يبدو أن ارتفاع أسعار النفط متجاوزة حاجز ال100 دولار أعاد إلى الأذهان سيناريو ارتفاع الأسعار مقتربا من حاجز ال150 دولار في صيف 2008، وهو ما دفع الغرب يحذر من تكرار هذا السيناريو خاصة في ظل استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط،، وبالفعل عادت الأصوات في الغرب تحذر من تأثير هذه الارتفاعات على النمو الاقتصادي الهش بعد الأزمة المالية. وفي هذا الصدد، رأى خبير أمريكي يعمل في مجال الطاقة أن أسعار النفط الخام قد تسجل مستويات قياسية جديدة إذا انتقلت الاضطرابات الجارية في ليبيا ودول أخرى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا إلى مزيد من دول المنطقة . و في مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، قال الخبير فيل فلين، محلل شئون الطاقة بمؤسسة "بي اف جي بيست" البحثية الأمريكية التي تتخذ من شيكاغو مقرا لها أن السبب الذي أدى إلى عدم وصول أسعار النفط إلى 147 دولارا للبرميل حاليا هو أن دولا مثل السعودية، اكبر منتج للنفط في العالم، تعهدت بتعويض خسائر إنتاج النفط في ليبيا، ولذا نتمتع بهذا الحائل الان ولذا لا يمكن بالفعل تحمل رؤية الاضطرابات تنتشر إلى دولة أخرى من منتجي النفط لان هذا إذا وقع فمن السهل إن تصل الأسعار إلى 147 دولارا للبرميل مجددا . كما أقر فلين بأن الاضطرابات في ليبيا وما تبعها من غارات جوية قد تؤثر بشكل متوسط على أسواق النفط الخام، إذ أن التقارير الأخيرة تشير إلى إن المحتجين على نظام القعيد الليبي معمر القذافي تستعيد السيطرة على مناطق نفطية مهمة وقد يمكنهم إنتاج ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا حاليا. ويذكر أن أسعار النفط كانت قد ارتفعت بشدة منذ بدء الاضطرابات في ليبيا منتصف شهر فبراير الماضي، وقفزت إلى 106.95 دولار للبرميل في وقت سابق من الشهر الجاري، لكن التداولات الحالية في السوق تظهر إشارات على إن أسعار النفط الخام قد تستقر أو حتى تنخفض لاسيما بعد استئناف الصادرات الليبية. وعلى الصعيد نفسه، كان آلان دانكان، وزير التنمية الدولية البريطاني والخبير في عالم النفط قد حذر وذلك في تصريحات لصحيفة "تايمز" ، من أن يشهد سعر برميل النفط ارتفاعاً ليتجاوز مستوي ال 200 دولار إذا تواصلت الاضطرابات في العالم العربي. ومن جانبه، أكد الخبير النفطي الدكتور جمعة بن صالح الغيلاني أن أسعار النفط العالمية ستصل إلى 140 دولارا خلال الأسابيع المقبلة في حال استمرار الأوضاع غير المستقرة في الدول العربية ولاسيما في ليبيا، معتبرا إن ذلك يمثل سببا رئيسيا لارتفاع مستويات أسعار النفط في الأسواق الدولية بسبب المخاوف من توقف إمدادات النفط وباعتبار أنه يعد سلعة إستراتيجية في تحكم وتأثير الأحداث السياسية فيها بشكل كبير مثل الإحداث الحالية في المنطقة العربية خاصة لقربها من منابع النفط في دول مجلس لتعاون الخليجي. واستقر سعر خام برنت قرب 115 دولارا اليوم الأربعاء بعد هبوطه بما يصل إلى 0.6% وسط مؤشرات على أن ارتفاع أسعار الوقود يؤثر على ثقة المستهلكين بالولايات المتحدة حيث زادت مخزونان النفط الخام بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي. وارتفع خام برنت في عقود مايو / ايار سبعة سنتات إلى 115.23 دولار بحلول الساعة 07:00 بتوقيت جرينتش وهو ما يقل بنحو 5 دولارات عن أعلى مستوياته منذ عامين ونصف العام والذي سجله في فبراير / شباط عند 120 دولارا للبرميل، لكن سعر الخام الأمريكي انخفض 14 سنتا إلى 104.65 دولار للبرميل.