د. يحيى القزاز لماذا خلق الله العينين فى مقدمة رأس الإنسان وليس فى مؤخرتها؟ أعتقد أن الله خلق العيون فى مقدمة الرءوس حتى ينظر الناس للأمام ولا ينظرون للخلف فى إشارة إلى التخلى عن الماضى من أجل النظر للمستقبل. عندما سمعت بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قام بتكليف رئيس وزراء مصر الأسبق -فى عهد المخلوع مبارك- الدكتور كمال الجنزورى ذى السبعة وسبعين ربيعا رئيسا للوزارة رقم 3 بعد خلع الفاسد الخائن مبارك وعصابته من سدة حكم مصر، أدركت أن رؤية "المجلس العسكرى" تتجه للخلف أى تنحاز للماضى، وليس للمجلس رؤية مستقبلية، ومن يعيش فى الماضى بالرغم من القوة الدافعة له للمستقبل لايستحق أن يتبوأ مكانا محوريا فى إدارة الدولة. وبعيدا عن تحفظاتنا على رجل انتمى لعصر مبارك وتورط فى مشاكل كبيرة، ولم يستطع أن ينتقد نظام مبارك بمجرد خروجه من رئاسة الحكومة بل التزم الصمت، وجاءته الشجاعة بعد خلع النظام، ولم يرفض تكليفه بالوزاره، واعتراضه لأسباب أهمها أنه ليس رجل المرحلة، ولم يساهم فى الثورة ولم يدعمها ولوبكلمة واحدة، بل كان واقفا على الباب بسرواله منتظرا دوره فى رئاسة وزارة ميتة فى مجلس متخلف عقليا لايعرف الصواب من الخطأ يتميز بالتردى والتردد، الجنزورى بدا وكأنه "عبده مشتاق"، ورجل بتصرفاته يسئ إلى نفسه إن كان قد أحسن إليها سابقا، وهو الذى كان رئيس الوزارة الذى تمت فى عهده مشروع توشكى الفاشل، وكان رئيسا للوزارة وقت أن أهدى عاطف عبيد وزيره لقطاع الاعمال محمية جزيرة البياضية بالأقصر للصهيونى حسين سالم صديق الصهيونى مبارك ويحاكم عبيد بسببها الآن وكان من المفترض استدعاء الجنزورى للتحقيق معه، ولم يعترض مسيو الجنزورى على تصرفات عبيد الفاسدة، واليوم يقبل تشكيل الوزارة وهو يعتقد أنه يرد الاعتبار إلى نفسه بعد طرده نظام مبارك، ويظن أن ذاكرة الشعب مثقوبة وينسى بسرعة. شلة الجنرالات المكونة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بطريقة إدارتها واختياراتها تثبت أنها تسبح ضد تيار الشعب الجارف، وتتحدى قوته الدافعه فى اتجاه التغيير، وتعود به إلى غياهب الماضى اللعين فى حجر مبارك وعصابته. الحقيقة المرة لو أن جنود الاحتلال الصهيونى تحكم مصر مافعلت بها أسوأ مما يفعله "مجلس مبارك" حاليا. وتتملكنا الحيرة فى التساؤل هل هذا مجلس القوات المسلحة المصرية أم مجلس القوات المسلحة الصهيونية؟ لا حصانة لأحد ولاخوف من أحد والشهداء يتساقطون وعيونهم تصفى كما تصفى خزانات المياه. عصابة مبارك أسست الدولة المريضة من خلال انتشار المبيدات المسرطة فى الأغذية وإلغاء التأمين الصحى، والمجلس الصهيونى يعطى أوامره بتصفية عيون شباب الثورة فى حاولة لتأسيس الدولة الضريرة؟ الأول أراداها ميتة وهى على قيد الحياة وغير قادرة لا على الانتاج ولا على المقاومة والثانى أرادها ألا ترى، كلاهما أرادها دولة مريضة غير مبصرة، وهذا فعل يعجز الصهاينة عن الإتيان بمثله. وبفحص ما جرى ومايجرى ومانراه من مجلس سيئ السمعة.. أعمى البصر والبصيرة.. جلب العار على أشرف مؤسسة عسكرية تاريخها الوطنى أنصع بياضا من جليد سيبريا، إنه "مجلس العار" المكون من شلة من الجنرالات التى لاتجيد النظر للأمام بقدر ماتجيد النظر للخلف، وبالفحص والتحرى اتضح أن عيونهم فى مؤخراتهم، ويجب استدعاء جراح ماهر لنقل العيون من الخلف للمقدمة، اتمنى من الله نجاح العملية قبل أن يصير الجميع مؤخرة تطلق رياحا فاسدة فتسمم الشعب المصرى الذى أوشك ان يتعافى. يا أيها القراء الأعزاء لاتقلقوا ولاتحزنوا فلا نخاف السجون ولا المعتقلات ونحن فى نهاية العقد السادس وابناؤنا تفقأ أعينهم، ويقتلون ويسحلون فى الشوارع وتلقى جثامينهم فى القاذورات، لاشيئ نخسره ولكن يوجد مانكسبه بنضالنا وتضحياتنا واستشهادنا. مجلس العار زائل، ولابديل عن زواله ورحيله، والحل ليس بتشكيل حكومة جديدة ولكن برحيل مجلس السوء. تحذير احترس الثورة تسير للأمام فالعيون فى مؤخرات الجنرالات.