قدم طلبة إيرانيون بمناسبة التظاهرة السنوية "ليوم القدس" أمس كتابا جديدا لرسوم كاريكاتيرية حول محرقة اليهود في العهد النازي بألمانيا. وحضر وزير التربية الإيراني علي رضا أحمدي تقديم قسم من الكتاب المعنون ب"المحرقة" في إحدى ساحات العاصمة. وطبعت من الكتاب سبعة آلاف نسخة, وهو من إعداد طلبة الباسيدج "الميليشيا الإسلامية" في الجامعة التي تخرج منها الرئيس محمود أحمدي نجاد. ويحمل غلاف الكتاب صورة يهودي بأنف معقوف ووجه مجعد معتمرا قبعة سوداء، وهو يرسم على الأرض عددا كبيرا من هياكل الموتى. ويصور أحد الرسوم يهوديا بلباس تقليدي وقد حول أنفه المعقوف إلى ريشة يكتب بها "تاريخ المحرقة". وفي رسم آخر صور مرحلون يهود يحملون النجمة الصفراء وهم يدخلون إلى أحد أفران الغاز ويخرجون منها من الجانب الآخر إرهابيين ملثمين ومسلحين. ويصور رسم آخر جنديا إسرائيليا يرتدي بزة عازلة ويتنفس بفضل قناع يوفر له غاز "زيكلون-بي" السام الذي استخدم في معسكرات احتجاز اليهود النازية. وكان تم تنظيم مسابقة دولية لرسوم المحرقة في 2006 في إيران حول أفضل رسم ساخر عن عمليات الإبادة التي تعرض لها اليهود إبان الحرب العالمية الثانية ردا على قيام عدد من الصحف في كثير من البلدان الأوروبية بنشر رسوم ساخرة تصور النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقالت صحيفة "همشهري" اليومية في ذلك الوقت إن المسابقة صممت لاختبار حدود حرية التعبير، وهو السبب الذي ساقته عدة صحف أوروبية لتبرير نشرها للرسوم الساخرة للنبي محمد. وتابعت الصحيفة "دعت همشهري، بعيدا عن أي نهج لإثارة صراع أو سلوك غير منطقي، فناني العالم إلى استخدام حرية التعبير لإرسال رسوم ساخرة حول تلك القضايا للمشاركة في المسابقة". وأضافت الصحيفة: "هل تسمح حرية التعبير الغربية بالحديث عن قضايا مثل جرائم أمريكا وإسرائيل أو حادث مثل المحرقة أم أن حرية التعبير تلك صالحة فقط لإهانة القيم المقدسة لدى الأديان السماوية؟"