فتح تصّعد لهجتها ضد حماس وتتوعدها بإجراءات عقابية حسين الشيخ فلسطينالمحتلة: قبل ساعات من انعقاد اللجنة المركزية لحركة فتح برئاسة الرئيس الفلسطيني ورئيس الحركة محمود عباس في بيت لحم، للتحضير للمؤتمر العام السادس للحركة المقرر عقده بعد غد الثلاثاء في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، صعّد كوادر الحركة من هجومهم على حركة حماس وحكومتها المقالة في قطاع غزة بعد رفض الأخيرة السماح لأعضاء حركة فتح المتواجدين في القطاع بالسفر إلى الضفة لحضور المؤتمر، بل انها توعدت من يتسلل منهم إلى الضفة بعواقب وخيمة. فقد هدد حسين الشيخ رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية لدى السلطة الفلسطينية بأن "حماس ستدفع ثمناً باهظاً إذا رفضت السماح لأعضاء مؤتمر فتح بالخروج من قطاع غزة، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية ستواصل المفاوضات مع "إسرائيل". وأضاف الشيخ في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيل لم تضع عقبات أمام عقد مؤتمر فتح السادس في بيت لحم ووافقت على قائمة الأسماء التي نقلها إليها والتي تشمل أسماء ناشطي فتح في قطاع غزة الذين يطلبون الوصول للمؤتمر في بيت لحم. وتوعد الشيخ: إذا لم تسمح حماس بخروج ناشطي فتح من قطاع غزة للمشاركة في المؤتمر ستدفع ثمنا باهظا، مشيرا إلى أن الخطوة ستضر بالعلاقات بين فتح وحماس"، مضيفا "في الضفة الجمهور الفلسطيني لا يقبل موقف حماس". وأضاف قائلا: "حركة فتح ستواصل المفاوضات مع إسرائيل وستسير في الطريق الأقصر لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة الاحتلال". وكان مسئولون في فتح قد أكدوا السبت انها ستعقد مؤتمرها الذي طال انتظاره على الرغم من غياب أعضاء من قطاع غزة منعتهم حركة حماس من الخروج. وقالت انتصار الوزير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان عباس أبلغ حماس عبر وسطاء عرب أنها اذا وافقت على السماح بخروج أبناء غزة فسيفرج عن 400 محتجز من حماس نصفهم قبل المؤتمر والباقون خلاله. وأضافت أن المزيد من رجال حماس سيفرج عنهم من سجون الضفة الغربية في وقت لاحق، ولكن حماس قالت ان على فتح أن تتحرك أولا. واضافت: ان عباس على اتصال أيضا مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي تستضيف بلاده خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعلى اتصال أيضا بتركيا ومصر في مسعى للضغط على الحركة كي تستجيب. وبدأ أعضاء فتح من سوريا ولبنان والاردن بالتوافد على بيت لحم بعد موافقة اسرائيل التي كانت قد وافقت على مرور أعضاء فتح من غزة الى الضفة الغربية لحضور المؤتمر. وتبقي اسرائيل قطاع غزة تحت حصار مشدد. وقالت الوزير ان المجلس المركزي قرر زيادة عدد المشاركين في المؤتمر من 1550 الى 2256 لاستيعاب المزيد من أعضاء فتح. ويجتمع المجلس الثوري للحركة يوم الاحد لبحث هذا الاجراء حيث أنه الجهة التي تصنع القرارات داخل الحركة. ويعتبر المؤتمر الذي يبدأ في الرابع من أغسطس/ اب ويستمر ثلاثة أيام فرصة لفتح التي هيمنت على المشهد السياسي الفلسطيني وخسرت في انتخابات عام 2006 أمام حماس كي تجري اصلاحات. ويرى مراقبون إن إعادة تنشيط حركة فتح أمر مهم بالنسبة لمصداقية عباس وهو يحاول احياء محادثات السلام مع اسرائيل . ويحكم الرئيس الفلسطيني في الضفة الغربية وحسب بعد أن سيطرت حماس على القطاع في مواجهة مسلحة مع فتح في عام 2007. وكان اخر مؤتمر عقد لفتح والتي تأسست قبل 44 عاما، هو المؤتمر الخامس في تونس عام 1989. حماس ترد في هذه الأثناء، أكد د.محمود الرمحي أمين سر المجلس التشريعي الفلسطيني أن تهديدات من مستويات سياسية مختلفة من حركة فتح وصلت إلى نواب من كتلة التغيير والإصلاح ممثلة حماس في التشريعي وعلى رأسهم الدكتور عزيز دويك ، موضحا أن مثل هذه التهديدات لا تخيفهم على اعتبار أنهم جزء من هذا الشعب وما يقع عليه يقع على نوابه. وأوضح الرمحي في تصريح خاص لموقع "فلسطين الآن" الالكتروني"أن أبرز هذه التهديدات جاءت على لسان أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم إلى رئيس المجلس التشريعي د.