ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي رعى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أمسية شعرية استضافتها رابطة الأدباء ليكون أول نشاط تشهده بعد يوم واحد من انتخاب مجلسها الجديد، وقدم للأمسية الأديب عبد الله خلف. وقد استضافت الأمسية شاعرين من الإمارات لكل منهما حضوره المميز وهما الشاعرة خلود المعلا صاحبة التجربة النثرية المميزة، وكريم معتوق الحائز على جائزة أمير الشعراء، وتغيب الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم بسبب وفاة والده. ووفقاً لصحيفة "القبس" الكويتية قرأت الشاعرة خلود المعلا عددا من النصوص منها "شاعرة غير استثنائية"، "خط العودة"، "جناح واحد"، إضافة إلى مجموعة من القصائد القصيرة، تبحث قصائد المعلا عن نوع من التلاشي، ليس التلاشي في آخر يكسر حاجز الوحدة فقط، بل أحيانا التلاشي في حكمة، أو في كلمة صافية، أو صوت لذا تأتي نثريتها طبيعية، وكأنها استجابة للشك في الذات، استجابة لتراخي الإيقاع حد الهمس. تقول المعلا في إحدى قصائدها : لكنني الآن وحدي أجلس على أريكة العمر مكشوفة والشتاء على غير عادته نوافذي في مواجهة الريح أفتح عيني اللتين لطالما أغمضَتْهُما القُبَل المرسلة من البحر والبحر غيّر شواطئه... لامكان لشئ فيّ و لاشئ في المكان إلا قصائد فارغة لشاعرة غير استثنائية كما تحدث في الأمسية الشاعر كريم معتوق عن روابط عميقه تصله بالكويت وكتابها وشعرائها وبرابطة الأدباء : الأهم قصته عن خالد سعود الزيد الذي نصحه بالإكثار من تلاوة القرآن لإتقان النحو وحفظ الشعر لضبط الوزن. وهكذا بدا الشعر وظيفة ناجزة لا تحتاج إلا إلى "عدة" للصقل، والشعرية ترتكز على المأثور لغة وإيقاعا سواء أكان المأثور قديما أو حديثا، لا على المغامرة الخاصة، ومن ثم لا مجال للشك بل المجال كله لليقين، وبهذا اليقين واجه معتوق جمهوره واثقا من تأثيره ونفوذه. وافتح الشاعر بعد ذلك قراءته بقصيدة نتنسم فيها بوضوح روح محمود درويش حيث الخطاب الموجه للذات، والذي يستخدمه الشاعر ليتوجه بالإدانة إلى العالم الذي يمر من صدع هذه الذات، حملت القصيدة الأولى عنوان "موت مؤقت". مت قبل موتك مرة كي لا يسومك في تيقظك الخراب لن تحزن امرأة عليك أغير أمك ترتجي حزنا؟! أتبلغ حزنها امرأة وينصفك العذاب؟! مت قبل موتك مرتين فبائع الصحف الكئيبة لن يفتش عن صباحك في الزحام إذا توسدك الغياب مت قبل موتك ساعة واعرف عدوك من صديقك ......... وإذا لمحت مفكرا أو كاتبا أو شاعرا يمشي مع الموتى فقل: بالغت في حب القصيدة والنساء وفي البلاد فهل تراهم يذكرون؟ أم أن موتك عابر مت قبل موتك كي ترى ما لايراه العابرون ومن قصائده الأخرى "غيمة الأعداء"، "المشهور" وفي إحدى قصائده قال: قالت رأيتك قبل هذا اليوم هل أنت المغني؟ هل يتميك الغناء؟ قلت لا لست المغني لست من يهب النساء مشاعراً حبلى بزيف الانطباع إذا توشحها اشتهاء يبكي وما من دمعة يشكو وما من غصة وإذا تبسم قد بدا من زيف بسمته الرياء