ليس هناك ما يدعو للغراية ونحن نتصفح "التقرير الاستخباراتي الاسرائيلي" الذي يحذر من خطور الجيش الجزائري حسب زعمهم،ويصفه قائلا :"عدونا الأبدي"لكن هناك ما يدعو للوقوف عند كل نقطة منه،خاصة وقد عودنا الصهاينة على نسج أحيولات الشر وصور التضليل ويؤر زرع الفساد في أطراف الوطن العربي،وخير مثال على ذلك هو:*الكتاب التقرير*، الذي تناول يالدراسة والشرح خطة حرب 1967 قبل وقوعها ،وتحققت الخطة أثناء الحرب،ولما سئل كاتبه عن سبب كشف الخطة دون الخوف من انكشافها والانهزام أمام العرب، أجاب قائلا:"كنت أعلم أن العرب لايقرأون" وهي في أعتقادنا تفسر أنهم لايعقلون.
إن احتمال مشاركة الجزائر في الحرب التي قد تقع في المنطقة العربية، الى جانب مشاركة دول عربية واسلامية أخرى وارد حسب توقعات المخططين الصهاينة ،وهي الحرب التي قد تختلف في أعتقادناعن جميع الحروب العربية الصهيونية، وحروب الخليج جميعها.هذه الحرب التي عمل مخططوها على تهيئة الميدان وإعداد العدة عبر مراحل خلال سنوات أستطاعوا أن يلبسوا الحق بالباطل، وأن يشوّهوا صورة القضية الأساس أمام أعين الشعوب العربية والإسلامية بزرع الفتنة وتشتيت الصفّوف وغزو العراق، وحصار غزة، ليتسنى لهم إحراز النصر على الجميع وبأقل خسائر ممكنة،وتحقيق الحلم الكبير-إسرائبل الكبرى-.
قد يؤكد ذلك الإعداد ما ورد في التقرير الذي نقلت صحيفة «الشروق» الجزائرية ملخصا من بعض ما تناوله تقرير الخبير الاستراتيجي الصهيوني "عاموس هرئيل" الذي قطع الشك باليقين على حد تعبيره ،ووضع نظريته التي يقول عنها إنها (الواقع الذي يصعب الالتفاف عليه)، وللإشارة فإن -عاموس هرئيل- محلل وخبير صهيوني ذو مكانة في اسرائيل بعتد به كثيرا في الشؤون العسكرية والخطط الحربية والتعامل مع أعداء إسرائيل(.)، وهو أيضا واحد من أفراد الفريق الصهيوني الذي قيم حرب عام 2006 مع حزب الله ،فتدمر ولم تقنعه جرائم الصهاينة ضد المدنيين اللبنانيين،وأعتبرها عملا منقوصا رغم انتهاكم كلَ الاعراف والمواثيق الدولية وقتل نحوَ 1200 لبناني،وتد مير المنشآت الاقتصادية والاجتماعية لذات الشعب، وهو من المؤيدين لمحق حماس في غزة.
واليوم ها هو يرسم خطة الحرب القادمة ؟..، حيث تم تكليفه برصد مواقف وخيارات الدول العربية والإقليمية في الحرب المرتقبة،تلك الحرب التي قد تحوي في ثناياجيوبها أهدافا عديدة متداخلة ،تضيع كل الخطط على بعض جبهاتها ، وتتكسر القوى على أجنحتها،واعتبارا لموقع الجزائر جغرافيا وتموقعها الجيوسياسي،والنظر إلى سالف مواقفها تجاه القضايا التحررية في العالم،يأتي الخبير الاستراتيجي الصهيوني "عاموس هرئيل" معتمدا تقارير استخبارية زودته بها مصالح -الموساد-ليبرزاختيارات الجزائروفعاليتها في الحرب العربية الصهيونية الكبرى-قائلا:" لنتحدث عن أهم وأخطر دولة في الشمال الإفريقي وهي الجزائر، وعندما نتحدث عن هذا البلد علينا أن نتوقف كثيرا أمام دروس تاريخية تسبب تجاهلها في الماضي في تكبدنا خسائر فادحة، "،ومن الخطأ الفادح ركون إسرائيل وراء البعد الجغرافي الذي يفصلها عن الجزائر، ومن العبث أيضا تجاهل هذا البلد غير- المروّض - باعتبار أنه ليس على خط المواجهة المباشرة"،وفي حديثه المطول وتحت عنوان (عدو إلى الأبد)، أطنب في التعبير عن رؤيته العسكرية قائلا :" الجزائريون من أكثر الشعوب العربية كرها لدولة إسرائيل، و لديهم الاستعداد للتحالف مع الشيطان في وجهنا، إنها كراهية عجزنا عن إزالتها طيلة العقود الماضية،
كما أننا فشلنا في القضاء على هؤلاء الأعداء الذين لم ند خر جهدا من أجل دحرهم أو القضاء عليهم"،هذه الأفكارخرجت بها إراهبية الصهيوني - عاموس- وعدوانيته من دائرة أفكاره ونواياه الى منطقة لاشعوره،فتعرت أوعراها متعمدا.. كما جاء في سياق حديث هذا الأخير قوله: "من خلال التجارب السابقة اتضح لي وللساسة والخبراء الإسرائيليين أن الجزائريين متوحشون ،دمويون في ما يتعلق بنظرتهم لنا، ودمويتهم تتغذى باستمرار من السياسات العدوانية تجاهنا من قبل كل الحكومات الجزائرية المتعاقبة، إنها سياسات جعلتنا نفشل في إيجاد منفذ نتحرك من خلاله بين الجزائريين".
