أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، أن الأسبوع المقبل سيشهد أولى خطوات تنفيذ اتفاق التعاون الشامل مع دولة الجنوب، عبر اجتماع اللجان خاصة لجنة الترتيبات الأمنية. وتعهد البشير في كلمة أمام البرلمان امس بالتوصل إلى حل سياسي وسلمي للنزاع بين بلاده وجنوب السودان على منطقة أبيي والترسيم النهائي للحدود بين البلدين، وهما آخر القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا . وقال إن فك الارتباط بين الجنوب والمجموعات المتمردة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، يعزز فرص احلال السلام، وتوقع أن تحقق العلاقة السليمة مع الجنوب انفراجاً، وتؤسس لاستقرار الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية على جانبي الحدود، كما على الجوارين العربي والإفريقي . وأضاف "أن الاتفاق الأخير سيحدث انفراجا فى العلاقات بين البلدين وسيفتح آفاق التعاون لمصلحة شعبي البلدين ، وستبدأ هذا الأسبوع آليات تنفيذ اتفاق التعاون المشترك". ووقع السودان وجنوب السودان خلال سبتمبر الماضي في أديس أبابا حزمة اتفاقات لحل القضايا العالقة بينهما لاتشمل منطقة أبيي الغنية بالنفط والحدود، بعد مفاوضات ماراثونية بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت. وكان من المقرر أن تصوت منطقة أبيي على تقرير مصيرها في يناير من العام الماضي بالتزامن مع استفتاء تقرير مصير الجنوب الذي صوت فيه السكان بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال الا أنه لم يجر التصويت على مصير تلك المنطقة بسبب خلافات حول من يحق لهم التصويت وأكد البشير من جانب آخر عزم حكومته إجراء المزيد من المشاورات مع القوى السياسية لإعداد دستور جديد للبلاد، مشيراً إلى أن نجاح التجربة الدستورية والممارسة الديمقراطية يقتضي توسيع دائرة الأمن وتعزيز التعايش السلمي . كما أشار إلى جهود الحكومة في تعزيز السلام في دارفور عبر اتفاق الدوحة الذي يمهد الطريق امام مؤتمر المانحين المقرر عقده في ديسمبر المقبل بالعاصمة القطرية . من جانبه، أعلن أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان السوداني، أن اتفاقية التعاون الشامل مع دولة الجنوب سيتم ايداعها منضدة المجلس بكل محاورها لإجراء المداولات وإبداء الرأي حولها . ودعا المسئولين في دولة الجنوب إلى ابداء حسن النوايا والعمل لتفادي المهددات الامنية . من جانبها رجحت وزارة الخارجية قبول السودان بمقترح تقسيم منطقة أبيي بين قبيلتي المسيرية والدينكا نجوك باعتباره يؤسس للتعايش السلمي والتواصل الاجتماعي بين دولتي السودان وجنوب السودان. وقال السفير العبيد أحمد مروح الناطق باسم الخارجية السودانية ان القبول بالمقترح جاء ضمن ست مقترحات أخرى دفع بها رئيس الآلية الرفيعة المستوى التابعة للاتحاد الافريقي ثامبو امبكي خلال جولة المفاوضات الأخيرة مشيراً إلى أن المقترح السادس الخاص بتقسيم المنطقة قبلة السودان فيما رضفته دولة الجنوب التي ترى ان خيارها هو الاتجاه لاجراء الاستفتاء حول المنطقة ونوه العبيد إلى أن مقترح الاستفتاء لن يرضى به الجميع وقد يتسبب في بذرة نزاع جديد بين أهل أبيي وقد يمتد للدولتين. وأرجع المروح قبول السودان للمقترح السادس لثلاث اعتبارات تتمثل في ان المقترح يؤسس للرضا والتعايش السلمي فيما يؤسس الأخير إلى نزاع جديد إلى جانب ان موقف الدولتين ظلت متباعدة واتفق على الرجوع لثلاث مرجعيات تمثل في برتكول ابيي وقرار محكمة التقيم الدولية بجانب قانون استفتاء المنطقة فضلاً عن اتفاق الترتيبات الانتقالية الخاصة بأبيي الموقع في العشرين من يونيو عام 2011م وتوقع المروح ان يدفع ثامبو بصيغة مقترح جديد باخذ في الاعتبار وجهات نظر ورؤية الطرفين. من جهة أخري استقبل الرئيس السودانى عمر البشير، مساء أمس، وفد حزب العدالة والبناء "الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين" فى ليبيا برئاسة محمد صفوان الذى يزور الخرطوم حالياً. وتطرق اللقاء - إلى سبل دعم وتطوير العلاقات بين السودان وليبيا وبين المؤتمر الوطنى الحاكم وحزب العدالة والبناء الليبى. وأوضح د. ابراهيم غندور رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالحزب الحاكم بالسودان تصريحات صحفية عقب اللقاء ، إن البشير استمع لشرح من وفد حزب العدالة عن الأوضاع بليبيا بعد الثورة، حيث أكد البشير على أزلية العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين مجدداً دعم السودان لليبيا فى كافة المجالات. وأضاف غندور أن لقاءات وفد حزب العدالة شملت قيادات البرلمان ومشاورات بين الحزبين تركزت حول تنمية العلاقات بين البلدين والحزبين، موضحاً أن العلاقات السودانية الليبية هى علاقات دم وعقيدة وإخاء. من جهته، أكد رئيس حزب العدالة والبناء أن حزبه يود الاستفادة من مقدرات حزب المؤتمر الوطنى فى بناء القيادات والتدريب والتأهيل، موضحاً أن حزبه عرض حاجاته فى هذه المجالات على "المؤتمر الوطنى". ونوه صفوان بالعمق الاستراتيجى العربى والأفريقى الذى يمثله السودان لليبيا، قائلاً "إن السودان ظل سباقاً فى السير على طريق الإصلاح والرجوع للهوية الإسلامية والعربية.