معرض الشارقة يناقش الرواية العربية في السودان

أقيمت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب ندوة نقدية حول الرواية العربية في السودان بمشاركة كل من الناقد محمد الربيع بورقة حول المشهد الروائي السوداني، والروائي أمير تاج السر الذي قدم شهادة حول تجربته الروائية، وقدمهما الكاتب والإعلامي خالد عويس.
واوردت صحيفة "الإتحاد" الإماراتية أن الناقد محمد الربيع قدم نظرة تأملية في المنجز السردي لعدد من الروائيين السودانيين، مركزا على موضوع الإلفة في نتاج أربعة من الروائيين، بادئا بالطيب صالح بوصفه كل شيء في حياته هو تنويع على لحن الإلفة، حياته الوظيفية، علاقاته الإنسانية، تأملاته النقدية، وإبداعه الروائي ويوضح أن المشهد الاستهلالي في رواية موسم الهجرة إلى الشمال الذي يصف عودة الراوي إلى أهله، يمثل مدخلا واسعا للتأمل والحوار حول تجربته الروائية والفكرية وشخصيته الإنسانية، فالإلفة هي كلمة السر في اللوحة البيانية لمشروعه الثقافي والجمالي ولعلاقته مع الوجود، وأعماله الروائية تشكل أرشيفا للوجود الحميم واللإلفة المهددة بالتمزق.
وفي تناوله تجربة الروائي إبراهيم إسحق يعتبر الناقد أن رواياته هي موسيقى وجود، وأن الكاتب لا يستعير هذا الجوهر في عمله الروائي فقط، بل يمضي أبعد إلى استخدام أصوات الطبيعة ونغماتها وتقليد الإنسان لها في نصوصه، ويحاول إيجاد معادل لغوي لها.
ويستعير قوله حول تأثير حفيف أشجار المرخ في غابات السودان على كتابته وكيف تتسرب إلى رواياته. ويستعير الناقد فقرات مطولة من شهادة الروائي عن تجربته، وكيف وجد نفسه يقوم بدور المؤرشف الذي يتبنى لغة الناس الذين يلهمونه فيكتب لهجاتهم المغرقة في خصوصيتها، إذ يرتبط قاموسها بحدود المكان ووجودهم الحميم الخاص، حيث يقول إسحق عن شخصياته إن إشاراتهم إلى الجبراكة والكوراك وعوعاية الديك وملاح الكول وشراب أم بلبل وما عداها لا يشرحونها لي، وأنا لا أستطيع أن أشرحها للقارئ.
وعن تجربة أمير تاج السر ورواياته يرى الناقد أن قارئ روايات مرايا ساحلية وكرمكول وسيرة الوجع وغيرها من روايات تاج السر يلمس فيها بوضوح مركزية موضوع الإلفة، إذ يتجلى طيف واسع من علاماتها ممثلة في نظم العيش وأساليبه ورموزه الثقافية والإنسانية التي تكتسي أبعادا أسطورية بالسرد وجماليات الحكي، والمسرح الأساسي الذي تدور فيه أحدث معظم روايات هذا الروائي، أي شرق السودان بمدنه وقراه الغنية بتاريخها ومرجعياتها الرمزية الخاصة. وبحسب الناقد فقد وظف تاج السر معرفته كطبيب بأحوال الناس وأسرار أجسادهم وعذاباتهم ليصوغ أعماله.