انتشار المال السياسي وتوجيه مباشر للناخبين ودعاية لأحزاب الموالاة….المصريون يواصلون مقاطعة انتخابات مجلس نواب السيسي    شركة القلعة القابضة تعتزم طرح 5 شركات تابعة بالبورصة المصرية خلال عامين    رونالدو: أعتبر نفسي سعوديا وجئت مؤمنا بقدراتها    بعد صورته الشهيرة.. ناصر ماهر ينفي امتلاكه حساب على "فيسبوك"    ياسر إبراهيم: كنا نعلم نقاط قوة الزمالك.. وزيزو لاعب عقلاني    مشاجرة الملهى الليلي.. النيابة تحيل عصام صاصا و15 آخرين لمحكمة الجنح    بالصور.. تعرض شيماء سعيد للإغماء خلال تشييع جثمان زوجها إسماعيل الليثي    بعد عرض جزء منه العام الماضي.. فيلم «الست» يعرض لأول مرة في الدورة ال 22 لمهرجان مراكش    «سنبقى على عهد التحرير».. حماس تحيي الذكري 21 لرحيل ياسر عرفات    غزة على رأس طاولة قمة الاتحاد الأوروبى وسيلاك.. دعوات لسلام شامل فى القطاع وتأكيد ضرورة تسهيل المساعدات الإنسانية.. إدانة جماعية للتصعيد العسكرى الإسرائيلى فى الضفة الغربية.. والأرجنتين تثير الانقسام    هيئة محامي دارفور تتهم الدعم السريع بارتكاب مذابح في مدينة الفاشر    مدير نيابة عن الوزير.. مدير «عمل القاهرة» يُلقي كلمة في افتتاح اجتماع «حصاد مستقبل الياسمين في مصر»    شعبة المواد الغذائية: قرار وزير الاستثمار سيساهم في تحقيق استقرار نسبي لأسعار السكر    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    تعرف على بدائل لاعبي بيراميدز في منتخب مصر الثاني    أوباميكانو يثير الجدل حول مستقبله مع البايرن    طن عز الآن.. سعر الحديد اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 أرض المصنع والسوق    مدير «عمل الغربية» يزور العمال المصابين إثر انهيار سقف خرساني بالمحلة    طقس الخميس سيئ جدا.. أمطار متفاوتة الشدة ودرجات الحرارة تسجل صفر ببعض المناطق    الأوراق المطلوبة للتصويت فى انتخابات مجلس النواب 2025    بقاعدة عسكرية على حدود غزة.. إعلام عبري يكشف تفاصيل خطة واشنطن بشأن القطاع    الشرع لمذيعة فوكس نيوز: لم نعد تهديداً لواشنطن.. ونركز على فرص الاستثمار الأمريكي في سوريا    «إهانة وغدر».. ياسمين الخطيب تعلق على انفصال كريم محمود عبدالعزيز وآن الرفاعي في «ستوري»    «الحوت يوم 26» و«القوس يوم 13».. تعرف علي أفضل الأيام في شهر نوفمبر لتحقيق المكاسب العاطفية والمالية    مراسل إكسترا نيوز ينقل كواليس عملية التصويت فى مرسى مطروح.. فيديو    «الشرقية» تتصدر.. إقبال كبير من محافظات الوجه البحري على زيارة المتحف المصري الكبير    وزارة الصحة تكشف النتائج الاستراتيجية للنسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للصحة والسكان    وزير الصحة يستقبل نظيره الهندي لتبادل الخبرات في صناعة الأدوية وتوسيع الاستثمارات الطبية    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    إدارة التراث الحضاري بالشرقية تنظم رحلة تعليمية إلى متحف تل بسطا    تحرير 110 مخالفات للمحال غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    تأكيد مقتل 18 شخصا في الفلبين جراء الإعصار فونج - وونج    معلومات الوزراء يسلط الضوء على جهود الدولة فى ضمان جودة مياه الشرب    اليوم.. استئناف