واشنطن: يقدم تيم واينر وهو صحافي في جريدة "نيويورك تايمز" ومتخصص في شؤون الجاسوسية لسنوات طويلة كتابه الجديد" تركة من رماد" والذي يتناول فيه تاريخ المخابرات المركزية الأمريكية منذ تأسيسها إبان الحرب العالمية الثانية وتنسب لها سلسلة طويلة من العمليات السياسية العسكرية في كثير من دول العالم، خاصة في أميركا الوسطى والجنوبية وغرب أفريقيا والشرق الأوسط والأدنى، حيث نفذت عددا من الانقلابات العسكرية والتصفيات الفردية والجماعية. ووفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط" يكشف واينر سلسلة من عمليات الرشوة والقسر والقوة المفرطة التي استخدمتها الوكالة ، ففي إيران، مثلا، استأجرت الوكالة الموالين من الجنود ومجرمي الشوارع لإحداث اضطرابات مزيفة من أجل فبركة انقلاب عام 1953، الذي لم تزل آثاره بادية إلى اليوم. وساعدت الوكالة في تأسيس أقسام للشرطة السرية في كمبوديا، وكولومبيا، والإكوادور، والسلفادور، وغواتيمالا، وإيران، والعراق، ولاروس، وبيرو، وجزر الفيلبين، وكوريا الجنوبية وتايلاند. كما يسجل واينر بعض المآخذ الكبرى في تاريخ الوكالة، ويرى أنها لم تحقق نجاحا يذكر داخل الصين الشعبية، وأنها فشلت في التكهن باندلاع الثورة الإيرانية عام 1979، كما يورد عدد من التفاصيل المحرجة في كتابه من دون شك، تيم واينر ليس أول كاتب يرى أن "عصر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذهبي كان وهما"، فهناك الكثير من المؤلفين بدأوا بتحطيم أسطورة الوكالة، لكن عن طريق استخدام المئات من الوثائق المصنفة وعشرات التسجيلات لمذكرات أساتذة التجسس، يرسم واينر ما يمكن أن يكون أسوأ صورة حتى الآن عن الوكالة. وفي هذا الخصوص يقول إن "أقوى دولة في تاريخ المدنية الغربية قد أخفقت في خلق خدمة تجسس من الطراز الأول، الأمر الذي يشكل خطراً على أمن الولاياتالمتحدة القومي.