أصدر الباحث المغربي الدكتور عبدالمنعم بونو ترجمة عربية لكتاب في أدب الرحلات بعنوان فاس الأندلسية لمؤلفه الجواتيمالي أنريكي كوميث كرييو. ووفقا لصحيفة "الإتحاد" الإماراتية ظهر الكتاب في طبعته الإسبانية سنة 1926 كما ظهرت الطبعة الفرنسية في السنة الموالية قبل وفاة المؤلف بأشهر قليلة. ويعود الكتاب إلى سفره إلى المغرب مبعوثاً من طرف جريدة كان يعمل بها في بلاده في خريف 1924 وذلك للقيام بعمل صحفي حول المغرب، وتحديدا حول الحرب الريفية. وعندما حلّ بالرباط قادماً إليها من مدينة بوردو الفرنسية، قام في اليوم الموالي بالسفر إلى فاس حيث كان الكاتب مستعجلاً للوصول إلى هذه المدينة الأسطورية من أجل معرفتها. لم يكن الكاتب يريد أن يضيع ولو ساعة واحدة في اكتشاف أشياء أخرى، عِوَضَ القيام بالمهمة التي جاء من أجلها، مكث شهرين في فاس بعد أن أصبح قلبه متعلقاً بها. يقول المترجم في تقديم الكتاب: لقد مضت قرابة عقد من الزمن على اكتشافي لكتاب فاس الأندلسية للكاتب الجواتيمالي إنريكي كوميث كرييو، ومنذ ذلك التاريخ وفكرة ترجمته تراودني، وزادت رغبتي في نقل هذا الكتاب إلى اللغة العربية عندما كنت بصدد إعداد مختارات من أدب الرحلة الإسبانية حول مدينة فاس، إذ تبينت لي القيمة الأدبية التي يحتلها هذا الكتاب، إلى جانب المعلومات التاريخية والاجتماعية والثقافية التي يزخر بها المؤلف. ولد إنريكي كوميث كرييو سنة 1873 وقد ألف ما يزيد عن 80 كتاباً خلال فترة حياة قصيرة لا تتعدى أربعاً وخمسين سنة. ويقول عنه المترجم إن مؤلف كتاب فاس الأندلسية قام طيلة حياته بأسفار متعددة، إلى درجة أن بعض أبناء بلدته كانوا يعتقدون أن أسفاره البعيدة إلى اليونان وفلسطين ومصر وروسيا واليابان وكندا والأرجنتين والمغرب والجزائر ليست سوى ضرب من الخيال. لهذا إذا أردنا أن نقوم بتعريف لإنريكي كوميث كرييو، فسنتحدث عنه كما لو كان روحاً تائهة. لقد سقط هذا الكاتب الكبير في خانة النسيان بالرغم من أن معاصريه كانوا يلقبونه بأمير المؤرخين.