متهم بالانضمام لجماعة إرهابية في الجيزة    بعد قرأته للقرأن في المتحف الكبير.. رواد السوشيال ل أحمد السمالوسي: لابد من إحالة أوراقه للمفتي    تحديد ملعب مباراة الجيش الملكي والأهلي في دوري أبطال أفريقيا    بعد تعديلات الكاف.. تعرف على مواعيد مباريات المصري في الكونفدرالية    إقبال متزايد في اليوم الثاني لانتخابات النواب بأسوان    مشاركة إيجابية فى قنا باليوم الثانى من انتخابات مجلس النواب.. فيديو    حسام البدري يفوز بجائزة افضل مدرب في ليبيا بعد نجاحاته الكبيرة مع أهلي طرابلس    شكوك بشأن نجاح مبادرات وقف الحرب وسط تصاعد القتال في السودان    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في تصادم 4 ميكروباصات بطريق سندوب أجا| صور    وفد حكومي مصري يزور بكين لتبادل الخبرات في مجال التنمية الاقتصادية    بسبب أحد المرشحين.. إيقاف لجنة فرعية في أبو النمرس لدقائق لتنظيم الناخبين    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي يشاركان في ندوة جامعة حلوان حول مبادرة "صحح مفاهيمك"    معلومات الوزراء: تحقيق هدف صافى الانبعاثات الصفرية يتطلب استثمارًا سنويًا 3.5 تريليون دولار    هدوء نسبي في الساعات الأولى من اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب 2025    انتخابات النواب 2025، توافد المواطنين للإدلاء بأصواتهم بمدرسة الشهيد جمال حسين بالمنيب    بينهم أجانب.. مصرع وإصابة 38 شخصا في حادث تصادم بطريق رأس غارب    ضعف حاسة الشم علامة تحذيرية في سن الشيخوخة    بعد إصابة 39 شخصًا.. النيابة تندب خبراء مرور لفحص حادث تصادم أتوبيس سياحي وتريلا بالبحر الأحمر    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور نبيل العربى ل‏الأهرام‏:‏ نتطلع إلي تغيير جوهري في سياسات الحكومة السورية

كلما تشتد الأزمات وتتفاقم المعضلات وتتزايد مساحة الانسداد في الأفق تتجلي الحاجة الي محاورة الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية‏,فالرجل بحكم متابعتة اليومية والحثيثة للملفات الإقليمية الساخنة تجعله في فوهة المدافع التي تنطلق باتجاهه من كل صوب وحدب وبعضها للأسف يحمله فوق طاقتهوما دفعني للسعي الي هذا الحوار في هذا التوقيت بالذات ذلك التدهور الخطير في مسار الأزمة السورية بعد مذبحة' الحولة' وغيرها من المناطق والأحياء والمدن والذي سيكون علي رأس جدول أعمال مجلس الجامعة العربية الذي ستحتضنه مدينة الدوحة اليوم علي مستوي وزراء الخارجية وظل السؤال يلاحقني: هل تلاشت إمكانية الحلول السياسية للأزمة ؟وهل بات الخيار العسكري هو البديل المطروح, لكني وجدت الدكتور نبيل العربي خلال الحوار الذي تجاوب شاكرا مع مسعاي محملا بكثير من التحليل والمقاربات التي تمنح بعض الأمل في إحداث إختراق سياسي للأزمة خاصة في ظل ما سوف يطرحه بعض وزراء الخارجية العرب من أفكار جديدة للتعامل مع هذه الأزمة, وقد وجدت الدكتور العربي كعادته هادئا متمكنا من ناصية القول والفكر ومرتبا في أطروحاته فضلا عن الاستعانة بخبرته الواسعة في القانون الدولي الذي يتكئ عليه دوما في معالجته للأمور والمسائل المستعصية في الأقليم فإلي الحوار:
