ارتفع عدد العاطلين عن العمل في الولاياتالمتحدة إلى 2.6 مليون وظيفة خلال عام 2008، بينهم 584 ألف في شهر ديسمبر 2008 مما رفع نسبة البطالة إلى 7.2% هي الأعلى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945. وذكر تقرير وزارة العمل الأمريكية أن أصل قوة العمل تقدر بنحو 107 ملايين شخص فيما اصبح عدد العاطلين عن العمل في الولاياتالمتحدة في حدود ال 11 مليونا. وأشار التقرير إلى أن الأرقام المعلنة عن نسب البطالة في البلاد تؤكد على أن الركود لازال مستمر على الرغم من الجهود الحكومية. وقالت وزارة العمل الأمريكية إن معدل البطالة ارتفع في شهر ديسمبر الماضي إلى 7.2% بالمقارنة مع 6.7% في شهر نوفمبر السابق وذلك على نحو تجاوز توقعات سابقة رجحت ارتفاع معدل البطالة الى سبعة بالمئة فقط الشهر الماضي. واضاف التقرير الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي منذ تفاقم ازمة الائتمان في شهر سبتمبر شهدت القدر الاكبر من خسارة الوظائف بمجموع 1.9 مليون وظيفة من اصل 2.6 مليون وظيفة مفقودة على مدار العام بأكمله. ويأتي التقرير الجديد بعد يوم واحد على اعلان الرئيس المنتخب باراك اوباما عن خطة شاملة لتحفيز الاقتصاد الامريكي بقيمة 775 مليار دولار ترمي الى خلق او انقاذ ثلاثة ملايين وظيفة في العامين القادمين. ويطالب اقتصاديون ومشرعون امريكيون الحكومة باتخاذ اجراء عاجل للتعامل مع الضغوط الاستثنائية التي تواجه سوق العمل من خلال انفاق مئات المليارات من الدولارات في مشروعات جديدة للبنية التحتية بهدف خلق وظائف جديدة وتنشيط سوق العمل. توقعت معاهد الدراسات ومنظمة العمل الدولية أن يصل عدد العاطلين عن العمل في العالم، المسجلين رسمياً في صفوف المستفيدين من المعونات الاجتماعية إلى نحو 215 مليونا في نهاية السنة، بينهم 17 مليوناً في الاتحاد الاوروبي و12 مليوناً في منطقة اليورو و14 مليوناً في العالم العربي. وكانت منظمة العمل الدولية توقعت ارتفاع عدد العاطلين عن العمل الى 210 ملايين نهاية ال2009 الا ان ارتفاع وتيرة تسريح العمال وتباطؤ اقتصادات الدول الناشئة نتيجة انكماش اقتصادات الدول الصناعية سيضيف عدد العاطلين عن العمل نحو 5 ملايين. فيما توقع "بنك انجلترا" ومكتب الاحصاءات وجمعيات المصارف ورجال الاعمال كما ورد في صحيفة الحياة" اللندنية ارتفاع حجم البطالة في بريطانيا الى حدود مليوني شخص في شهر ديسمبر الماضي. ويتوقع ان يسجل 2.5 مليون شخص في نهاية السنة الجارية على ان تعاود السوق نشاط تأسيس وظائف جديدة مطلع السنة المقبلة. وفي اليابان، حيث تصل قوة العمل الى 64 مليون شخص من اصل 127 مليوناً، سترتفع نسبة البطالة الى حدود 4.5 في المئة السنة الجارية مع الحوافز الحكومية للشركات وخفض الضرائب. ويتوقع خبراء غربيون أن تواجه الصين صعوبات السنة الجارية في ايجاد فرص عمل لنحو 7 ملايين خريج جامعي او من المعاهد المتخصصة في حين قد يضطر ما يصل الى 20 مليونا الى مغادرة التجمعات والمدن الصناعية للعودة الى الريف في ضؤ تباطؤ النمو. في حين قد ترتفع البطالة في الهند الى نسبة 7 في المئة. وفي العالم العربي الذي يفتقد احصاءات موثقة، ستعاني الدول المصدرة للعمالة من عودة العاطلين عن العمل في منطقة الخليج، وتحديداً في دبي وقطاع الخدمات والعقار فيها، بعدما دخلت في مرحلة الانكماش مع الازمة المالية العالمية وتراجع اسعار النفط بنسبة 60% على مدى العام الماضي. وانعكست ارقام البطالة الأمريكية سلباً امس على النفط والدولار اللذين تراجعا مقابل ارتفاع الذهب واليورو وحتى الاسترليني كما ادت الصورة القاتمة للاقتصاد الأمريكي إلى تراجع مؤشرات البورصات الاوروبية والأمريكية.