الكويت: في اليوم الثاني من "مهرجان الشعر العربي"، الذي تنظمه مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، شارك يوم الثلاثاء الماضي ستة شعراء آخرين في أمسية شعرية ثانية، وهم: عبد العزيز سعود البابطين ورجا القحطاني من الكويت، سليمان الفليح من السعودية، سمير الرفاعي من سوريا، حيدر نجم من العراق، وكريم معتوق من الإمارات العربية المتحدة. الشاعر عبد العزيز البابطين افتتح الأمسية بقصيدتين "ثورة القلب" و"ربيع العمر" قال عنهما: واحدة لا تخلو من الحزن، وأخرى لا تخلو من الفرح، يقول في "ثورة القلب" كما جاء بجريدة "القبس" الكويتية في عددها الصادر اليوم الخميس-: رجوت الأمانيَّ أن لا تعود وأحلامَ نفسي بحسن المصير وملت عن الخل لا اشتهي وصالاً تمنيته من شهور وصرت كنغمة ناي عتيق يردد ذكرى الهوى في فتور كلحنٍ حزينٍ سلته السنينُ وبات صداه كرجع الزفير وبت كطفلٍ صغير تحلى بسيطاً بريئاً بصفو الضمير تلاه الشاعر الكويتي - السعودي سليمان الفليح، المشاكس والصعلوك الذي انتمى إلى هذه الأرض ثم غادرها إلى أرض أخرى، فما قلّ الانتماء الأول، ولا غاب وجه حبيبته الأولى الذي عبر عنه في قصيدة بعنوان "أغنية للكويت": فهذه الكويت أعرفها منذُ لها انتميت وكنتُ طفلا يافعاً لطالما لعبت في ترابها وعشت في رحابها لاعبتُها داعبتها، شاغبتها، لحقتها، أمسكتها عضّتني، ضربتها، انفلتتْ وخلفها جريت. قرأ الفليح بعد ذلك مجموعة قصائد قصيرة من ديوانه "رسوم متحركة" هي "طائر الليل"، "إرهابي"، "رأي"، "عنود"، "همبكة"، "القنفذ"، "منارة" التي يقول فيها: رسمتك منارةً ثلجيةً بيضاء أنثى من الفيروز وبندقية كريستال رسمتك بادية كبيرة وواحة صغيرة في لهب الرمضاء رسمتك بالذات يا أميرة جزيرةً لا تعرف البغضاء أحبك أحبك إمضاءْ. الشاعر السوري سمير الرفاعي قدم مجموعة من قصائد المناسبات التقليدية بعناوين مثل "ربيع الشعر"، "هذي الكويت"، و"صعق الظلام" التي يقول فيها: وتنقلي بين الغصون فراشة لا تخشي الباغين إنا ههنا كوني حمامة أيك كل خميلة غنّاء ضُمّخ عطرها بأريجنا وجاءت مشاركة الشاعر الكويتي رجا القحطاني بقصيدتين "رفيق الجرح"، و"أحدوثة البحر" قصيدة استعاد فيها الماضي يقول: فوضاه عاصفة الجنون سكونه طين الغموض وعوده الإرجاءُ تتوغل "اليامال" صوتاً هادراً يا بحر نحن حياتنا الأعباءُ ويجازف الغواص عيناً لمحها كشف المخبأ والظلام غشاء ويداً تجس الغامضات كأنها إحدى القواقع لمسها إيحاءُ و"مغاصةً" في العمق يُعجل لبثها رئتين قد يغريهما الإبطاءُ يهوى دمي ملح الحكاية من أبي وأبي سراجُ الرحلة الوضاءُ ألقى الشاعر العراقي حيدر نجم قصيدته "قرابين امرأة لوجهها الآخر"، لم يقرأ من الورق واعتمد على ذاكرته رغم طول القصيدة.. يقول: سيأتي قريبا.. قد تنامت دواخله وها هو فيّ الآن يهتف قائله ولم يأت.. كان الوهم مذ غاب هاجسي وكان جنونا.. من رآني أحاوله تشبثت كم؟ في خاطر الباب كمّه فايقض لي المسمار.. كمّا يماطله وخلّف في الأشياء سرا.. لأنها - له ذكريات في دماها - تشاكله أراه هنا حولي، أراه يكونني فأهرب مني أين؟ إني أماثله! ومازالت المرآة تفضح وجهه إذا أنا قد قابلتها.. فأقابله وختم الأمسية الشاعر الإماراتي كريم معتوق بثلاث قصائد "عود على بدء"، "موت مؤقت"، و"المشهور" تنوعت ما بين العمودي والتفعيلة.. يقول في "موت مؤقت": مت قبل موتك مرةً كي تسمع الموتى وهم يتهامسون قد يعلنون الصبح ظنّاً أنه ليل وقد لا يلعنونْ قد يطلبون ملابسا للعيد حدّثهم وقل: لا عيد للموتى سيجرحهم حديثك فاستعر لغة الطفولة ربما يتقبلونْ.