ثمة من يتحدث عن ضرورة اللجوء الي خيار التدخل العسكري الدولي في سوريا خاصة في ضوء التصعيد الخطير من قبل النظام الحاكم ضد المدنيين متمثلا ذلك في مذبحة الحولة التي راح ضحيتها أكثر من مائة شخص من بينهم55 طفلا ونساء كثيرات وهو ما ينبئ أن النظام لم يعد بالمبادرات السياسية المطروحة الي أي مدي تتفق مع هذه الرؤية التي عبر عنها مؤخرا الرئيس الفرنسي الجديد' فرانسوا أولاند' ؟
{ بالطبع لا أتفق مع هذه الرؤية لسبب بديهي للغاية يتمثل في أنه ليس ثمة طرف في العالم- خاصة الدول الكبري- يرغب في الخيار العسكري ومن ثم فإن المسألة ليست مرتبطة بموقف الجامعة العربية وإنما بموقف الدول الغربية القادرة علي مباشرة هذه المهمة والتي لم تبد أي استعداد للقيام بها وقد أبلغت بهذا الموقف بوضوح وصراحة, صحيح أن الوضع قد يشهد تغييرا بعد فترة أو أشهر غير أن ما أتحدث هو الموقف الراهن وفي ضوء لقائي قبل أيام بمكتبي بالسفيرة الأمريكية بالقاهرة' آن باترسون' فضلا عن اتصالات عديدة مع دول غربية أخري بوسعي القول أن الخيار العسكري ليس شبه مستبعد وإنما هو مستبعد بالكامل لسببين أولهما أن الدول التي بمقدورها القيام بأعباء التدخل العسكري ليس لديها الرغبة أو الاستعداد لإنجازه, وهو ما تجلي بشكل واضح في التصريحات التي أدلي بها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي قبل أيام وأكد فيها صراحة أن الحلف لن يتدخل عسكريا في سوريا وثانيهما يتمثل في المعارضة الروسية الشديدة لأي تحرك خارجي باتجاه استخدام القوة العسكرية في سوريا وهو ما يعني أنه لاتتوافر أي مؤشرات حقيقية بهذا الاتجاه في ضوء ما تؤكده الحقائق القائمة علي الأرض والتي لاتقود الي النتيجة التي تؤدي الي تبني الخيار العسكري.
المحصلة النهائية
- كيف تفسرهذا الموقف الغربي هل لأنه لايوجد في سوريا نفط ومصالح اقتصادية مما يجعلها غير قادرة علي دفع فاتورة التدخل العسكري فيما بعد مثلما حدث في ليبيا والتي أبدت الدول الغربية حماسا شديدا للتدخل فيها واسقاط نظام معمر القذافي ؟
{ أيا كانت الأسباب فإنني أتحدث عن المحصلة النهائية في ضوء قراءتي لوقائع اللحظة الراهنة والتي تفيد بغياب أي توجه للتدخل العسكري في سوريا بصرف النظر عما يمكن أن يقع بعد شهر أو اثنين أو حتي ثلاثة.
- ألا تري أنه بات من الضروري البحث في بدائل لتطوير خطة كوفي أنان ؟
{ أظن أن ثمة تفكيرا في ذلك.
- بأي أتجاه ؟
{ لقد توصل السكرتير العام للأمم المتحدة' بان كي مون' الي اقتناع مؤداه أن التطورات في سوريا باتت تحتم ضرورة البحث بعمق في طبيعة وجود الأمم المتحدة في سوريا والخطوات اللاحقة التي من شأنها تفعيل هذا الوجود علي نحو يفضي الي التطبيق الكامل لخطة أنان بما يقود في نهاية المطاف الي وقف أعمال العنف والقتل.
- هل يتصل ذلك تحديدا بمهمة المراقبين الدوليين ؟
{ كل الأمور خاضعة للدراسة بيد أنه ليس لدي التفاصيل.
أفكار جديدة
- ما هو المتوقع من الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية الذي سيعقد اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية بعد أن تقرر إدراجها بشكل عاجل علي جدول أعماله ؟
{ أحسب أنه ستكون هناك أفكارا جديدة ستتقدم بها بعض الدول العربية بشأن الوضع في سوريا ولكن ليس بوسعي الكشف عن محتوي هذه الأفكار.
