تل أبيب: كشف النقاب في تل أبيب، أمس، عن جاسوسة إسرائيلية قام بتفعيلها ضابط "الموساد" إسحاق شامير، الذي أصبح رئيس حكومة فيما بعد، وتمكنت من التعرف على عدد من القادة العسكريين المصريين وحصلت على الخرائط التفصيلية للسد العالي في أسوان خلال فترة بنائه وأرسلتها إلى قادتها في إسرائيل. مهندسة ورسامة وراقصة باليه والجاسوسة هي إيزابيل فيدرو، امرأة يهودية جميلة، أصولها من أميركا اللاتينية من مواليد أوروغواي. والدها من بناة أحد الكيبوتسات (تعاونيات زراعية) في فلسطين، الذي لم ينسجم مع الحياة الصهيونية فعاد إلى أوروغواي وبنى لنفسه مسقبلا مضمونا. وهناك ولدت إيزابيل سنة 1934. فيها نمت وترعرعت وتعلمت وأصبحت مهندسة ورسامة وراقصة باليه. ومع الزمن، ارتبطت إيزابيل مع النشاط الصهيوني وهاجرت إلى إسرائيل مع 34 شابا وشابة عام 1962، وتركت عائلتها وراءها الموساد تقول إيزابيل في تقرير مطول لصحيفة "هآرتس"، نشر أمس، إنها حتى اليوم لا تدري لماذا اختارها جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي (الموساد) ليجندها إلى صفوفه. فقد طرق باب بيتها في جبعتايم، قرب تل أبيب، ضابطان وأبلغاها أنها مرشحة لمهمة حساسة للدفاع عن أمن إسرائيل. وعندما سألتهما كيف وصلا إليها ولماذا؟ راحا يرويان لها ما يعرفان عنها، فسردا سيرتها الذاتية بالتفصيل وأوضحا أنهما يعرفان الكثير والكثير من أسرارها. وقد وافقت على التجنيد فقط بعد سنة من تلك الزيارة، بعدما أيقنت أنهما فعلا من "الموساد إسحاق شامير وبعد سلسلة تدريبات، التقاها رئيس الجهاز، إيسار هرئيل، وأبلغها أن مهمتها في مصر ستكون متابعة أخبار مجموعة خبراء ألمان يعملون على تطوير صناعة الصواريخ والأسلحة غير التقليدية في مصر. وأرسلت إلى باريس، ليتسلمها ضابط "الموساد" المسؤول عن تفعيل العملاء في العالم العربي وأوروبا، إسحاق شامير. وهي تتحدث عنه بإعجاب كبير وتسرد قصة حياته بالتفصيل، ما يدل على أنه وثق بها لدرجة تجعله يروي لها الكثير من أسراره، منذ أن كان عضوا في تنظيم "ليحي" اليميني المتطرف قبل قيام إسرائيل. وتقول إنه عندما أصبح شامير رئيس حكومة، فرحت كثيرا له والتقته. إسحق شامير هو رئيس الوزراء الإسرائيلي السابع 1983 إلى 1984 وفي الفترة الثانية من 1986 إلى 1992. بعد حرب ال 1948، إنضم شامير إلى الجهاز الإسرائيلي التجسسي (موساد) من الفترة 1955 إلى 1965 وقام بالفوز بكرسي في الكنيست الإسرائيلي في عام 1973. تولّى شامير رئاسة الكنيست الإسرائيلي في عام 1977 وأصبح وزيراً للخارجية في عام 1980. يتّصف شامير باليميني المتشدّد حيث عارض مؤتمر كامب ديفيد للسلام مع المصريين وعارض الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان. شامير: مصر أهم هدف للموساد وأوضح شامير للعميلة الجديدة أن مصر تعتبر أهم هدف ل"الموساد"، فهي أكبر وأقوى دولة عربية، وجيشها