"مسألة بيئية" أم استعراض ل "الهيمنة" الصينية محيط – زينب مكي بدأت الأزمة الشهر الماضي؛ بعدما وقع صدام بين سفينة صيد صينية وسفينتين تابعتين لقوة خفر السواحل اليابانية، في مياه تحت سيطرة اليابانيين، واعتقلت اليابان ربان سفينة الصيد الصينية؛ وردت الصين من جانبها على هذا التحرك وفقا للرواية اليابانية بخفض تصدير المعادن والمواد الخام الضرورية إلى اليابان، في الوقت الذي تنفي فيه بكين تلك المزاعم. ووسط تلك الاتهامات اليابانية ،إلى جانب العديد من التحذيرات من جانب مسئوليين أمريكان وأوروبيين من أن نقص هذه المعادن قد تكون له عواقب وخيمة، وفي الوقت الذي تشكل فيه الإمدادات الصينية حوالي 97% من الاستهلاك العالمي من المعادن النادرة، نفت بكين أن تستخدم تلك الإمدادات ك"أداة للمساومة" مع الاقتصادات الأجنبية. الموقف الصيني أنكرت الصين بدورها أنها تمارس دوراً احتكارياً لتلك المعادن، مؤكدة أن خفضها للإنتاج لحماية البيئة، مؤكدة بأنه لن يكون هناك انخفاض حاد في تصدير تلك المعادن. ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن المتحدث باسم وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية تشو هونجرن صباح اليوم الخميس إن "بلاده لن تستخدم هيمنتها على الإمدادات العالمية من المعادن النادرة ك"أداة للمساومة" مع الاقتصادات الأجنبية. وأدلى المتحدث الصيني بتلك التعليقات بعد أن أثار خفض شحنات الخامات الصناعية إلى اليابان قلقا من أن الصين ربما تستخدم صادراتها من المعادن النادرة كأداة ضغط اقتصادي وسياسي. الموقف الياباني دعا رئيس الوزراء الياباني السلطات الصينية الى حماية المصالح اليابانية، في إشارة إلى قرار بكين وقف صادراتها من المعادن النادرة. وتعليقا على القرارات التي اتخذتها الصين إثر احتجاز خفر السواحل اليابانيين في 7 سبتمبر سفينة صيد صينية قرب جزر متنازع عليها قال مايهارا أمام اللجنة البرلمانية .. " أعتقد أن الإجراءات التي اتخذتها الصين ردا على الحادث "هستيرية تماما". وقامت الصين انذاك بتعليق الاتصالات الدبلوماسية الرفيعة المستوى مع اليابان وفرضت حظرا ولو أنها تنفي ذلك على صادرات المعادن النادرة التي يحتاجها قطاع السيارات والإلكترونيات الذي يعتبر أساس الاقتصاد الياباني. وأضاف مايهارا " في ما يتعلق بمشكلة المعادن النادرة فإن وزارة التجارة الصينية تقول إنها لم تتخذ أبدا مثل هذه الإجراءات إلا أننا لا نزال غير قادرين على الجزم بأن الصادرات عادت الى طبيعتها ". الموقف الأمريكي حذرت الولاياتالمتحدةالأمريكية من أن نضوب أو نقص المعادن النادرة الواردة من الصين قد يؤثر سلباً في اقتصادها، مشيرة إلى أن هذه المعادن ضرورية في تصنيع العديد من منتجات التكنولوجيا المتطورة، وأخرى أيضاً تدخل في صناعة الأسلحة الأمريكية. وكالعادة، لقي الحديث عن "احتكار" الصين صدى في واشنطن، حيث عبرت وزارة الطاقة عن قلقها من أن تتحول المشكلة إلى "أزمة امدادت". وأعلنت الولاياتالمتحدة إلأى أنه تسعى إلى زيادة انتاجها من تلك المعادن، ولكن هذا غير متوقع في المستقبل المنظور. الموقف الأوروبي وقال مسؤولون وصناعيون في أوروبا أن النقص في هذه المعادن التي تشكل الصين مصدر 90 بالمائة منها، قد تكون له عواقب وخيمة. ومن جانبها، تضغط الشركات الألمانية تضغط بدورها على حكومة بلادها باعتبارها تواجه صعوبات في الحصول على تلك المعادن لأن الصين تسيطر عليها، وقال وزير الاقتصاد الألماني راينر برديلر أن بلاد تأثرت بذلك بشكل كبير. وجدير بالذكر أن المعادن النادرة ، هي تلك المعادن التي تتميز بخواص عدة كأن تكون مغناطسية، أو أن تلمع في الضوء الخافت، وهو ما يجعلها مصدراً مهماً في الصناعات التكنولوجية، والصفائح الشمسية، والسيارات الكهربائية، والبطاريات خفيفة الوزن وغيرها. وبالفعل تمكنت الصين من تأمين إنتاج 97% من هذه المعادن، وينتج منجم واحد في باوتو في منطقة منغوليا الداخلية في الصين، نصف المعادن النادرة في العالم، و التي تدخل في الصناعات التكنولوجية وكافة الأجهزة الإلكترونية تقريباً، والهواتف المحمولة، وأجهزة الكومبيوتر والصواريخ الموجهة. وعلى سبيل المثال تنتج الصين ما يزيد على 99% من الديسبروسيوم والتيربيوم، و95% من النيوديميوم الموجود فى العالم وتلك المواد ضرورية لصناعات التكنولوجيا ذات الطاقة الصديقة للبيئة.