واشنطن : أكد قائد الأسطول الأمريكي الخامس الأدميرال كيفن كوسجريف رصد نشاط يؤكد تسلم الحرس الثوري الإيراني منذ فترة العمليات البحرية في الخليج . وأضاف كوسجريف في مقابلة خاصة مع شبكة "سي إن إن" الاخبارية الأمريكية بالقول :" يبدو أن إيران اتخذت قرارا يقضي بتحويل الخليج إلى منطقة عمليات للحرس الثوري. أما المياه الواقعة خارج هذه المنطقة، سواء في خليج عُمان أو شمالي بحر العرب، فقد ظلت تحت سيطرة البحرية الإيرانية" . وأكد الأدميرال كوسجريف جهوزية قواته التي تتخذ من البحرين مقراً لها ، معربًا عن أمله بألا يتم اللجوء إلى السلاح في المنطقة. ونفى كوسجريف وصف القوات التي يقودها بأنها "الهدف الأول" للإيرانيين في المنطقة إذا ما تطور النزاع القائم مع طهران حول برنامجها النووي إلى مواجهة مسلحة. إلا أنه عاد وأكد استعداد قواته للرد وفق ما تقتضيه الأوضاع، قائلا: "نحن ضمن سلاح البحرية، ونتدرب بشكل متواصل، وبكامل إمكانياتنا". وحول الحادث الذي وقع بين سفن أسطوله وزوارق حربية إيرانية في السادس من يناير/كانون الثاني الجاري، عند مضيق هرمز، قال: "خلال مرور سفننا ظهرت زوارق تابعة للحرس الثوري الإيراني، وقامت بتنسيق مشترك ببعض المناورات الاستفزازية حول سفننا" . وأضاف: "وفي تلك اللحظة تلقينا رسالة التهديد بالتفجير والتي لم نقل مطلقاً إننا نعرف مصدرها، ولكنها تزامنت مع قيام أحد الزوارق برمي بعض الأغراض في المياه على مقربة من آخر سفينة أمريكية كانت تغادر المضيق" . وأبدى المسؤول الأمريكي استنكاره لذلك الحادث، قائلاً: "الحادثة برمتها لم تكن ضرورية ، فقد كنا في المياه الدولية، وإذا كانت قد وقعت بهدف استفزازنا فإن ذلك لم ينجح لأن قادة السفن وعناصرها تصرفوا بانضباط واحترافية ، وهو ما حال دون تفاقم الحادث وتحوله إلى وضع أكثر جدية". وعدد كوسجريف مجموعة حوادث أخرى قامت خلالها البحرية الإيرانية باستفزاز البحرية الأمريكية أو تلك التابعة لقوات التحالف الدولي العاملة في العراق، وفي مقدمتها احتجاز عناصر البحرية البريطانية، ودخول مياه العراق الإقليمية، والقيام بتحركات مشبوهة قرب السفن الأمريكية. وشدد الأدميرال كوسجريف على أن قواته لم تتعمد مطلقاً طوال الفترة الماضية إستفزاز إيران أو إثارة حفيظة بحريتها، غير أن طهران لم تعتمد مقاربة مماثلة. ونفى قائد الأسطول الأمريكي الخامس أن تكون عملية دخول تسع سفن أمريكية إلى الخليج عبر مضيق هرمز العام الماضي تحمل أي استفزاز للجانب الإيراني، مشدداً على أن القيادة تعمدت تنفيذ مناورة عبور المضيق في وضح النهار لتجنب إرسال أي رسالة خاطئة إلى طهران. وعن وضع قيادة الأسطول الخامس في البحرين، حيث تتصاعد الأصوات المعارضة لوجود قواعد عسكرية أمريكية، اعتبر كوسجريف أن وجود قواته، المتواجدة في المنطقة منذ نحو 60 عاما، هو موضع ترحيب من القيادة البحرينية، والشعب على حد سواء. وقد تجنب كوسجريف التعليق على مواقف المعارضة في البحرين، كما رفض تناول احتمال أن يضطر الأسطول الخامس لاختيار بلد آخر في المنطقة كقاعدة لعملياته.