جدة: أكد الدكتور علي التواتي، أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز والمستشار الاقتصادي، أن احتياطيات السعودية والفوائض كبيرة جداً وقد تكون بين المرتبة الثالثة أو الرابعة عالمياً ومستثمرة في سندات خزانة أمريكية وأوروبية. وقال بمناسبة إعلان أضخم ميزانية تقر في تاريخ البلاد، إن السعودية قادرة على مواجهة أي أزمات اقتصادية مفاجئة، لأنها كانت متحفظة في تقديرات الميزانية تحسباً لأي أوضاع وأزمات اقتصادية، وهي مستعدة تماماً لأي انخفاض في أسعار النفط، حيث إنها بنت الميزانية على أسعار تراوح بين 55 و60 دولارا للبرميل، مستبعداً انخفاض أسعار النفط، ومتوقعاً في نفس الوقت أن تصل إلى 100 دولار للبرميل خلال 2011. وأضاف في تصريحاته التى أوردتها صحيفة "الاقتصادية" : الميزانية ركزت على الاستثمار في رأس المال الإنساني، إلى جانب التركيز على المشاريع الانشائية طويلة المدى, واللافت للنظر انخفاض الدين العام، حيث كان الدين العام حينما تولى البيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في 2003 يتجاوز 1.5 تريليون ريال ويصل إلى 1.6 تريليون ريال، واستطاع في فترة حكمه أن يخفضه إلى 10% فقط من إجمالي الناتج الوطني لعام 2010. وأوضح أن ظهور الفائض الكبير، يعطي مؤشرات أن الدولة أصبح لديها فوائض ودينها قليل واحتياطياتها كبيرة، وبالتالي لا نتوقع زيادة بمزيد من الرسوم المباشرة وغير المباشرة، خاصة أن 91% من موارد الدولة من النفط، وذلك سيخفف على المواطنين من خلال استمرار تخفيض أسعار مشتقات النفط وتعرفة المياه والكهرباء على الأقل في العام المقبل. وأشار التواتي إلى أن البنوك تحتاج إلى مساندة من الدولة حتى تستطيع أن تدخل في عمليات إقراض طويل الأجل يتعدى فترة 15 إلى 20 عاما، مشيرا إلى أن عدم صدور نظام الرهن العقاري، وفي حال عدم وجود تنظيم واضح للقروض طويلة الأجل سواء الصناعية أو الإنشائية أو غيرها لا نعتقد أن يتعدى دور البنوك الدور الذي تقوم به حاليا وهو دور الوسيط بين المواطنين ومؤسسات الأعمال. وعلى صعيد متصل، أضاف هاني باعثمان رئيس شركة أعيان المالية أن انعكاس الميزانية إيجابي على التوسع في مشاريع البنى التحتية، وتمنى إقرار مشروع الرهن العقاري في القريب والاستفادة من السيولة الكبيرة والميزانية، مشيراً سنجد كثيرا من الأموال بحوزة الأسر السعودية وهي تمثل ادخارات لها وبدلا من ترحيلها إلى الخارج للسياحة يجب الاستفادة منها في بناء المساكن. وأفاد باعثمان أن السعودية والصين والهند والاقتصادات الناشئة لديها فوائض تمكنها من مواجهة أي أزمات بعكس الدول المتقدمة، مشيرا إلى أن على رأس القائمة الاقتصاد السعودي حيث لديه فوائض نقدية ولديه القدرة على مواجهة الأزمات وأي هبوط في أسعار النفط. وتوقع أن يتم رفع سعر الفائدة على الريال مع مستوى السياسة النقدية، لكبح التضخم حتى في حال عدم رفع الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي، متوقعا ألا يكون الرفع بفوارق كبيرة.