عاودت أسعار النفط الخام تراجعها لتنخفض بأكثر من 3 دولارات للبرميل وذلك في ظل الانتعاش القوي الذي أحرزه الدولار بوصوله لأعلى مستوياته مقابل اليورو منذ نحو العام الأمر الذي سيسهم في الحد من إقبال المستثمرين على أسواق السلع الولية كملاذ في مواجهة خسائر العملة. وكانت أسعار النفط قد شهدت ارتفاعا في وقت سابق على أساس التوقعات التي تسود السوق بشأن إمكانية إقدام أوبك خلال اجتماعها الطارئ في فيينا يوم الجمعة المقبل على إجراء خفض كبير لسقف الإنتاج في حدود المليون برميل يوميا كمحاولة لوقف تدهور الأسعار التي تقدر نسبة انخفاضها بنحو 50 % مقارنة بالمستوى القياسي المسجل في يوليو حينما بلغ سعر الخام الأمريكي ال147 دولارا. وأشارت شبكة بلومبرج عبر موقعها الإلكتروني إلى تراجع أسعار النفط الخام الأمريكي لعقود شهر نوفمبر في بورصة نيويورك للسلع بنحو 4.29 دولار أو 5.8 % ليبلغ 69.6 دولار للبرميل. كما انخفض سعر خام برنت في بورصة البترول الدولية بلندن بمقدار 3.79 دولار أو 5.3 % ليبلغ 68.24 دولار. وقد خفض مصرف دويتش بانك الألماني من تقديراته المتعلقة بأسعار النفط المتوقعة للعام المقبل وذلك بنسبة 35 % ليكو متوسط سعر البرميل 60 دولار في ظل احتمالات تعرض الاقتصاد العالمي لموجة من الركود. وأشار رئيس منظمة أوبك شكيب خليل في مقابلة مع التليفزيون الجزائري إلى أنه في الوقت الذي يوجد فيه إجماع بين الدول الأعضاء بالمنظمة على خفض الإنتاج، لم يتم التوصل إلى اتفاق حول مقدار الخفض. وتشير تقديرات كل من مؤسستي "جولدمان ساش" و ميريل لينش إلى إمكانية حدوث خفض بمقدار مليون برميل خلال الاجتماع الطارئ لمنظمة أوبك. ويرى المحللون لدى جولدمان إمكانية تراجع سعر النفط عن مستوى ال60 دولار وذلك إذا ما وضعت أوبك حد أقصى للخفض بمقدار مليون برميل يوميا. وفي المقابل يرى المحللون لدى ميريل لينش أن أوبك قد تقدم على تقليص المعروض لديها بنحو 2.4 مليون برميل يوميا في غضون عام وذلك في حال تدهور أداء الاقتصاد العالمي.