الموقف السياسي السوداني د.طارق الشيخ لاتزال الخرطوم تردد صدي قرار مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو الذي أصبح أشهر شخصية في السودان. لايوجد صغير أو كبير لا يعرف من هو اوكامبو ودخل هذا الارجنتيني حياة السودانيين ومصطلحاتهم اليومية ودائرة النكتة السودانية والتبكيت. وفي كل يوم تشهد شوارع الخرطوم مسيرة تضامنية مع الرئيس السوداني عمر البشير، وهذه مظاهر باتت مألوفة هذه الأيام من جانب المؤيدين ومناصري النظام. وعلي النقيض تؤكد القوي المعارضة من مختلف الاحزاب السياسية السودانية موقفها المتميز عن التيار الرسمي الذي جعل من قرار أوكامبو مناسبة لحصار معارضيه ومحاولة انتزاع مواقف مؤيدة وهو مالم تجده من المعارضين الذين اوضحوا ومنذ اللقاء المبكر مع رئيس الجمهورية عمر البشير وقبيل اعلان اوكامبو عن فحوي تقريره المثير للجدل. فقد اوضح قادة المعارضة رفضهم لاستنجاد الحكومة والحزب الحكم بقوي المعارضة كلما دخلت الدولة في قضية ما. وفي خضم هذا الهياج الذي يلف السودان هذه الأيام قالت الاحزاب السياسية إن الوقت قد حان لكي تخرج الحكومة عن موقفها بعزل القوي السياسية عن ممارسة دورها السياسي في معالجة القضايا المحلية التي تسببت فيها سياسة الحكومة المنفردة ومن بين هذه القضايا دارفور. ومن ذلك اللقاء خرجت مبادرة ثلاثية من حزب الأمة والحزب الشيوعي وحزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الترابي تدعو الحكومة الي انتهاج موقف ايجابي لحل القضية التي تفتح الباب للتدخل الأجنبي في الشأن السوداني . أعلنت الاحزاب تجاوبها مع طرح البشير بما أسماه (مبادرة أهل السودان لحل مشكلة دارفور) لكنهم أي الأحزاب قد ذكرت البشير بأن هذا الموقف قد تكرر كلما لاحت في الأفق أزمة مع المجتمع الدولي وطالبوا بانتهاز هذه الفرصة هذه المرة للخروج برؤية واضحة والالتزام بها . وشكلت لجنة من القوي السياسية لتقديم مبادرة سودانية وطرح آليات وبرامج لحل أزمة دارفور . واعتبرت القوي المعارضة أن المدخل الصحيح للاجماع الوطني في توجه صادق وحقيقي أي من خلال اطلاق الحكومة يد القوي السياسية للاسهام في حل قضية دارفور بديلا عن المنهج الحالي الذي يعتمد علي التدويل في قضية تعتقد القوي السياسية أن حلها سوداني. وغدا أطرح رؤية الاحزاب السودانية من قضية اوكامبو. عن صحيفة الراية القطرية 19/7/2008