يتأهب لمحاربة إسرائيل ردا على هزيمته في العدوان الثلاثي عام 1956 وأن رئيسها جمال عبد الناصر من أشرس أعداء إسرائيل. وقال لها إنه يريدها أن "تحرث" أرض مصر طولا وعرضا وأن تحضر له المعلومات عن كل شيء عسكري وليس فقط الضباط الألمان. إيزابيل: قنصل مصر تفرس ساقي الجميلتين وسافرت إيزابيل إلى مصر بعدما حصلت على تأشيرة دخول إليها من القنصلية المصرية في ميلانو الإيطالية: "سألني القنصل عن سبب رغبتي في البقاء لفترة طويلة في مصر فأخبرته أنني عالمة آثار وأريد أن أزور وأتعلم عن كل آثار مصر التاريخية. ولم يسألني المزيد من الأسئلة القنصلية، واكتفى بإطالة الحديث وهو يتفرس في ساقي الجميلتين" المجتمع المصري في "جيب" الجميلة الإسرائيلية نزلت في فندق سميراميس في القاهرة، "كونه يستقطب عادة شخصيات من النخبة المصرية". ومنه انطلقت في رحلاتها إلى الإسكندرية وحتى أسوان. وخلال 3 سنوات، تعرفت إلى عدد كبير من المسؤولين السياسيين والعسكريين والصحافيين المقربين. وأصبحت سيدة مجتمع معروفة، كرسامة ناجحة تعرض لوحاتها في معارض مرموقة وكخبيرة في علم الآثار. وعرفها أحد الصحافيين المعروفين، الذي لم تذكر اسمه، على ضابط كبير في الجيش، سافرت معه في رحلة بحرية إلى أسوان. فراحت تحدثه عن قلقها من خطر دمار الآثار المصرية القديمة، مثل معابد أبو سمبل، فأخبرها أن الخبراء المصريين واعون للخطر ويعرفون كيف يتفادونه. ثم قدم لها، كما تدعي، الخرائط التفصيلية لسد أسوان. فأخذتها لكي تدرسها. ونسختها وأرسلتها إلى إسرائيل. وأخذها عالم آثار في رحلة إلى أسوان بالقطار، فاكتشفت أن الجيش المصري بدأ يستخدم سكة الحديد لنقل قوات وأسلحة إلى الجنوب. برنامج لإيزابيل بالتليفزيون المصري بينما أخذها صديق مصري في رحلة إلى الإسكندرية، فتكتشف في الطريق مطارات تحط عليها مجموعة من طائرات النقل السوفياتية "طوبول - 16". وتسافر مع صديق آخر في رحلة سياحية بالسفينة، فتفوز في مسابقة عن المعلومات الجغرافية على السفينة، وتصبح نجمة السفينة، فتتعرف إلى ولي عهد في إحدى الدول العربية. ويعرض عليها صحافي كبير في التلفزيون المصري أن تدير برنامجا بالفرنسية. فشل المهمة وتضع إيزابيل هدفا لها أن تحرر من السجن المصري 7 جواسيس إسرائيليين، كان "الموساد" قد أرسلهم إلى مصر سنة 1955 لكي يفجروا أهدافا أميركية في القاهرة، بهدف تخريب العلاقات المصرية الأميركية المتنامية في ذلك الوقت. وضبطوا أثناء ذلك متلبسين وأمضوا في السجن 7 سنوات. ولكنها تفشل في المهمة وتكاد تضبط، فتهرب وتعود إلى إسرائيل وتخرج من "الموساد". ومن أبرز عناوين الشرق الأوسط: " أمر ملكي بإنشاء مؤسسة خادم الحرمين الشريفين العالمية " اعتقال 6 عمال عرب بشبهة التخطيط لعمل إرهابي ضد البابا " البابا فضل مشروب الفانتا على شاي ملكة بريطانيا " موسى: اتهامنا بعدم تنفيذ قرارات القمم العربية ظلم كبير