- هل من المنتظر أن يتم طرح خطة مشتركة جديدة للجامعة العربية والأمم المتحدة للتعامل بفعالية أكبر مع تداعيات الازمة السورية ؟
{ سيقدم كوفي أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية خلاصة لقاءاته بدمشق يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين خلال مشاركته في الاجتماع اليوم في ضوء مدي احترام الحكومة السورية للنقاط الست التي تتضمنها خطته التي بدأ تطبيقها قبل أكثر من شهرين
- ما هو المطلوب من الحكومة السورية بالضبط ؟
{ المطلوب منها أن تكون علي يقين بضرورة تغيير سياستها وللأسف فإنها حتي هذه اللحظة لم تقم بأي تعديل في هذه السياسية ونحن نتحدث معها منذ الثالث عشر من يوليو المنصرم لحثها علي اجراء هذا التغيير المطلوب بإلحاح وحتي الآن لم نتلق أي تجاوب من قبلها.
- كيف تقرأ اتهامات الحكومة السورية لتنظيم القاعدة بأنه وراء مذبحة الحولة الأخيرة التي راح ضحيتها أكثر من مائة شخص من بينهم اطفا ل ونساء ؟
{ المرء لابد أن يتسم بالإنصاف ويقرأ ملامح المشهد من كافة الزاويا والأبعاد ففي الحالة السورية بات واضحا أن هناك معارضة مسلحة وثمة تدخلات من الخارج قد تكون من قبل تنظيم القاعدة, لكن ليس لدي معلومات مؤكدة وألفت في هذا الصدد الي أن بعض قيادات المعارضة الذين اجتمعت اليهم كشفوا لي أن النظام السوري قد قام بالإفراج عن عناصر من تنظيم القاعدة كانت معتقلة في سجونه للقيام بمثل هذه العمليات وثمة تقارير تتحدث عما يسمون بالشبيحة لكني من خلال متابعاتي وملاحظاتي العامة سواء من المعارضة أو الحكومة أو مايقوله المراقبون الدوليون هناك اشتباكات مسلحة تجري بين عناصر من الجيش السوري وعناصر من المعارضة.
تغيير النظام
- الي أي مدي تري أن النظام مستعد للقبول بفكرة تغييره والدخول في مرحلة جديدة تقوم علي التعددية الحقيقية وتداول السلطة سلميا ؟
{ لو وضعت نفسي موضع أي مسئول سوري رفيع المستوي وطرح علي سؤال التغيير فإنني سأبادر علي الفور متسائلا: لماذا التغيير وماهي مبرراته خاصة أن روسياتوفر الحماية السياسية علي المستوي الدولي من خلال استخدام الفيتو ضد أي قرار يمكن أن يتبناه مجلس الأمن وقد تقف الصين الي جانب روسيا فضلا عن ذلك فثمة قرار واضح من حلف شمال الأطلسي بعدم اللجوء الي خيار التدخل العسكري والأهم من ذلك أن ميزان القوي الداخلي يميل لصالح الجيش النظامي وليس الي المعارضة المسلحة التي لن يكون بمقدورها التفوق عليه بأي حال من الأحوال فالجيش محترف ومسلح بصورة جيدة ولديه الأسلحة الثقيلة والخبرات القتالية السابقة جراء مشاركته في حروب سابقة مع اسرائيل في لبنان.
- ماالذي أدي الي تأجيل ملتقي المعارضة السورية الذي كان مقررا عقده بالقاهرة تحت رعاية الجامعة العربية يومي16 و17مايو الماضي ؟
{ المعارضة السورية هي التي طلبت تأجيل هذا المؤتمر لأسباب تتعلق بها.
