أطلعت وزارة شؤون الأسرى والمحررين وفداً أوروبيا متضامناً من قافلة "الوفاء لفلسطين" على معاناة الأسرى داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي ومعاناة أهالي الأسرى وذلك مساء يوم أمس الإثنين بمقر الوزارة بمدينة غزة. وشارك في إستقبال الوفد التضامني وكيل وزارة الأسرى محمد الكتري وأسرى محررون ضمن صفقة "وفاء الأحرار" وذوي الأسرى ومدراء وموظفي وزارة شؤون الأسرى والمحررين. وفي بداية اللقاء رحب الكتري بالوفد المتضامن مع الشعب الفلسطيني ومع أسراه، موضحاً أن معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال هي جزء من معاناة الشعب الفلسطيني المتواصلة والمستمرة على مدار العقود الماضية. وبين الكترى أن الإحتلال صعد في الآونة الأخير من حجم إعتداءاته على الأسرى داخل السجون، وبالأخص بعد نجاح صفقة تبادل الأسرى والإفراج عن 1027 أسير وأسيرة من سجون الإحتلال، مؤكدا أن الإحتلال مازال يحرم أهالي غزة من زيارة أبناءهم في السجون، ومازال يمعن في سياسة العزل الإنفرادي. مشيراً أن الإحتلال يتنصل من الوعود السابقة بعدم ملاحقة وإعادة إعتقال الأسرى المحررين ضم الصفقة فقد تم إعادة إعتقال خمسة أسرى أفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار" وعلى رأسهم الأسيرة هناء الشلبي التي تخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام لليوم الثاني عشر. وطالب الوفد بضرورة التحرك الجاد في نقل معاناة الأسرى وذويهم إلى المحافل الأوروبية ويمكن البدء بالملفات المهمة مثل قضية العزل الإنفرادي ، والأسرى المرضي والتفتيش العاري، وتبنيها والعمل على فضح ممارسات الإحتلال وتشكيل جبهة ضاغطة لإيقاف هذه الممارسات بحق الأسرى. من جهته أكد الأسير المحرر توفيق أبو نعيم للوفد على أن الأسرى داخل السجون يمثلون معاناة الشعب الفلسطيني الحقيقية، ومعاناة أهل الأسير تبقي متواصلة ومستمرة طوال مدة الأسر، فالأسير وأهله يتجرعوا مرارة البعد والحرمان. ونوه أن قضايا الأسرى كثيرة وجروحاتهم متعددة ولن نمل من ذكر هذه المعاناة لأن الجرح عميق والألم شديد وليس بالإمكان ذكرها كلها مشيرا إلى العديد من رموز الحركة الأسيرة كالأسير عبد الله البرغوثي وحسن سلامة أحمد المغربي وعباس السيد الذين أمضوا في اثنا عشر عاما في العزل الانفرادي. وبدورها تحدث زوجة وأم الأسرى أم فهمي صلاح عن معاناتهم المستمرة في ظل إعتقال زوجها وأبنائها وتدمير منزلهم خلال الحرب، إضافة إلى وجود طفل معاق يحتاج إلى علاج ويمنع من تلقى العلاج من على معبر "إيرز" بسبب والده معتقل. وعبرت الطفلة لين الصفطاوي، إبنة الأسير عماد الدين الصفطاوي الذي يقضي حكماً ثمانية عشر عاماً وقد أمضي منها أحد عشر عاما، هي لم ترى والدها منذ ولادتها ومدى المعاناة التي تعيشها هي وكل أبناء الأسرى المحرومين من زيارة آبائهم داخل السجون. وبدورهما تحدث كلاً من أمين أبو راشد وخالد الترعاني من الوفد الأوروبي عن جدوى تحريك الملفات المتعلقة بأوضاع الأسرى داخل السجون ومدى مخالفة الحكومة الإسرائيلية للقوانين الدولية في التعامل مع الأسرى، والعمل على إثارة القضية في المحافل الأوروبية لتشكيل جهة ضاغطة على الإحتلال، من أجل التخفيف من معاناة الأسرى. وفي ختام الزيارة إطلع الوفد على المعرض المخصص لإبداعات الأسرى أعدته الوزارة، الذي يشتمل على أهم مشغولات الأسرى الفنية والتراثية في سجون الإحتلال.