الوقوف علي الأطلال العزب الطيب الطاهر لا افهم ما الذي يدفع فتح وحماس الي الوقوف علي الاطلال حتي الآن دون الولوج الي اختراق الحواجز الوهمية التي ما زالت قائمة لاعادة الاعتبار الي الوحدة الوطنية الغائبة لأسباب يبدو ان معظمها مرهون بمعطيات شخصية الطابع تتعلق برؤية هذا المسؤول او ذاك بينما الجانبان لا يتورعان عن الحوار مع الكيان الصهيوني سواء علي نحو مباشر في حالة فتح أو غير مباشر في حالة حماس. لقد برزت في الاشهر الاخيرة سلسلة من الفرص والخيارات التي من شأنها ان تهيئ الاجواء لاستئناف الحوار بين الفصيلين الاهم في الحركة الوطنية الفلسطينية بيد ان الاهواء وطبيعة التحالفات الاقليمية او الدولية فضلا عن حاجز منيع من الكراهية الناتجة عن الحملات الاعلامية المتبادلة ادت الي توسيع الفجوة بينهما. واظن ان زيارة الرئيس ابو مازن الي دمشق في الآونة الاخيرة الي جانب الجهود التي تبذلها القيادة المصرية منذ فترة يمكن أن توفر بعضا من الشروط المطلوبة لإنضاج الحوار وتدفع الامور باتجاه التقدم خاصة ان ثمة تصورات محددة قدمها الجانبان في الآونة الاخيرة لتجاوز زمن القطيعة بينهما. ونقطة البداية المطلوبة في تقديري تكمن في وضع الاسس لتجاوز وقائع ما جري في غزة خلال العام المنصرم وبالذات فيما يتصل بإشكالية الاقتتال الذي يستوجب تحريمه بكل السبل والوسائل لأن الدم الفلسطيني يتعين ان يبقي في منطقة القداسة ولا يراق الا في المواجهة مع العدو ان رفض الانسحاب من الارض او اعادة حقوق البشر. ولا اعتقد ان ثمة معضلات حقيقية يمكن ان تعوق الاتفاق علي شكل الحكم في المرحلة المقبلة او كيفية التعامل مع الانتخابات المقبلة سواء رئاسية او تشريعية فالقواعد واضحة والمرجعيات قائمة والمطلوب بإلحاح هو امتلاك الارادة والنية الصادقة واعلاء قيمة الوطن خصما من قيمة الاشخاص او التنظيمات. السطر الاخير :اقيم بعباءة روحك انت والنهر عنواني فخذيني لمسافات التوهج بعينيك اقيمي علي حد العشق. عن صحيفة الراية القطرية 10/7/2008