- المعارضة تقول أنه لم يتم التشاور معها بشأن ملفات المؤتمر؟
{ لقد تشاورت الجامعة العربية مع قوي وفصائل المعارضة طويلا منذ شهر سبتمبر الماضي وكان من المقرر أن ينظم هذا المؤتمر في شهر يناير الماضي وشخصيا تحدثت الي الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني حول المؤتمر بتونس في نهاية فبراير المنصرم واتفقنا علي عقده في فبراير الماضي, علي أي حال يبدو لي أن المعارضة السورية تواجه عددا من المعضلات الداخلية وقد طالبت قياداتها وهذا ماقلته لوفد هيئة التنسيق السورية خلال لقائي معه يوم الاثنين الماضي برئاسة هيثم مناع بضرورة التوافق علي الحد الأدني من القواسم المشتركة بما يقود الي بلورة واجهة للمعارضة يكون بمقدورها تبني مطالبها ويهيئها لتقديم التطمينات المطلوبة للشعب السوري بجميع فئاته وشرائحه خاصة الأقليات بأنه سيتم بناء دولة عصرية لن تستثني أحدا وستقوم علي مبدأ المواطنة في سياق من الديمقراطية والتعددية السياسية الحقيقية, علي أي حال نحن ننتظر نتائج اللقاء الذي سيعقده المجلس الوطني في التاسع من يونيو الجاري لاختيار وبلورة هيكليته وقيادته الجديدة وثمة اتجاه لتشكيل لجنة تحضيرية من الجامعة العربية وممثلي المعارضة ستجتمع خلال الشهر الحالي للاعداد للمؤتمر في موعده الجديد.
الحوار الوطني
- هل المساعي لتوحيد رؤي المعارضة يهدف الي تهيئتها لاجراء حوار وطني مع النظام في دمشق ؟
{ المعارضة السورية في مجملها ترفض الدخول في حوار مع النظام بيد أنها لاتمانع في إجراء مفاوضات معه لبحث آليات انتقال السلطة
- هل أفهم من ذلك أن الحل السياسي بات مستعصيا ؟
{ في تقديري لايوجد حل لأي معضلة أونزاع الا عبر التسوية السياسية بل إن الحروب في حد ذاتها تنتهي بالجلوس علي مائدة المفاوضات للوصول الي حل سياسي
- لكن ما هي تصوراتك الشخصية لإنهاء الأزمة السورية التي طالت أكثر مما يجب ؟
{ لاأود أن استبق الأحداث والتطورات, فلننتظر نتائج مهمة كوفي انان في ضوء الفترة الزمنية المحددة لها, فقد يحدث تغيير في ملامح المشهد أو لا يحدث.
- إحدي الصحف الأمريكية الشهيرة تحدثت في تقرير لها مؤخرا عن أن إدارة أوباما تدرس إمكانية تطبيق النموذج اليمني في الحالة السورية الي أي مدي تعتقد نجاعة هذه النموذج ؟
{ لقد قرأت مثلك هذا التقرير لكن من خلال اتصالاتي مع الجانب الأمريكي وكان آخرها لقائي الذي حدثتك مع السفيرة' أن باترسون' بالقاهرة أستطيع أن أؤكد أن واشنطن ما زالت تمنح دعمها وتأييدها لخطة كوفي أنان وعلي أي حال فإن النموذج اليمني طرحته عدة دول خليجية منذ شهر فبراير الماضي وهو علي أي حال غير مستبعد, إنه وارد علي نحو أوآخر
- ألا يشكل وفق رؤية الكثير من المراقبين حلا للأزمة السورية بأقل قدر من الخسائر؟
{ لاشك أن أيصيغة تقود الي إنهاء الأزمة السورية تنطوي علي أهمية قصوي وسيتم اللجوء اليها وربما يكتب النجاح لهذا النموذح الذي ليس بوسعي أن أرفضه.
