أنجامينا : وافق المتمردون التشاديون اليوم الثلاثاء مبدئيا على وقف فوري لاطلاق النار ، الا أنهم اشترطوا تنحي الرئيس إدريس ديبي عن السلطة ، مؤكدين أن فرنسا تسببت بسقوط ضحايا مدنيين من خلال تدخلها المباشر في معارك مع الجيش الحكومي. وكان المتحدث باسم المتمردين عبد الرحمن كلام الله قد قال :"لقد انسحبنا من أنجامينا ونحن حولها وسننتقل بالتأكيد الي الهجوم مجددا ونطلب من السكان المدنيين في أنجامينا الانسحاب منها علي الفور لان سلامتهم لن تكون مضمونة" . وقالت قناة "الجزيرة" الإخبارية إن هدوء نسبي يسود العاصمة أنجامينا اليوم ، الا ان سمع صوت اطلاق نار متقطع ، بعدما اعلن قائد عمليات الجيش التشادي الجنرال محمد علي عبد الله ان المدينة تخضع لسيطرته الكاملة وان قواته تستعد لمطاردة عناصر الجماعات المسلحة. وأضافت "الجزيرة" أن الرئيس التشادي إدريس ديبي يواصل مهامه بشكل طبيعي ، كما يدير الشئون العسكرية والسياسية للبلاد ، بعد السيطرة على اشتباكات بين المتمردين والجيش الحكومي . وقد تمكن آلاف المدنيين من الفرار من العاصمة أنجامينا باتجاه الجارة الكاميرون بعد يومين من المعارك الطاحنة بين القوات الحكومية وقوات المتمردين التي زحفت على المدينة . وتقول الحكومة التشادية إن قواتها تمكنت من دحر المتمردين عن المواقع التي استولو عليها في المدينة ، لكن المتمردين يقولون إنهم سحبوا قواتهم مؤقتا لإعطاء المدنيين فرصة المغادرة. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن عمال إغاثة في المدينة قولهم :"إن المعارك لا تزال مستعرة على مشارف أنجامينا وإن جثث القتلى مبعثرة في الشوارع". في سياق متصل ، حذرت باريس متمردي تشاد من محاولة الاستيلاء على السلطة بالقوة, بعد دعوة مجلس الأمن أعضاءه إلى دعم حكومة الرئيس إدريس ديبي إذا طلبت ذلك. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر عن أمله أن لا تضطر بلاده التدخل عسكريا في القتال الدائر بتشاد. وأضاف "أننا لا ننوي وضع القوات الفرنسية في حالة استنفار أكثر مما هي عليه وشن عمليات عسكرية". كما أعلن كوشنر أن الرئيس التشادي استعاد السيطرة على الجزء الأوسط من أنجمينا "دون أن نعلم ما إذا كان المتمردون المتسللون في ضواحيها لا يزالون هناك أم أنهم انسحبوا". من جانبها أدانت كندا بشدة هجمات المتمردين على العاصمة التشادية، وأعرب وزير الخارجية الكندي ماكسيم برنييه عن "القلق البالغ" من محاولة الإطاحة بالحكومة التشادية بوسائل عسكرية. وطالب الوزير بالوقف الفوري للعنف مطالبا طرفي النزاع بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني. وجاءت تلك المواقف بعد إجماع مجلس الأمن الدولي على التنديد بهجمات المتمردين على العاصمة. وقد منح المجلس في بيان له الضوء الأخضر لفرنسا والدول الأخرى لتقديم المساعدة والدعم للحكومة التشادية بما يتوافق مع ميثاق الأممالمتحدة وبناء على طلب حكومة أنجمينا. وسئل سفير الولاياتالمتحدة لدى المنظمة الدولية زلماي خليل زاد عما إذا كان يتوقع أن يضطلع الفرنسيون بدور أكثر فعالية في تشاد، فاكتفى بالقول إنهم إذا فعلوا ذلك فهم يحظون بمباركة مجلس الأمن.