رغم تعهده بإنهاء الطوارئ خلال شهرين مخاوف أمريكية بشأن سلاح باكستان النووي
محيط - جبريل محمد
عواصم : اثارت الاضطرابات والمظاهرات والاحتجاجات التي تعصف بباكستان عقب إعلان الرئيس برفيز مشرف حالة الطوارئ السبت الماضي في البلاد، مخاوف الولاياتالمتحدة من وقوع السلاح النووي الذي تمتلكه إسلام اباد في ايدي من تصفهم واشنطن ب"المتشددين" في حال نجحت الاحتجاجات في الإطاحة بمشرف الذي يوصف بالحليف القوي لأمريكا.
فقد أعرب مدير العمليات في هيئة الأركان الأمريكية الجنرال "كارتر هام" عن قلقه على أمن السلاح النووي الباكستاني، وقال في مؤتمر صحفي إنه إذا شهد نظام يملك أسلحة نووية ما تشهده باكستان حاليا ، فانه يصبح مصدرَ قلقٍ كبير، مشيرا إلى أن واشنطن تتابع الموقف في باكستان عن كثب.
ضغوط أمريكية
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد صعد لهجته مع الرئيس مشرف، وقال بوش:" أبلغت مشرف رسالة واضحة وسهلة الفهم، مفادها أن الولاياتالمتحدة تريد منك تنظيم الانتخابات في موعدها وأن تنزع بزتك العسكرية".
واعتبر بوش استمرار مشرف في رئاسة البلاد وقيادة الجيش في آن واحد ليس امرا صائبا، الا ان بوش اشار الى ان مشرف يعد "حليفا لا غنى عنه" للولايات المتحدة، ووصف جون نجروبونتي، نائب وزيرة الخارجية الامريكية مشرف في شهادة له امام الكونغرس بالحليف الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مجال الحرب على الارهاب، وأضاف أنه "لاخيار لواشنطن اخر سوى العمل مع باكستان في هذا الشأن".
وقال نجروبونتي ان "باكستان اكثر بلد اضر وعاقب تنظيم القاعدة وحركة طالبان من 11 سبتمبر"، ولم تحشد أحزاب المعارضة أنصارها حتى الان للقيام بمظاهرات عامة، حيث يتزعم المحامون ونشطاء الحقوق المدنية هذه الاحتجاجات حتى الان.
من جهة أخرى وجه عمران خان، أحد زعماء المعارضة ولاعب الكريكيت المشهور، نداء من مخبئه من خلال شريط فيديو يحذر فيه الباكستانيين من أنهم إذا تقاعسوا عن مقاومة الجنرال مشرف فسيقود باكستان إلى الهلاك.
في هذا الإطار، أعرب عدد من المراقبين عن خشيتهم من تدهور الأوضاع بشكل قد يجر باكستان إلى حالة من الفوضى العارمة، ونقل "راديو سوا" عن المحلل السياسي الباكستاني مليك جفيد ل"راديو سوا" قوله: "إن الباكستانيين يتطلعون لأن تلعب واشنطن دورا أكبر من أجل عودة الديمقراطية إلى البلاد"، مضيفا " يشعر الباكستانيون بأن الولاياتالمتحدة صديقة للجنرال مشرف رغم أن ذلك يتعارض مع سياسة واشنطن الخارجية التي تقول إنها تدعم الديموقراطية والعدالة"، وأكد جفيد أن السلطات الباكستانية مستمرة في حملات الاعتقال ضد رموز المعارضة ونشطاء حقوق الإنسان.
تصاعد المعارضة
ومن جانبها انتقدت زعيمة حزب الشعب الباكستاني المعارض ورئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو تعهد الرئيس الباكستاني برفيز مشرف بإجراء الانتخابات في فبراير/ شباط المقبل ليس كافيا قائلة إنه يتعين عليه التخلي عن قيادة الجيش بحلول الاسبوع المقبل.
وقالت بوتو في مؤتمر صحفي "نريد موعدا محددا للانتخابات وموعدا واضحا ليخلع فيه مشرف زيه العسكري"، وأضافت بوتو "لا يزال هذا الاعلان غامضا، نريده أن يخلع زيه العسكري بحلول الخامس عشر من نوفمبر تشرين الثاني".
الانتخابات في فبراير
وفي وقت سابق قال مشرف إن الانتخابات العامة ستجرى في بلاده قبل الخامس عشر من فبراير/شباط العام القادم، وجاء إعلان الرئيس الباكستاني بعد أن قال حزب بوتو ان "الشرطة الباكستانية شنت حملة اعتقالات ضد مناصرين لبوتو في القرى والمدن" خلال الليل وإنها اعتقلت المئات منهم، كما أعلن مشرف أنه يعتزم التخلي عن قيادة الجيش قبل أداء اليمين الدستورية لرئاسة باكستان، وذلك حسبما جاء على قناة التلفزيون العامة.
وكان المدعي العام في باكستان قد قال في وقت سابق إن الانتخابات التشريعية المقررة في منتصف يناير/كانون الثاني ستحصل في فبراير/شباط، وأن حالة الطوارئ ستكون ألغيت بحلول هذا التاريخ، وقال المدعي العام مالك محمد القيوم: "الانتخابات ستجري في فبراير/شباط، وحالة الطوارئ سترفع خلال شهر أو شهرين".
استهداف تجمعات كبيرة
ومع توتر الأوضاع السياسية والأمنية في باكستان، أعلنت مصادر في الشرطة أن انتحاريين إسلاميين يستعدون لتنفيذ اعتداءات يوم غد الجمعة في روالبندي إحدى ضواحي إسلام آباد حيث ستجتمع رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو مع عدد من زعماء حزب الشعب.
وقال قائد الشرطة في روالبندي سعيد عزيز لوكالة الصحافة الفرنسية: "نملك معلومات دقيقة جدا من أجهزة الاستخبارات مفادها أن انتحاريين عديدين جاهزين لتفجير قنابل دخلوا إلى روالبندي".
وأشار إلى أن عددهم هؤلاء يقارب الثمانية وهم مستعدون لاستهداف تجمعات كبيرة وقتل أشخاص أبرياء، وتابع أن الشرطة أبلغت بوتو بوجود تهديدات جدية جدا إذا أصرت على اجتماع حزبها. وقد أعلنت الشرطة أنه بموجب حال الطوارئ سيمنع هذا التجمع، وكانت بوتو دعت أمس الأربعاء إلى التظاهر بكثافة احتجاجا على إعلان الرئيس الباكستاني حال الطوارئ.