فلسطين والأزمة السودانية
- مجلس الجامعة العربية سيناقش الأزمة الراهنة بين دولة السودان ودولة جنوب السودان وكانت لكم قبل فترة زيارة مهمة الي الخرطوم فما المنتظر من هذا الاجتماع بشأن هذه الأزمة ؟
{ أظن أن الأمورباتت تمضي في الاتجاه الصحيح علي صعيد الازمة السودانية وقد حققت زيارتي للخرطوم نتائج طيبة ومؤخرا زار الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر السودان وأعلن أن حكومته بصدد سحب قواتهامن منطقة' أبييي' المتنازع عليها مع دولة جنوب السودان وهو ما تم بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية والمطلوب هو أن تتم تسوية النزاع بين الطرفين بالوسائل السلمية وهو ما سيؤكد عليه وزراء الخارجية العرب مجددا في اجتماعهم اليوم خاصة أن السودان تعرض لهجوم واختراق لحدوده من قبل قوات دولة جنوب السودان وقد أصدرت الجامعة العربية بيانا قويا في هذا الشأن رغم أنه لم يحظ بترحيب المسئولين في حكومة جوبا
- ستلتئم علي هامش الوزاري العربي اليوم بالدوحة لجنة متابعة مبادرة السلام العربية بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس فهل ثمة جديد يمكن توقعه من هذه اللجنة ؟
{ لقد دخلت القضية الفلسطينية مسألة الالتباس وما يحدث علي صعيدها لم يعد مقبولا بأي صورة من الصور فالحكومة الاسرائيلية باتت تشعر بالقوة بعد أن أصبحت تعتمد علي96 نائبا من إجمالي120 نائبا بالكنسيت رغم أن هذه الإغلبية البرلمانية التي تمتلكها تهيئ لها إمكانية تبني أي سياسة والقيام بأي خطوات لكنها للأسف لاتمتلك الرغبة أو الإرادة للتقدم نحوتحقيق السلام مع الفلسطينيين, بل إن ممارساتهاتدفع الأمور نحو المزيد من التعقيد خاصة علي صعيد استمرار مشروعها الاستيطاني والاستعماري التوسعي في القدس والضفة الغربية فضلا عن عمليات التهويد التي لاتتوقف والإصرار علي فرض القيود علي الأسري الذين مضي علي أعداد كبيرة منهم أكثر من32 عاما في غياهب السجون الاسرائيلية وتلك مسألة غير انسانية وغير أخلاقية بالمرة
- لكنك سعادة الأمين العام طرحت غير مرة فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام لتجاوز ما رأيته معطيات سلبية علي صعيد المفاوضات المباشرة فهل حصلت علي أي تجاوب من قبل الأطراف الدولية المؤثرة مع هذه الفكرة؟
{ المعضلة تكمن في أن المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن استمرمنذ تفجر المسألة الفلسطينية في1947 وحتي اتفاقية أوسلو في العام1993 في محاولة علاجها عن طريق إنهائها وهو ما تجلي في القرار242 الذي أصدره المجلس في أعقاب حرب يونيو1967 والذيبني علي مبدأ أساسي يتمثل في أن هناك أرضا احتلت فإذا ما تم الجلاء عنها ينتهي الاحتلال, بيد أن ما حصل بعد أوسلو هو ان اسرائيل نجحت وبدهاء بالغ وبتفهم الدول الكبري في التحول من حالة أنهاء النزاع الي حالة إدارة النزاع, لذلك فإن ماجري خلال أكثر من عقدين كان يتم ضمن هذا التصور الاسرائيلي لذلك سعيت وناديت غير مرة الي كسر هذه الحلقة المفرغة علي نحو يعيد الاعتبار للمجتمع الدولي, وأذكر في هذا الصدد أن دولة الانتداب علي فلسطين وهي المملكة المتحدة توجهت الي الأمم المتحدة في الأول من أبريل من العام1967 وسجلت بندا عنوانه: ما هو مستقبل فلسطين والآن مضي علي القضية أكثر من65 عاما لا أحد يدري ما هو مستقبلها وهو ما يستوجب الخروج من مرحلة إدارة النزاع الي مستوي إنهائه.