عزيز دويك وطالبه أن ينقلها لقادة حماس والحكومة في غزة وقال:" الطيب عبد الرحيم الذي هدد الدكتور عزيز دويك عبر الهاتف وطالبه أن ينقل هذا التهديد إلى حركة حماس والحكومة في غزة ". وكان نص التهديد كما بين الرمحي " إذا لم يخرج أعضاء المؤتمر فنحن في حل من أي إجراء اتجاه الاعتقال السياسي الذي يجري في الضفة -يقصد أنهم وعدوا المصريين بتخفيف الاعتقال السياسي في الضفة -لن نسكت على عدم إخراج أعضاء مؤتمرنا في غزة السلطة في رام الله لن يسكتوا عن ذلك نحن سنكون في حل من أي إجراء على ارض الواقع في الضفة الغربية". صلاح البردويل واعتبر أمين سر المجلس التشريعي أن هذه التهديدات ليست جديدة لافتا إلى أنهم تلقوا تهديدات مباشرة وغير مباشرة عبر أناس وأحيانا عبر صحفيين، موضحا أنهم يأخذون هذه التهديدات على محمل الجد وقال:" هذه التهديدات جاءتنا مباشرة وأحيانا عبر أناس وأحيانا عبر صحفيين فهم لم يتورعوا أن يكتبوا ذلك للصحافة وهذه التهديدات نأخذها على محمل الجد ". وأكد الرمحي على أنهم لا يخشون تهديدات الاعتقال أو التعذيب فهم جزء من هذا الشعب الفلسطيني وما يقع عليه يقع عليهم وقال :"ندرك أننا جزء من أبناء هذا الشعب وما يقع على شعبنا وعناصرنا يقع علينا ونحن لا نخش هذه التهديدات فهكذا يتعامل النواب مع مثل هذه التهديدات". وحول إذا ما نفذت هذه التهديدات بين الرمحي بأن ذلك تكريس لنهج موجود داخل السلطة التي تريد المساس بكل ما له علاقة بالحركة الإسلامية من قريب أو بعيد ،كما يكشف أكاذيب السلطة بعدم وجود معتقلين سياسيين في سجون الضفة واصفا الأمر إذا ما تم بأنه " أكبر مساس بحصانة النائب وتجاوز لكل الخيوط الحمراء ". من جانبه، أكد الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة حماس والناطق باسم كتلتها البرلمانية أن مشروع المقاومة الفلسطينية تعرَّض للعديد من الفتن والمؤامرات، سواءٌ من القريب أو البعيد، منذ توقيع اتفاق "أوسلو". وقال البردويل "إن هذه الهجمة كانت على "حماس" في الضفة الغربية من خلال تنفيذ الاعتقالات والملاحقة، أو التآمر عليها من خلال المشاركة في فرض الحصار". وأضاف : "التآمر لا يزال مستمرًّا، وبأسماء مختلفة، وإن ظنوا أنهم سيصلون إلى القضاء على القضية الفلسطينية فظنهم خائب، وأمرهم منكشف على حقيقته"، مشددًا على أن ما يحدث لأبناء "حماس" في الضفة ستجد حركة "فتح" مثله في غزة، وأن هزيمتها أمام الشعب قادمة لا محالة؛ حيث إن النصر لن يأتيَ لمن اختطف النساء وقتل الأئمة وعذب طلاب الجامعات. وأشار إلى أن "فتح" كانت تطالبهم في جميع جولات الحوار السابقة بالاعتراف بشرعية الاحتلال، مشددًا على أن هذا الأمر لا يمكن حدوثه مهما كانت التضحيات .. وتتوعد اعضاء فتح "المتسللين" من ناحية اخرى، توعدت حركة حماس وحكومتها في قطاع غزة، أمس السبت، باعتقال ومحاكمة أعضاء حركة فتح الذين غادروا قطاع غزة عبر التسلل إلى الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر، عند عودتهم إلى القطاع. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس إيهاب الغصين في بيان أمس، إن "كل من تسلل للسفر خارج قطاع غزة بشكل غير قانوني أو بتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي سيتم اعتقاله"، مشيراً إلى أن حكومة حماس، "اتخذت قراراً برفض خروج أي من أعضاء فتح من غزة إلا بعد الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين في سجون الضفة والذين تجاوز عددهم الألف معتقل، بالإضافة إلى إعطاء قطاع غزة حصته من دفاتر جوازات السفر". وأوضح الغصين أن "كل من يقوم بمخالفة القرار سيعتبر مخالفاً للقانون، وهذا ينطبق على الذين قاموا بالتسلل خلال الأيام الماضية بالتنسيق مع الاحتلال الصهيوني وسافروا إلى الضفة الغربية، مستغلين المساحة التي لا تستطيع أجهزتنا الأمنية التحرك فيها لاستهداف الاحتلال لأبناء الأجهزة الأمنية بها". وأضاف: "إذا قرر هؤلاء العودة إلى قطاع غزة فستقوم وزارة الداخلية باعتقالهم فور وصولهم وتحويلهم إلى المحاكمة، لكونهم قاموا بمخالفة قرار الحكومة". وكان عدد من كوادر فتح نجحوا خلال اليومين الماضيين في مغادرة قطاع غزة رغم إجراءات المنع المشددة التي اتخذتها حماس. وقالت وسائل الإعلام المحلية إن هؤلاء استطاعوا تجنب حواجز التفتيش التي أقامتها حماس على طول الطرق المؤدية إلى معبر ايريز عبر طرق ترابية. ويوجد في قطاع غزة نحو 400 من أعضاء حركة فتح، كان من المقرر أن يشاركوا في المؤتمر السادس للحركة، الذي من المتوقع أن يصل عدد المشاركين فيه إلى 1750 عضواً. ووصل أمس الأول 134 من أعضاء المؤتمر من لبنان وسورية إلى رام الله للمشاركة في المؤتمر الذي لم ينعقد منذ أكثر من عشرين عاماً ويعقد للمرة الأولى على أرض فلسطين.