لندن: أعلن صندوق النقد الدولي أنه سيصدر سندات للمرة الأولى في تاريخه، منذ 60 عاما، وذلك في محاولة لجذب مساهمات من الاقتصادات الصاعدة مثل الصين، البرازيل، وروسيا. ويأتي البرنامج الجديد في الوقت الذي يعزز فيه صندوق النقد دوره بشكل كبير باعتباره جهة إقراض طارئة خلال الأزمة المالية العالمية التي دفعت بالعالم لدخول أول حالة ركود منذ الحرب العالمية الثانية. وكان قادة دول مجموعة العشرين قد أيدوا في قمتهم الثانية التي استضافتها لندن في الثاني من أبريل الماضي، زيادة موارد الصندوق بثلاثة أمثالها، لتصل إلى 750 مليار دولار، وذلك لمساعدة الحكومات في مواجهة العجز الحاد في الميزانية. ونقلت صحيفة الاقتصادية السعودية أن الصين قالت بالفعل إنها ستستثمر 50 مليار دولار، في حين تعهدت روسيا والبرازيل باستثمار عشرة مليارات دولار لكل منهما بشراء السندات الجديدة، وبذلك تكون تلك هي المرة الأولى التي تقدم فيها الدول النامية مساهمات لصندوق النقد الدولي. وقال دومينيك شتراوس, مدير الصندوق, إن السندات الجديدة ستكون "استثمارات مضمونة" للدول الأعضاء في الصندوق التي يبلغ عددها 186 دولة، كما أنها تظهر التزام الصندوق ب "مواجهة تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية". وسيتم إصدار السندات بالعملة الخاصة بصندوق النقد المعروفة ب"حقوق السحب الخاصة" التي تعتمد على سلة من العملات تضم الدولار واليورو والين والجنيه الاسترليني، ومن المقرر إصدار السندات لمدة تبلغ أقصاها خمس سنوات. وكان مؤتمر للأمم المتحدة ناقش تأثير الأزمة علي الدول النامية قد طالب بمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، وسط العديد من الدعوات المطالبة بتحديث المؤسسات المالية الدولية التي عفا عليها الزمن. وطالب المؤتمر بتحسين تمثيل الدول النامية في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وشدد الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، على ضرورة إصلاح المؤسسات العالمية التي أنشأت منذ عدة أجيال لتصبح أكثر مسؤولية وتمثيلا وفاعلية. وشدد المؤتمر أيضا على ضرورة تجديد نظام بريتون وودز، الذي أنشأ صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عام 1944.