القاهرة: صدرت عن مكتبة مدبولي القاهرية رواية "سيد بغداد" ، للأديب اللبناني محمد طعان. تدور أحداثها خلال الأسابيع الثلاثة الأولى لدخول القوات الأميركية العراق وحياة العراقيين في ظل الوضع الجديد. تنتمي الرواية وفقاً لجريدة "الجريدة" الكويتية إلى الروايات السياسية، تركز على موضوع الاحتلال والنتائج التي ترتبت عليه والأوضاع التي أعيد ترتيبها بعد سقوط نظام صدام حسين. تنعكس هذه الرؤية على أبطال الرواية الذين يتوزعون على مختلف الأطياف الاجتماعية والسياسية العراقية، من شخصيات شيعية وسنية، وأخرى تنتمي إلى حزب البعث والحزب الشيوعي العراقي. تحاول الرواية أن تنتصر لوجهة نظر معينة، عبر تأكيدها كيفية تمكُّن الشيعة من التحكم في العراق بعد رحيل صدام، لكنها لا تغفل التجاوزات التي يرتكبها المحتلون، وإن كانت لا تدعو صراحة إلى مقاومتهم. نشرت في طبعتها الأساسية بالإنكليزية، ثم ترجمت إلى العربية. تميزت لغتها بالبساطة، سيطرت على أحداثها الوقائع التاريخية واستعادة ما جرى في الفتنة الكبرى وواقعة استشهاد الحسين في كربلاء. من الرواية نقرأ : " كان قد شاع منذ انتهاء صلاة العصر خبر اكتشاف مقبرة جماعية في أطراف مدينة كربلاء وهو ما أعلنه المؤذن من علياء مئذنته انتشر صوته في المدينة عبر مكبر الصوت بانفعال أشد من المعتاد ذلك أنه أب هو أيضا لأحد المختفين. أما السيد الذي لم يكن قد غادر بيته فكان يحتفظ في الظاهر برباطة جأشه وبعد أن أنهي ركعته الأخيرة لف سجادة الصلاة وركنها في إحدي زوايا الغرفة ثم تناول العمامة وفيما هو يضعها علي رأسه تلاقت عيناه وعينا كنته آمنة كان القلق يستبد بها فيما تنتظر هي الأخري أخبارا عن زوجها ولكن نظرات حميها كانت تدعوها للبقاء في المنزل وهو ما صدعت به. نزل السيد وحيدا إلي الشارع الرملي لم يكن بحاجة للاستهداء إلي الطريق فعشرات الأشخاص ممن سمعوا نداء المؤذن كانوا يحثون الخطي مهتمين بأن يعرفوا في الأخير مصير عزيز لهم غاب عن أبصارهم منذ سنين ." ومن بين ما تعرضه الرواية قيام جندي أمريكي من الذين ساهموا في الحرب على العراق بالارتداد عن الخدمة العسكرية بعد اكتشافه انه خدع بالحرب وانه لا توجد أسلحة دمار شامل في العراق كما أخبرتهم الإدارة الأمريكية، ويقوم الجندي الأمريكي، حسب الوراية، بالهروب جنوب العراق ويتزوج من فتاة من الاهوار. وأنتقدت الروائية المصرية آمنة زيدان الفائزة بجائزة نجيب محفوظ التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة عام 2008 عن روايتها (نبيذ احمر) سلوك الجندي الأمريكي الذي ارتد عن الخدمة العسكرية بسبب التضليل الذي تمارسه السياسة الأمريكية على الشعب الأمريكي وعلى الجنود الذاهبين إلى الحرب، رغم ان هذا لم يحدث على ارض الواقع. وقال عدد من المثقفين المصريين الذين حضروا الأمسية ان حضور العراقيين جعلنا نغير مفاهيمنا لاننا اخذنا الرواية كمسّلم لما يجري في العراق.