في الوقت الذي بدأت فيه الحياة تعود إلى طبيعتها في العاصمة التشادية انجمينا بعد خروج المعارضين منها، أعلن المعارضون أنهم سيطروا على مدينة جنوب شرقي البلاد بعد مواجهات مع جنود تشاديين ومقاتلين من السودان المجاور، كما أكدوا أنهم لا يزالون يسيطرون على وسط البلاد. وقال المتحدث باسم تحالف من ثلاث جماعات معارضة علي همشي إن المعارضة حررت بلدة أم تيمان -التي تبعد نحو ستمائة كلم إلى الشرق عن العاصمة انجمينا- بعد معركة قصيرة. تحرير وأخبر المتحدث رويترز عبر الهاتف الأحد بأن رتلا عسكريا للمتمردين حرر أم تيمان جنوب شرقي تشاد، وأنهم استولوا على عدد كبير من الأسلحة والذخيرة، مؤكدا أنهم لم يجدوا في ذلك مقاومة كبيرة، وأن القتال لم يدم أكثر من نصف ساعة. كما أشار همشي إلى أن مسلحين سودانيين قاتلوا إلى جانب الجنود التشاديين، كما أن الطائرات الحربية الفرنسية حلقت فوق مواقع المعارضة بعد سقوط أم تيمان إلا أنها لم تطلق النيران. وأكد كذلك وجود سبعة أرتال من المعارضين الذين انسحبوا نحو الجنوب ليعيدوا تنظيم قواتهم، موضحاً إنهم يحاصرون الآن بلدتي مونغو وبيتكاين وسط البلاد. وكان المعارضة أعلنت اسيطرتها على هاتين البلدتين السبت الماضي، إلا أنه لم ترد أنباء عن اندلاع قتال فيهما. يذكر أن تحالف المعارضة التشادية حاول في 2 و3 فبراير قلب نظام الرئيس التشادي الدكتاتور إدريس ديبي عبر هجوم سريع على انجمينا. وبعد معارك عنيفة فشلت المحاولة وتراجع المعارضون إلى وسط البلاد قبل البدء في الانسحاب جنوبا. وقد أعلن الصليب الأحمر الأحد أنه جمع 137 جثة من شوارع انجمينا، هم ضحايا القتال بين القوات الحكومية الموالية لفرنسا والمعارضة، في حين أعلنت مصادر عسكرية أن القتال خلف أكثر من 160 قتيلا. عودة الهدوء في غضون ذلك بدأت الأمور تعود إلى طبيعتها في العاصمة بعد أسبوع من المعارك العنيفة بين المعارضة والجيش، رغم ما يثيره تحرك رتل من المعارضين نحو جنوب البلاد من تهديد للسلطة. ومن الدلائل على عودة الوضع تدريجيا إلى طبيعته السماح بالمرور صباح الأحد أمام مقر رئاسة الجمهورية، الذي تصدى لهجمات المتمردين لنحو 48 ساعة. وفي الطرقات المجاورة بدأ سكان العاصمة يعودون إلى مراكزهم وهم يمرون بلا اكتراث أمام المتاجر التي طالها قصف صاروخي، أو أحرقت أو نهبت.