المؤتمر الدولي
- هل يتم ذلك عير صيغة المؤتمر الدولي ؟
{ عبر أي صيغة ذات طبيعة دولية فقد أثبتت الغرف المغلقة التي تحتضن اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية عجزها
- هل رصدت من خلال اتصالاتك مع الأطراف الدولية تجاوبا مع هذه الفكرة ؟
{ لا, للأسف فالدول الكبري خاصة الولايات المتحدة أبلغتنا أنه لايتعين ألا ننتظر شيئا فلديها انتخابات رئاسية هذا العام وطلبت أن نتحدث معها في هذا الشأن العام المقبل.
- خلال انتظار اللقاء معك علمت أنك التقيت بالأخضر الابراهيمي رئيس اللجن المستقلة لتطوير الجامعة العربية فهل نتوقع أنباء سارة قريبا علي هذا الصعيد ؟
{ بالفعل تحدثت مع الأخضر الإبراهيمي طويلا حول هذا الملف ووعدني بأن أتلقي تقريرا اللجنة قبل نهاية يوليو المقبل وخلال شهر أغسطس التالي سوف نبدأفي دراسة التقرير بحيث نقرر ما الذي يمكن تطبيقه من توصياته وماالذي يستبعد ؟
- ألايمكن أن نتعرف علي بعض الخطوط العريضة لخطة التطوير ؟
{ لم أتسلم التقرير بعد
- تحدثت قبل فترة عن إشكالية إلزامية قرارات الجامعة العربية فهل يؤشر ذلك الي مقاربة جديدة تدفع بأن تكون هذه القرارات ملزمة للدول العربية بدلا من أن يتم إغلاق الملفات عليها ولاتخرج الي النور الا قليلا ؟
{ هذه المسألة مرهونة بتعديل ميثاق الجامعة العربية وسيتم مناقشتها في شهر سبتمبر المقبل, بيد أنها ليست ملحة في الوقت الحالي, وإنما الملح هو إجراء هيكلة كاملة للجامعة العربية قبل سبتمبر باتجاه تحسين وتطويرأدائها بحيث يكون العمل فيها علي نحو أكثر عصرية مما كان يحدث من قبل ايران والأمارات
- لنتوقف قليلا عند إيران خاصة في ضوء الاتهامات الأخيرة من قبل دول خليجية لها بالتدخل في شئونها فما هو موقف الجامعة العربية حيال ذلك ؟
{ لن أتحدث الآن عن الموضوع الايراني ولكن بوجه عام هي تقوم بتدخلات في الشئون الداخلية لبعض الدول العربية فهناك شكوي من البحرين واضحة ومحددة في هذا السياق
- ما هو موقف الجامعة من أزمة استمرار ايران للجزر الإماراتية الثلاث والا تري أن الطروحات المقترحة لحل الأزمة مضي عليها سنوات طويلة وهو ما يستوجب البحث في بدائل وسياقات أخري ؟
{ ليس ثمة معضلة فيما يتعلق بالفترة الزمنية فقد مضي علي مشكلة جزر الفوكلاند بين بريطانيا والأرجنتين أكثر من ثلاثة عقود دون أن يتم حلها بل دخلت الدولتان حربا قبل سنوات فلاشك أن هذه النوعية من النزاعات تتطلب متسعا من الوقت قد يستغرق سنوات طويلة لإنهائها, غير أنه فيما يتعلق بطرح دولة الإمارات العربية المتحدة لحل النزاع فإنه صحيح تماما ويتفق مع القانون الدولي ومع ميثاق الأمم المتحدة فهو يقوم إما علي الدخول في حوار ثنائي بين أبو ظبي وطهران أو اللجوء الي التحكيم الدولي أو اللجوء الي محكمة العدل الدولية والجامعة تؤيد هذه الطروحات بقوة
- هل من حق إيران أن تستمر في احتلال الجزر الثلاث كل هذا الوقت ؟
{ المسألة لاتتعلق بالحقوق وإنما يسعي كل طرف الي فرض إرادته وفعل ما يرغب فيه مستندا في ذلك الي تطبيق سياسة الأمر الواقع, بيدأنه في المقابل ثمة التزاما علي ايران وغيرها من دول العالم بالسعي الي حل النزاعات بالطرق السلمية
