الرياض: وصف الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء فعل النميمة بأنه أمر أشبه بالسحر لما تسببه من تفريق بين الأحبة مشيراً الى أن النمام لسوء حظه يجد لذة في نقل الحديث والإفساد بين المتحابين وتفريق المتصافين فكان من جزائه أن يجعل له العذاب في أولى منازل الآخرة . جاء ذلك في درس ألقاه سماحته بالمسجد الحرام بحضور جمع غفير من المسلمين قال فيه. جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقبرين فقال : إنهما ليعذبان وما يعذبان بكبير أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول ( وفي رواية فكان لا يستنثر من البول ) وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة . ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة.. فقالوا يا رسول الله لم فعلت هذا.. قال: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا . وقال هذا الحديث المخرج في الصحيحين وغيرهما أن الله قد أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على شيء من ما لا يطلع عليه البشر وهو عذاب الموتى في قبورهم . وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فنفرت دابته فأخبرهم عن سبب ذلك وهو تعذيب صاحب القبر، أول منازل الآخرة وفيه مقدمات ما في الآخرة فمن كان من أهل الإيمان والكرامة عند الله جل وعلا فينال الغبطة والسرور وفتح له على نعيم الجنة ووسع له في قبره وأما من كان من الأشقياء فإنه يواجه في قبره مقدمات عذاب الآخرة . وما بعد القبر لأهل النعيم نعيماً وسروراً وما بعد القبر لأهل الشقاء أكثر شقاء وعذابا نسأل الله السلامة والعافية. وأضاف قائلا، بحسب جريدة "المدينة" السعودية: ومعصية الله جل وعلا لا يستهان بها ، فإن الذنب وإن صغر في عين المذنب فهو خطير عظيم والله عز وجل يقول : { وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم } ، وجاء في الحديث الآخر أن الملكين إذا جاءا لصاحب القبر لإخباره وسؤاله عن ربه ودينه وعن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم فمن كان من أهل الإيمان قال : الله ربي وقال عن الإسلام الإسلام ديني وقال عن محمد صلى الله عليه وسلم إنه نبي الله أدى الرسالة وبلغ الأمانة . وأما الضائع المفرّط المعرض عن دين الله فإنه إذا سئل يقول : هاه .. هاه .. لا أدر ي . فأما عن المؤمن فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي ، أفرشوه من فراش الجنة وأفتحوا له عليها فيأتيه من روحها وريحانها ما يحسّ معه بالنعيم والسعادة .