د. ايهاب العشري غريب جدا أمر هذا الشعب فانت تجد الناس وقبلهم الحكومة عندما تواجههم أزمة في منتج من المنتجات يتجهوا إلى مقاطعة المنتج وتخرج الإعلانات والحملات تندد يله نقاطع اللحمة والفيس بوك والايميلات يشتغلوا وتقوم الدنيا ولا تقعد والغريب أن التلفزيون الرسمى للدولة يدعوا هو الآخر إلى مقاطعة اللحمة.
وكأن المشكلة أصبحت في المقاطعة. طبعا هناك البعض زعلان وهو يقرأ ويقول أنا أنصر تجار اللحوم .لا طبعاً أنا من الشعب ومع الشعب ولا قيمة لي بدون ناسي وأهلي. لكن تعالوا نفكر مع بعض كويس في الموضوع:
- طبعا لما الناس استغنت عن اللحمة ماذا حدث؟ ارتفعت أسعار الأسماك والدجاج وكل الأطعمة ذات العلاقة بحياة الناس اليومية وطبعا تجار الأسماك والدواجن بيدعوا ربنا ليل نهار أن مقاطعة اللحمة تستمر سنة ولا اثنين لما كل واحد فيهم يهبر ويمشي وكأن الموضوع مصائب قوم عند قوم فوائد.
- هل استفاد المواطن من مقاطعة اللحمة ؟ أقول لا. لأن ما وفرة من ثمن اللحمة إلتهمه زيادة أسعار الدجاج والسمك . إذا نحن نضحك على أنفسنا ونوجه الدفة إلى اتجاه يصب في مصلحة المقصرين عن أمر هذا البلد والغريب أنك تسمع من يقول أن الحكومة بتقاطع اللحمة هي كمان .ليه هم الوزراء بيكالوا من اللحمة بتاعة الشعب المسكين ده.
وأحلى نكته سمعتها لما خرجت الحملة تطالب بمقاطعة اللحمة أن واحد قال وهي فين اللحمة دي اللي احنا هنقاطعها أساساً.
- كان يجب بدلا من المقاطعة أن نوجه استجواب في مجلس الشعب- الذي يطالب بعض نوابه المحترمين بضرب الشعب المطحون اللي انتخبهم بالرصاص عشان بيطالب بأدني حقوقه- لوزير الزراعه ونسأله لماذا لم يوفر اللحوم. وطبعا المقاطعة وسيلة جميلة للحكومة لأنها جعلت الشعب ينشغل بالمقاطعة عن الموضوع الأساسي وهو لماذا إرتفعت أسعار اللحوم أصلاً.رغم رخص الاعلاف وتدني اسعارها عالميا ومحليا .
- أين الدعم الذي تقدمة الحكومة للفلاح البسيط الذي كان يزود مصر بأغلبية ثروتها الحيوانية؟
لماذا تركت هذا الفلاح البسيط لتنهبه مصانع الأعلاف التي يمتلكها الكبار؟ هل الحكومة توفر له الأعلاف بأسعار مناسبة حتى يستطيع أن يربي ويخرج بهامش ربح؟ ويكون المنتج محلى بدلا من أن نركض إلى أثيوبيا لنستورد اللحوم .
والله إنه العار بعينه الذي جلبه لنا الفكر الرأسمالي الحكومي والذي يوضع كله في جيوب حفنة من الأفراد أكلوا الأخضر واليابس وامتلئت أرصدتهم في البنوك والغريب يا أخي أنهم بيتعالجوا على نفقة الدولة يا حرام أصل الميزانية الشخصية لهم لا تسمح بالعلاج على نفقتهم الخاصة.
- تعالوا نضع خطة وطنية لزيادة الثروة الحيوانية ونقدم الدعم للفلاح لأنه عصب هذه الصناعة ولا نقدم الدعم لأي مستثمر بهذا الخصوص لأننا لم نجن من وراء المستثمرين إلا الخراب على البلد والمواطن الفقير وهم أي المستثمرين يبقوا مش عارفين يودوا الفلوس فين .
ولنقرض لكل فلاح مبلغ من بنك التنمية الزراعي بأقل نسبة أرباح ممكنة وحتى لو كان القرض بدون أرباح لأنه في النهاية بيصب في مصلحة المواطنين والدولة ككل ونشجعة على تربية الحيوانات ونمنع تماما ذبح العجول البتلو الصغيرة وكذلك الأمهات .
وأن تكون هناك سياسة في الذبح يلتزم بها الجميع ومن يخالف يتعرض للمسائلة القانونية ، حتى نحافظ على الثروة الحيوانية لأنها عماد الغذاء في البلد.