- هل تدعو إيران الي هذا المنحي ؟
{ بالتأكيد وقد طالبناها مرارا وتكرارا في الجامعة العربية وكان ذلك في آخر اجتماع لمجلسها علي مستوي وزراء الخارجية في شهر أبريل الماضي لدي مناقشة زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد لجزيرة أبو موسي والتي أدانها وزراء الخارجية العرب بقوة, مرة أخري أؤكد أن الجامعة العربية تؤيد موقف الإمارات في هذا النزاع وفق الخيارات الثلاثة التي تطرحها في هذا الشأن والتي أشرت إليها سابقا
الاتحادالخليجي
- هل تؤيد الجامعة العربية فكرة قيام اتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي التي أعلن عن البدء في دراستها خلال الفترة المقبلة ؟
{ ميثاق الجامعة العربية يسمح بقيام مثل هذا الاتحاد أما فيما يتعلق بالموقف من الاتحاد تأييدا أو عدم تأييد فهو يخضع للقرارات السيادية لكل دولة عربية
- هل يمكن أن يؤثر قيام الاتحاد الخليجي وغيره من التجمعات العربية سلبا علي فعالية الجامعة العربية ؟
{ عندما تنظر الي التنظيم الدولي تجد علي رأسه الأمم المتحدة ثم المنظمات الأقليمية والتي من بينها الجامعة العربية والتي يتيح ميثاقها قيام تجمعات أقليمية أصغر ومن بينها مجلس التعاون الخليجي والاتحاد المغاربي وان كان الأخير غير مفعل علي النحو المطلوب وفي الحصيلة فإن قيام الاتحاد الخليجي وغيره من تجمعات لاينطوي علي تأثيرات سلبية علي أداء الجامعة بل من شأنه أن يقويه ويدفعه نحو المزيد من الفعالية
- لدي سؤال أرجو أن يسمح صدرك بتقبله ومؤداه أن ثمة دوائر وبعض النخب الثقافية والفكرية والسياسية العربية تري أن الجامعة العربية في زمن الدكتور نبيل العربي باتت مختطفة من قبل دول الخليج خاصة من المملكة العربية السعوديةوقطر فما ردك علي ذلك ؟
{ لقد قمت بالرد علي ذلك عشرات المرات من قبل ومع ذلك أقول إن المملكة العربية السعودية لم تقدم أي مبادرات خاصة بينما قطر تتقدم في بعض الأحيان بمبادرات غير أنه لا يصدر أي قرار من مجلس الجامعة العربية بدون الدراسة المتأنية من الجميع وموافقتهم وأتساءل بالنسبة لقطر تحديدا التي يتزايد اللغط بشأن دورها في تحريك الجامعة العربية هل قدمت أي مبادرة خاصة وقامت بتطبيقها بعيدا عن الإطار العربي الجماعي ؟ بالتأكيد لم يحدث ذلك وكل شيئ يعرض علي مجلس الجامعة علي مستوي وزراء الخارجية ومن ثم تتم الموافقة عليه أو لا تتم الموافقة وكل قرار يصدربموافقة جميع الدول العربية أوعلي الأقل بأغلبيتها وفقا لما يتم في كل المنظمات الدولية والاقليمية ما عدا مجلس الامن الذي يتم فيه اللجوء الي الفيتومن قبل الدول الخمس الكبري الاعضاء فيها.
وشخصيا لا أري اختطافا للجامعة من هذا الطرف أو ذالك فالوزراء الذين يشاركون في اجتماعات مجلسها الوزاري يتلقون تعليمات من حكوماتهم ولايمكن أن يخالفوها.
- أليس هناك نوع من الضغوط تمارس لتمرير قراربعينه من قبل دول مجلس التعاون الخليجي خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية ؟
{ لاتوجد مثل هذه الضغوط علي وجه الإطلاق هناك آليات عمل محددة يتم بمقتضاها إصدار القرارات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.