رفعت الحكومة الباكستانية حالة الإقامة الجبرية المفروضة على رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو -مساء اليوم الجمعة . وكانت زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو قد دعت الى كسر الحصار الذي ضربته الشرطة حول مقر إقامتها في إسلام أباد -يوم الجمعة- بعد ساعات من وضعها رهن الإقامة الجبرية. ووجهت بوتو نداء عبر مكبر للصوت إلى الشرطة ، فيما حاولت سيارتها المقاومة للرصاص إختراق حصار الشرطة وقالت "إبتعدوا عن طريقنا. إننا أخوة لكم. أبي ضحى بحياته من أجلكم ومن أجل هذه الأمة." كانت الشرطة الباكستانية قد طوقت منزل بوتو -منذ الصباح- لمنعها من تنظيم تجمع ، بحجة أن التجمعات محظورة في ظل حال الطوارئ التي فرضت قبل سبعة أيام ، وورود تهديدات "دقيقة" بإحتمال تنفيذ هجمات إنتحارية تستهدف رئيسة الوزراء السابقة. وإنتشر ستة آلاف شرطي في روالبندي القريبة من العاصمة حيث كان سيجرى التجمع وباتت مقطوعة عن العالم لمنع أي تجمع ، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. يأتي هذا فى وقت شككت فيه بوتو بتعهد الرئيس الباكستاني بيرفيز مشرف إجراء الإنتخابات البرلمانية فى شهر فبراير المقبل والتخلي عن قيادة الجيش .وقالت بوتو أنه يتعين على مشرف التخلي عن قيادة الجيش بحلول الأسبوع المقبل واصفة إعلانه إجراء اإانتخابات البرلمانية والتخلي عن زيه العسكري فى فبراير المقبل بالغامض . كان رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف المقيم فى المنفي قد شكك فى وقت سابق فى تعهدات مشرف ، مضيفا أنها تفتقر للمصداقية خاصة أنه قدم إلتزامات علنية عام 2004 بأنه سيتخلي عن قيادة الجيش بنهاية العام إلا أنه لم يف بتلك العهود . وتعهد الرئيس الباكستاني بإجراء الانتخابات البرلمانية قبل يوم الخامس عشر من فبراير المقبل ، مؤكدا أنه سيتخلي عن قيادة الجيش قبل أن يؤدي اليمين القانونية كرئيس للجمهورية للفترة المقبلة . وكان المدعي العام في باكستان مالك محمد القيوم قد قال في وقت سابق أن الانتخابات التشريعية المقررة في منتصف يناير القادم ستحدث في فبراير وأن حالة الطوارىء ستلغي بحلول هذا التاريخ. من جانبه ، صعد الرئيس الاميركي جورج بوش لهجته الخميس في إتصال هاتفي مع مشرف.وقال أنه أبلغ مشرف رسالة واضحة وسهلة الفهم مفادها أن الولاياتالمتحدة تريد تنظيم الإنتخابات في موعدها وتخلى مشرف عن منصبه العسكرى . وقال المتحدث بأسم البيت الابيض بأن على مشرف ان يلغى حالة الطوارئ ويحدد موعد الانتخابات المقبلة وقد وجهت بنظير بوتو نداء للرئيس الأمريكى جورج بوش والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لزيادة ضغوطهما على الرئيس الباكستانى برفيز مشرف ، الذى فرض الإقامة الجبرية عليها .. كما أكدت بوتو أن خمسة آلاف من نشطاء حزبها تعرضوا للإعتقال على أيدى قوات الأمن خلال الأيام القليلة الماضية. هذا وأعلن البيت الأبيض أنه لايزال قلقا بشأن إستمرار فرض حالة الطوارىء وتقييد الحريات الأساسية فى باكستان. على الصعيد الميدانى ، لقى أربعة أشخاص مصرعهم وجرح خمسة آخرون -الجمعة- فى هجوم إنتحارى إستهدف منزل الوزير الفيدرالى أمير مقام شمال غرب مدينة بيشاور الباكستانية . وأكدت مصادر أمنية باكستانية أن شخصاإنتحاريا فجر نفسه على مقربة من الوزير الفيدرالى ، وأن الوزير تمكن من النجاة من محاولة الإغتيال ، غير أن الضحايا الثمانية هم من بين حراسه ورفاقه.