قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن جولته الأخيرة في شرق آسيا التي شملت كل من اليابان والصين وكوريا الجنوبية استهدفت إيجاد السبل لزيادة الصادرات الأمريكية إلى دول تلك المنطقة وبما يسهم في توفير فرص عمل جديدة . وقال اوباما في حديثه الإذاعي الأسبوعي ان زيادة الصادرات لهذه الدول يمكن إن يساعد الولاياتالمتحدة على التعافي من معدلات البطالة الراهنة التي وصلت لأعلى مستوياتها منذ نحو العام 1983 . وأشار اوباما قي كلمته إلى أن الإدارة الأمريكية لن تتخذ أية قرارات غير مدروسة تجاه مسالة تكثيف عمليات إيجاد فرص العمل الجديدة نظرا لعجز الميزانية الفيدرالية التي وصلت لمستوى قياسي بلغ 1.4 تريليون دولار في العام المالي المنتهي في 30 سبتمبر . وأكد اوباما أن الاقتصاد الأمريكي الذي حقق نموا ب 3.5 % خلال الربع الثالث يسير في الاتجاه الصحيح وذلك بعد تصديق الحكومة على خطة التحفيز الاقتصادي في فبراير الماضي والتي قدرت تكلفتها ب 787 مليار دولار . وقال إن الخطوات التي تم اتخاذها تساعد الاقتصاد مشيرا إلى أن تلك إجراءات لن يتم التخلي عنها وذلك حتى تبدأ المشاريع في توفير فرص العمل مرة أخرى. ومن المقرر أن تستضيف الإدارة الأمريكية الشهر المقبل منتدى في البيت الأبيض حول الوظائف وذلك بمشاركة المديرين التنفيذيين للشركات والخباء الاقتصاديين والماليين إلى جانب ممثلي الاتحادات العمالية لمناقشة السياسات الحكومية التي يمكن أن تسهم في توفير فرص العمل الجديدة . واختتم اوباما جولة أسيوية استمرت ثمانية أيام وشملت اليابان وسنغافورة والصين وكوريا الجنوبية. وأضاف أن آسيا هي منطقة " نشتري منها حاليا سلعا أكثر ونجري معها علاقات تجارية أكثر من أي مكان آخر في العالم وهي تجارة تدعم الملايين من الوظائف في الوطن ". وشدد اوباما على أن زيادة الصادرات هي احد السبل لخلق وظائف جديدة وتحقيق ازدهار جديد مضيفا انه " في ظل خروجنا من حالة ركود تركت ملايين الأشخاص دون عمل فان علينا الالتزام بالنظر في كل خطوة إضافية ومسئولة يمكننا اتخاذها لتشجيع عملية خلق الوظائف وتسريع وتيرتها " في الولاياتالمتحدة. وعلى صعيد متصل فقد أكد عالم الاقتصاد الأمريكي بول كروجمان والحائز على جائزة نوبل أن على الولاياتالمتحدة زيادة حجم إنفاقها المخصص في إطار برنامج التحفيز الاقتصادي وذلك لتجنيب الاقتصاد الأمريكي سنوات طويلة من معدلات البطالة المرتفعة. وأشار إلى أن عدم زيادة حجم الإنفاق قد يؤدى إلى الانتظار لنحو عشر سنوات كي تعود أسواق العمل إلى استيعاب العمالة الفائضة . وأضاف في مقالة أوردتها صحيفة ال " نيويورك تايمز " أن خطة التحفيز الاقتصادي كان لها دورا داعما ولكنها لم تكن بالقدر الكافي . وكان تقرير لوزارة التجارة الأمريكية قد اظهر الأسبوع الماضي تمكن الاقتصاد الأمريكي من العودة للنمو ليحقق الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي ارتفاعا بنحو 3.5 % خلال الفترة من يوليو حتى سبتمبر الماضي . وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن ذلك التقرير يعد إشارة جيدة وان تنامي الاقتصاد يعد بمثابة الخطوة الأولى نحو توفير فرص العمل . ويرى كروجمان في مقاله انه حتى في حالة مواصلة الاقتصاد الامريكي نموه وبمعدل 3.5 % فإن معدل البطالة سيبدأ في التراجع وان كان بوتيرة بطيئة للغاية . وكان جوزيف ستيجليتز الأستاذ في جامعة كولومبيا والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001 قد أشار في نهاية الشهر الماضي إلى أن الركود الاقتصادي لم يقترب بعد من نهايته كما أن ذلك النمو المحقق خلال الربع الثالث لن يستمر في 2010 . ويشير عالم الاقتصاد الأمريكي في مقاله أن معدل البطالة في الولاياتالمتحدة قد وصل في شهر سبتمبر الماضي إلى اعلي مستوياته منذ 26 عاما حيث بلغ 9.8 % وذلك بعد أن أشار رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي بن بيرنانكي الشهر الماضي إلى أن المعدل قد يظل فوق ال 9 % خلال العام المقبل . وأضاف كروجمان ان معدلات البطالة المرتفعة والانكماش الاقتصادي قد دفع المشاريع إلى خفض الاستثمارات والإنفاق أيضا على عمليات التطوير وتدريب العمالة . وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك قد أعلنت نهاية الشهر الماضي أن خطة التحفيز الاقتصادي التي أقرتها الحكومة بتكلفة تصل إلى 787 مليار دولار قد أسهمت حتى الآن في توفير أكثر من 640 ألف وظيفة .