عام 1975، تسببت الى انتهاء الثورة الكردية جراء اتفاقية الجزائر. ويقول كوندي بان النهج الخادع لكيسنجر، تسبب الى انجرار الأكراد نحو كارثة أمام النظام العراقي الدكتاتوري.
ويتهم كوندي في رسالته، الرئيس الأمريكي جورج بوش بالتعمد في عدم إسقاط نظام صدام في حرب الخليج الأولى. ويسترعي الانتباه الى ان بوش دعا الشعب الكردي والشيعي للانتفاض ضد صدام ثم أدار ظهره للأكراد.
وحسب رأي كوندي انه ونتيجة لهذا الموقف اللامبالي واللاشعوري ل "بوش"، عاش الأكراد كارثة إنسانية وتجزأت الأراضي الكردية.
كما يحمل كوندي الولاياتالمتحدة مسؤولية الفشل في تنفيذ المادة (140) من الدستور العراقي. ويتهم الولاياتالمتحدة في البقاء مكتوفة الأيدي أمام العرب.
وثمة نقطة أخرى مثيرة للاهتمام في هذه الرسالة هي البيانات المتعلقة بكركوك... حيث يتم اتهام الولاياتالمتحدة بإعادة توطين العرب الذين تم إجلاؤهم من كركوك عام 2003 نتيجة تكريد كركوك.
وتختم الرسالة بالعبارات التالية " يجب على أميركا أن تساعد الأكراد لاستعادة أراضيهم المسلوبة من أيدي الأكراد مسبقاً. والخيانتين السابقتين للولايات المتحدة لا تزال تلقى صداها في قلوبنا وأذهاننا. والشعب الكردي يشعر بالقلق من أن تكون هناك خيانة أمريكية ثالثة تلوح في الأفق".
ويتضح من مضمون الرسالة وتصريحات قباد الطالباني، بان الأكراد في شمال العراق خائفين وقلقين أشد القلق ازاء مستقبلهم، وكأنهم يدفعون ثمن أخطائهم الماضية.