تتواصل في العاصمة التشادية المواجهات بين القوات الحكومية وقوات تحالف المعارضة الذين وصلوا أمس إلى نجامينا، في محاولة جديدة للإطاحة بالرئيس إدريس ديبي الذي رفض عرضاً فرنسياً لمغادرة البلاد، في وقت تأكد فيه مقتل رئيس الأركان التشادي. و تتواصل الاشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين بشكل مكثف ،على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات عن القصر الرئاسي ، ويخضع الطريق المؤدي إليه لسيطرة القوات الموالية للرئيس. وقد تجددت الاشتباكات حول القصر الرئاسي صباح اليوم بعد فترة هدوء سادت الليل. وقد سمع دوي مدافع دبابات وكذلك إطلاق نار بالأسلحة الرشاشة انطلاقا من وسط نجامينا. وكان تحالف المعارضة قد أفاد في وقت سابق أن قواته تحاصر القصر الرئاسي وأنهم يحجمون عن اقتحامه ليمنحوا الرئيس ديبي فرصة لمغادرة البلاد ونفوا التوصل لاتفاق لإطلاق النار. وقد تمكنت مروحيات تابعة للجيش التشادي من الإقلاع من قاعدة عسكرية تشادية في المطار حيث توجد أيضا القاعدة الفرنسية لعملية إبيرفييه (الصقر) وهاجمت رتلا لمسلحى المعارضة كان يحاول التقدم في جنوب شرق العاصمة. وتعليقا على ذلك التطور قال الناطق باسم تحالف المعارضة عبد الرحمن كلام الله إن قواتهم لم تتوجه للاستيلاء على المطار من أجل عدم عرقلة حركة إجلاء الرعايا الأجانب، ووجّه اللوم للقوات الفرنسية قائلا إنها تسمح للمروحيات التشادية بالإقلاع ومهاجمة قواتهم. من جهة أخرى أقلعت طائرات ميراج فرنسية صباح اليوم وبدأت التحليق فوق نجامينا بينما لم تتحرك أمس حين دخل المتمردون المدينة. ديبي يشارك في القتال وبينما ذكر متحدث باسم المعارضة إن الرئيس إدريس ديبي قد فر من العاصمة أكدت مصادر عسكرية فرنسية أن ديبي، يقود شخصياً قوات الجيش في المعارك ضد الآلاف من مسلحي المعارضة، زاعماً إلى أن القوات الحكومية بدأت في استعادة السيطرة على مناطق واسعة من العاصمة نجامينا الأحد. مقتل قائد الجيش من جهة أخرى أكدت وزارة الدفاع الفرنسية مقتل رئيس هيئة الأركان التشادي الجنرال داود سوماين في المعارك أول أمس الجمعة إلا أن أي جهة رسيمة في تشاد لم تعلن نبأ مقتل الجنرال سوماين.وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية في باريس، كريستوف برازوك، إن الجيش التشادي يستخدم طائراته المروحية لملاحقة ما بين ألفين وثلاثة آلاف من المعارضين المسلحين، الذين يجوبون العديد من أرجاء العاصمة مستخدمين عدد من الشاحنات الخفيفة. إجلاء الأجانب وكانت السفارة الفرنسية في تشاد قد طلبت من مواطنيها التجمع في ثلاث مناطق معينة استعدادا لإجلاء محتمل، وكذلك أبلغت السفارة الأمريكية مواطنيها أن على من يرغب بمغادرة تشاد التوجه إلى مقر السفارة في نجامينا. كما قامت الأممالمتحدة بإجلاء جميع موظفيها غير الأساسيين من العاصمة التشادية إلى الكاميرون، وقال متحدث باسم الأممالمتحدة في جنيف إن عدد الذين تم إجلاؤهم من نجامينا بلغ 160 شخصا. وكانت فرنسا قد أرسلت 150 جنديا إضافيا لتأمين عناصرها المقيمين في تشاد، وناقش الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومسئولون كبار التطورات في تشاد. ووضع الجيش الأمريكي خططاً السبت لإجلاء الرعايا الأمريكيين من تشاد، إثر التطورات الأخيرة ودخول قوات المعارضين إلى العاصمة نجامينا، وكشفت مصادر عسكرية أمريكية أن سيطرة قوات فرنسية على مطار المدينة سيتيح تنظيم عمليات الإخلاء الاختيارية لقرابة 500 أمريكي في تشاد. وأعلنت السفارة الأمريكية في تشاد، في موقعها الإلكتروني، إنها ستجلي بعض التابعين لها وفئة محددة من الموظفين، كما ناشدت كافة مواطنيها الراغبين في المغادرة الإتصال بها. وكشف أحد المصادر للشبكة عن ترتيبات لإرسال فريق عسكري أمريكي إلى المنطقة مساء السبت، لوضع اللمسات الأخيرة لخطة إجلاء، حال اقتضت الضرورة البدء في عمليات إخلاء إجبارية. كما سحبت الحكومة الصينية معظم رعاياها من تشاد فور دخول فصائل المعارضين إلى نجامينا واحتدام القتال هناك. وقالت الخارجية الصينية في بيان إن سفارتها نظمت وساعدت كافة الشركات الصينية في الانتقال من تشاد إلى الكاميرون، نظراً للأوضاع الراهنة. وذكر البيان أن تسعة من أعضاء البعثة الدبلوماسية الصينية وقلة من الرعايا ظلوا هناك. تعثر وصول قوات الاتحاد الأوروبي وأجل الاتحاد الأوربي نقل الدفعة الأولى من جنوده إلى تشاد والتي كان قد قرر نشرها هناك بسبب الاشتباكات الدائرة بين القوات الحكومية وقوات تحالف المعارضة. وقال دان هارفي وهو ناطق باسم قوات عملية القائد إن حالة عدم الاستقرار حول نجامينا اضطرتنا لتأجيل الرحلتين الجويتين المخصصتين لنقل أفراد من القوة التابعة للاتحاد الأوربي. وأضاف هارفي أنه كان مقررا أن تهبط الطائرتان في تشاد الخميس ليلا والجمعة صباحا وعلى متنهما أكثر من 100 جندي من النمسا وأيرلندا. وتأتى هذه العملية لقوات الاتحاد الأوروبى تحت زعم أن القوة التابعة للاتحاد الأوربي والبالغ قوامها 3700 فرد هى لحماية للاجئين من دارفور والأشخاص الذين شردوا جراء الاقتتال الداخلي. ونقلت وكالة الأنباء الليبية جانا أن الزعيم معمر القذافي تحادث هاتفياً مع محمد نوري، أحد قادة فصائل المعارضة الثلاث، وأن الأخير وافق على وقف إطلاق النار والمشاركة في محادثات تهدف لتطبيق السلام والمصالحة في تشاد. إلا أن بعض التقارير الأخرى حملت نفي نوري قبوله بوقف إطلاق النار. تبادل الاتهامات وقد دأبت حكومة نجامينا على اتهام الخرطوم الحركات المعارضة, كما وجهت حكومة السودان اتهامات واضحة للحكومة التشادية بدعم التمرد فى دارفور انصياعا للأهداف الفرنسية. وفيما تستعد البعثات الدبلوماسية الأجنبية وموظفو منظمات الإغاثة إلى مغادرة تشاد، أدى انفجار قنبلة في مقر السفير السعودي إلى مقتل زوجة وابنة أحد العاملين هناك. حرب مع فرنسا يذكر أن إحدى مجموعات التحالف المعارض كانت قد أعلنت أنها دخلت حالة الحرب مع فرنسا وسائر الدول الغربية التي تعتزم نشر قواتها في تشاد باعتبارها قوات ‘حتلال، وذلك مع عودة الحديث عن قرب انتشار بعثة عسكرية أوروبية في تلك الدولة وفي أفريقيا الوسطى المجاورة.