علي الجامعة العربية الاغتسال ابراهيم بخيت هل كان لزاما علي جامعة الدول العربية ان تخرق عادتها في التباطؤ وتهرول مسرعة لموريتانيا بعد الانقلاب العسكري الأخير وقبل ان يستقر داخل نواكشوط العاصمة ذاتها . والأمر كله لا يتطلب هذه العجلة بل لا يتطلب الزيارة في حد ذاتها . بالطبع ان التزمت الجامعة بميثاقها ورفضها لتغيير الأنظمة عبر الانقلابات العسكرية . ولكن لأمر ما هرول السيد احمد بن حلي الأمين المساعد للجامعة وساق معه وفدا الي موريتانيا بعد ان انقض العسكر علي النظام الديموقراطي القائم . وان كان بفعله هذا يريد ان يسجل سابقة فقد سجلها بأنه اول الوفود التي التقت الانقلابي الموريتاني ويستحق علي ذلك ترقية وخطاب شكر من السيد عمرو موسي الأمين العام للجامعة . ولكن لان هذه الهمة العالية في الوصول الي نواكشوط ودماء الديموقراطية ما زالت تسيل علي الطرقات . ومصافحة بن حلي للأيدي التي ذبحتها . لا يمكن ان يقبل أي تبرير . ومهما نقل بن حلي عن أفواه الانقلابيين فهو مهما أعادوا عليه من وعود لا ينفذونها . وكان الأجدر بالجامعة العربية ان تكون واضحة في موقفها مع الشعب الموريتاني وحكومته المنتخبة . ويرفض مبدئيا الانقلاب . ثم إن أراد ان يوفد وفدا بحكم مسؤوليته فليذهب الوفد حاملا هذا القرار . حتي لا يكون ذهابه شبهة للموافقة . ولا يضطر الأمين العام للتلوي في إخراج الكلام الممجوج. اللهم إلا إن كان للجامعة وامينها ومساعده رأي في عدم ديموقراطية النظام الموريتاني برئاسة ولد عبد الله . او عدم أهلية الشعب الموريتاني لحكم الديموقراطية . وان أراد عمرو او لم يرد فان ذهاب بن حلي قد أعطي الضوء الأخضر للانقلابيين . وبئس من ضوء لن يصمد أمام الإرادة الشعبية والصوت الحر في الدول الحرة المتحررة من القادة المستديمين . ويكفي إحراجا للجامعة العربية وسدنتها الموقف المبدئي الذي اتخذه الاتحاد الإفريقي ورفضه للانقلابات الذي اتخذه في قمة سرت . وها هو يلتزم به حيال انقلاب موريتانيا الحالي . وهل يريد السيد الأمين العام ان يقنع العرب والعجم بأن التقرير الذي تلقاه من بن حلي فيه من الجديد مما يغير طبيعة الانقلاب العسكري الموريتاني ليهرعوا لتأييده . ويسامح الجامعة علي هرولتها تجاه منقلب علي سيادة دولة عضو فيها واذا كانت الجامعة تعتبر ان الموريتانيين هم المسؤولون عن ارساء الاستقرار ومسيرة الديموقراطية كما جاء في قوله" فلماذا تحايل علي رفض الانقلاب الذي عصف بهذا الاستقرار والديموقراطية التي أرساها الموريتانيون؟ لم يخرج السيد عمرو موسي من العادة حين اكثر من ترديد الكلام المكرر .ولكن المطلوب الان هو ان يتخلي كل الانقلابيين الحاكمين اليوم او الذين وصل عنهم الحكم توريثا من نظام انقلابي . ان يغتسلوا من هذا الوزر . وعلي الجامعة العربية ان تتخلي عن عقلية ارسال الوفود والتمتع بامتيازاتها. وتهتم بأمر الديموقراطية في الوطن العربي التي ستأتي حتم الانوف . وحتي لا يفوتها شرف المساهمة في التعجيل بها والحفاظ عليها. نعم للديمقراطية والف الف لا للوفود المهنئة بالانقلابات العسكرية. عن صحيفة الراية القطرية 14/8/2008