توقع خبيران نفطيان ان تقفز اسعار النفط الي 150 دولارا للبرميل قبل حلول شهر يونية المقبل الذي يعقد فيه اقرب اجتماع رسمي لاعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) . واكد الخبيران النفطيان في لقاءين متفرقين مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الأحداث التي تشهدها دول عربية حاليا قد يتسع تأثيرها علي الاسعار خاصة ان الاضطرابات بدأت تصل الي دول نفطية مؤثرة واعضاء في منظمة (اوبك) ذاتها . واوضحا ان اهم الدول التي اثرت علي ارتفاع الاسعار في الوقت الحالي هي ليبيا التي تمتلك منفردة حوالي 2% من انتاج النفط العالمي و3% من الاحتياطيات النفطية واضافا ان سقوط نظام الرئيس الليبي قد يعجل بارتفاع الاسعار لارقام خيالية . وقال الخبير النفطي الدكتور طلال البذالي ان تتابع الاحداث السياسية بصورة سريعة في المنطقة لعب دورا اساسيا في ارتفاع اسعار النفط بصورة "هستيرية" بعدما أوجدت هذه الاحداث هلعا في السوق النفطية . مشيرا إلي ان ليبيا تنتج 6 .1 مليون برميل نفط يوميا وهو ما يعادل 2% من الامدادات النفطية في العالم علاوة علي ان ليبيا تتحكم في 44 مليار برميل احتياطيا نفطيا وهو ما يعادل 3% من الاحتياطي النفطي العالمي . واضاف ان ما يزيد الوضع خطورة هو ان ليبيا تصدر نفطها الي الدول الاوروبية القريبة منها كايطاليا وفرنسا والمانيا وهي دول صناعية في الاساس واذا ما انقطعت الامدادات النفطية عنها ستبحث وبشراسة عن بدائل . وبين ان هذا الخلل وحالة الارتباك وعدم وضوح المستقبل السياسي في ليبيا دفع المضاربين الي استغلال الفرصة مما جعل سعر برميل نفط خام برنت يصعد في حدود 20 دولارا دفعة واحدة خلال اقل من اسبوعين ليصل الي حوالي 106 دولارات للبرميل . وألمح الي ان ما زاد الامور تعقيدا هو طبيعة ليبيا السياسية التي لا ترتكز علي دولة مؤسسات وقوانين بل تحكمها العشائر والقبائل وهو ما يؤكد ان المستقبل مجهول وربما يتوقف الامداد النفطي الليبي نظرا لان ليبيا اصلا لا تمتلك تكنولوجيا الانتاج وتعتمد علي شركات اجنبية قد لا تعود للعمل داخل ليبيا قريبا . من جهته قال محمد الشطي الخبير النفطي ان معظم الصادرات الليبية يتم تصريفها في السوق الاوروبية مشيرا الي ان غالبية الانتاج الليبي من النفوط الخفيفة المحببة للمستهلكين مؤكدا ان المخاوف تنبع من اضطراب تدفقات النفط بفعل زيادة الاضطرابات المدنية . واشار الشطي الي انه لا يوجد نقص في المعروض خلال الوقت الحالي وأن العرض والطلب في الأسواق العالمية متوازن وعليه فلا يوجد ما يدعو الي القلق أو الخوف من نقص امدادات النفط في ضوء الفائض لدي (اوبك) . ولفت الي ان السوق الآن تحظي بامدادات كافيه موضحا ان المصادر في السوق تشير الي ارتفاع انتاج (اوبك) لشهر يناير 2011 ليصل الي 29 .7 مليون برميل يوميا علاوة علي ان مستويات المخزونات مازالت عالية وتفوق المستويات التي شهدتها السوق في 2008 . واوضح الشطي ان الفائض الذي تمتلكه بلدان (اوبك) حاليا خاصة ان المملكة العربية السعودية تلعب دور المطمئن في السوق النفطية وسط كل هذه التوترات السياسية التي بدأت في تونس وامتدت الي بلدان المنطقة . واشار الي ان من العوامل التي تدعم أسعار النفط الخام قوة الطلب النفطي الصيني بعدما أثارت الأحداث في الشرق الأوسط مخاوف من احتمال تعطل الامدادات .