استشهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، خلال كلمته الأسبوعية، بالتحول الإيجابي غير المتوقع في إجمالي الناتج العام كمؤشر علي تعافي الاقتصاد الأمريكي من الكساد، مشيراً إلي مئات الآلاف من الوظائف التي تمخضت عن برنامج الحوافز وتطرق إلي التقرير الحكومي الأخير، الذي أشار إلي تحقيق الاقتصاد الأمريكي نموا بنحو 3.5 في المائة، لأول مرة منذ قرابة العام، بتأثير حزمة الحوافز التي خصصتها إدارته لدفع القطاعات الأمريكية المتعثرة وذكر أن حزمة الإنقاذ تلك ساهمت في إيجاد أكثر من مليون وظيفة أو الحفاظ عليها وأعلنت الإدارة الأمريكية أن إنفاق 159 مليار دولار، من حزمة الحوافز البالغة 787 مليار دولار -الأكبر في تاريخ الولاياتالمتحدة- ساعدت في إيجاد أو الحفاظ علي أكثر من 640 ألف وظيفة. وتعد الأرقام أول دليل راسخ ومؤكد علي تأثير برنامج الحوافز علي الاقتصاد الأمريكي، وقال نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن: "كل دولار أنفق بموجب قانون التعافي ساهم في إعادة شخص ما للعمل"، وبلغت تكلفة كل وظيفة 248 ألف دولار وسارع الديمقراطيون والجمهوريون لاستخدام تلك الأرقام لتعزير مواقفهم الخلافية بشأن الحوافز ويتمسك البيت الأبيض بأن خطة التحفيز حالت دون انزلاق البلاد إلي هوة الركود وحفزت النمو بمعدل غير متوقع إلي 3.5% خلال الربع الثالث من العام ويتوقع أن تسهم خطة الإنعاش في إيجاد أو الحفاظ علي 3.5 مليون وظيفة بنهاية العام المقبل، والاستمرار في تعزيز نمو الاقتصاد خاصة وأنه لم يتم إنفاق سوي أقل من نصفها وأظهرت تقارير نشرت الجمعة نمواً غير متوقع، خلال الربع الثالث لأكبر اقتصاد في العالم وبلغ معدل نمو إجمالي الناتج العام 3.5% متجاوزاً توقعات المحللين عند 3.3% ورغم وجود علامات كثيرة علي تسارع وتيرة الانتعاش الاقتصادي في جميع أنحاء العالم من اسوأ ركود منذ سبعين عاما فلا تزال البطالة في أعلي معدلاتها في الكثير من البلدان، ومن غير المحتمل أن تشهد بوادر تحسن علي المدي القريب وفق خبراء الاقتصاد وخلال هذا الأسبوع أشارت تقارير إلي أن معدلات البطالة في منطقة اليورو يتوقع أن ترتفع إلي 10.7% في عام 2010 من 9.5% هذا العام. وارتفعت البطالة في منطقة اليورو إلي أعلي معدلاتها منذ عشرة أعوام عند مستوي 9.7% في سبتمبر وراوحت معدلات البطالة في البدان الغنية الثلاثين التي تنتمي إلي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بين مستوي منخفض بلغ 3.5% في هولندا و18.3% في أسبانيا، وفقا لأرقام سبتمبر وفي العالم النامي بدأت البطالة تعود إلي الاستقرار نسبيا في البرازيل بينما واصلت ارتفاعها في المكسيك لتبلغ 6.4% خلال سبتمبر، بعد أن سجلت أعلي معدلاتها منذ 13 عاما. ويتوقع خبراء الاقتصاد في الولاياتالمتحدة أن يصل معدل البطالة إلي مستوي 9.9% في أكتوبر، مرتفعا من 9.8% في سبتمبر حين وصلت المعدلات إلي أعلي مستوياتها منذ 26 عاما. وفيما يلي بعض مؤشرات البطالة في عدد من البلدان: - ألمانيا: انخفضت معدلات البطالة في أكتوبر للشهر الثاني علي التوالي، وقالت وكالة العمل الاتحادية إن معدل البطالة غير المعدلة في أكبر اقتصاد في أوروبا سجلت نسبة 7.7% في أكتوبر منخفضة من 8% في الشهر السابق وأقل من 8.3% في أغسطس. - فرنسا: ارتفع معدل البطالة إلي 9.8% في سبتمبر من 7.8% خلال الشهر نفسه من سنة ،2008 وفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومن المتوقع أن تصل إلي 10% بحلول نهاية العام الجاري. - بريطانيا: أكد مكتب الإحصاءات الوطني أن معدلات البطالة وصلت إلي 7.9% خلال الأشهر الثلاثة حتي أغسطس ويبدو أن عدد العاطلين في طريقة لاجتياز حاجز الثلاثة ملايين في العام المقبل، كما أن أثر الركود امتد إلي زيادة قوائم انتظار طلبات الإعانة. - اليابان: انخفض معدل البطالة في اليابان للشهر الثاني علي التوالي في سبتمبر. وبلغ معدل البطالة المعدلة موسميا نسبة 5.3% في سبتمبر، انخفاضا من 5.5% في الشهر السابق، مقابل ارتفاع قياسي وهو 5.7% في يوليو. - الصين: تفيد الإحصاءات الرسمية بأن معدل البطالة بلغ 4.3% في الأشهر الثلاثة المنتهية في 30 سبتمبر دون تغيير عن فترة الأشهر الثلاثة السابقة. ولكن علي المستوي الفعلي قد يكون المعدل أكثر من ضعف ذلك وفق بعض التقارير وفي سبتمبر سجل 9.15 مليون شخص ضمن القوة العاملة في المدن كعاطلين عن العمل من 210 ملايين نسمة. كما يعتقد أن ثلاثين مليون مهاجر فقدوا وظائفهم في مصانع التصدير في أواخر عام 2008 دون أن يتم تسجيلهم. بينما شجبت الصين رسوم حماية لمكافحة الإغراق فرضتها الولاياتالمتحدة في الفترة الأخيرة وتوعدت بحماية مصالح صناعاتها قبل أسبوع من زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإجراء محادثات في بكين وشنغهاي وفرضت الولاياتالمتحدة رسوما لمكافحة الإغراق وصلت إلي 99% علي أنابيب صينية الصنع من الصلب تنقل النفط والغاز الطبيعي من الآبار وتبلغ قيمتها 2.63 مليار دولار وهذه الخطوة وهي أكبر إجراء تجاري تتخذه الولاياتالمتحدة ضد الصين وقد تؤثر بدرجة كبيرة علي مناقشات أوباما مع الزعماء الصينيين وقالت وزارة التجارة الصينية علي موقعها علي الإنترنت الصين تعارض تماما سوء استخدام إجراءات الحماية التجارية وستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالح صناعاتها المحلية.