وفي سياق كلامه، يكشف الخبير الصهيوني بشكل مباشر عن تورط الموساد في الجرائم الإرهابية بالجزائر خلال أزمتها بقوله: "لقد حاولنا تحويل هذه الدموية بذكاء الى نار لتحرق الجزائريين أنفسهم، ففجّرنا الحرب الأهلية بين صفوفهم، لكنها اندلعت وانتهت دون أن تحقق مكاسب لإسرائيل، ولم نجنِ من هذه الحرب التي كلفتنا الكثير سوى إبعاد الجزائرو لفترة زمنية قصيرة عن صراعنا مع العرب، بل إن الجزائر خرجت أكثر قوة من هذه الحرب، واستفادت من الكثير من الخبرات التي حرمتنا من استخدام نفس السلاح مستقبلا، خاصة وأن الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الحكومات الإسرائيلية السابقة في هذا الشأن مكنت الجزائر من اكتشاف دورنا في تلك الحرب. على عكس نجاح خططنا في:-
العراق- ولبنان- وفلسطين- بسبب الاحترافية والذكاء المفرط للموساد في إخفاء أثارنا، فإن يد إسرائيل كانت مكشوفة بالجزائر في تسعينات القرن الماضي، وهو ما يعني احتياط الجزائريين من أي برامج إسرائيلية في هذا البلد المعادي لنا"، وإذا كان لنا أن نعلق على هذه الفكرة فإننا نعود الى بداية التسعينيات يوم نبه أحرار الوطن الى الخطر اليهودي اتهموا بالكفر والشيوعية.
هذه المسائل وسواها تنبئ باتساع جبهات القتال المرتقبة في الشرق الأوسط، التي ستطال أطرافا عديدة ، وترسم مدىالتوسع المحتوم لإسرائيل وهو ما لم يستعد له العرب والمسلمون دون شك،هذا أول ما يستخلص من التقرير،وفي ذات المنحى،نتبين أن الصهاينة كشفوا عن سالف أفكارهم وسابق أفعالهم، لأنها في أعتقادنا لم تعد لها اهمية،وهوما يؤكد لجوئهم الى استراتيجية جديدة وتكتيك مستجد،فالترويض الذي تحدث عنه أعطى نتائج إيجابية للإرهابيين الصهاينة ومكنهم من التقدم خطوة خطوة وبأقل الخسائر،هاهم قد القوا بظلمهم ومنكراتهم على الوطن العربي،وهم اليوم ليسوا بحاجة إلى عدد وعتاد فوسائل التخذير الإعلامي وبث التفرقة والفساد تغني عن القذائف والدبابات والطائرات،(الحليف أخو العدو)،الحديث على المستجدات العسكرية الخطيرة في المنطقة مجرد تحمينات حول حقيقة الواقع، فلغة التهديد والوعيد انقضى أجلها,انتهت صلاحياتها، فقد رصدت أمريكا معداتها، ومهدت اسرائيل لخطواتها والكلام عن مشاركة دول المنطقة هو-:هرطقة سياسية ،فالعميل لن يتحول خصما والميت لن تعود اليه الحياة،فهل تواجه السعودية ومصر إسرائيل بعد الذي جرى؟
وهل تستطيع لبنان المقاومة بعد الذي أصابها،وهل يمكن لسوريا أن تقدم على الحرب والخطر الأمريكي يهددها من الظهر؟وهل تقوى الجزائر على مد الدراع،لسد السيل القادم من مسافات طويلة مشرقية ومغربية؟هل يستطيع هؤلاء جميعا أن يجتمعوا بعد أن فرقهم تخاذل وتقاعس ساستهم،ولبسوا خمور الذل أثناء غزو العراق، وأيام الأجتماع في -أنا بوليس-؟.
فجميع البيانات والأدلة تؤكد أن- الولاياتالمتحدة وربيبتها إسرائيل- تسعيان لتنفيذ عملية خاطفة ضد المنشآت النووية الإيرانية ،وبعض المواقع الحساسة في في منطقة شمال إفريقيا، وما الضربات المسلطة على قطاع غزة اليوم إلا لصرف الأنظار،عما يجري من تحضيرات.لقد أغلق ملف الحلول السلمية التي يتشدق بها ساسة عرب ،يهزء بهم بوش، ولم يعد هناك مجال للتكهنات بشأنها أو الحديث عنها، فالحرب الإقليمية التي يهيأ لها منذ مدة هي الآن وشيكة الوقوع لكن بثوب أجد من ثوبها في العراق وجنوب لبنان، والأحداث على الأرض تزكي رؤيتنا هذه.
ولنعد لما جاء في التقرير الاستخبراتي، فهوجس نبض للشارع الجزائري واستقراء مدى تأثيرسموم الموساد في شرائح هذا الشعب العربي الذي سبب أرقاً لحكام إسرائيل، منذ وصول الرئيس الراحل هو بومدين الى سدة الحكم، أو يالأحرى منذ حرب 1967،وقبلها عام 1947 ، لا كجار لإسرائيل له عداوة معها، ولكن كخصم في قضية القضليا،وهو يتصدر طليعة ألأحرار في العالم،لهذا راحوا يحيكون له الدسائس ويسخرون أجندة الشر والفساد مع حلفائهم في فرنسا والخليج العربي واليوم تبدأ نفس اللعبة لكن على مستوى أوسع لجر الجزائر إلى صف العملاء وحضيرة الجبناء، تحت تأثير تهديد "القاعدة والأعمال الإرهابية،والتشويش الأقتصادي. ** الجزائر