ايد واحدة إن الصراعات و التعصب الطائفي أو ما أطلق عليه لفترة طويلة "الفتنة الطائفية" كانت من أبرز الظواهر التي أعلنت عن نفسها خلال فترة وجيزة، فلا أتصور أن يكون هناك دين سماوي يرضي بإنقاص حقوق الناس بناءً على ديانتهم، ولا أتصور أن تبنى دولة على التعصب والتفرقة، و لا أن يبرر الإضطهاد بالديموقراطية، و لا أن تبرر الكراهية بالإختلاف . وكان بهذا الصدد العديد من الآراء لكل من رجال الدين فيما يخص الفتنة الطائفية. حيث اوضح د. محمد الراوي عضو مجمع البحوث الإسلامة أن الوطن يحتاج إلي إنقاذ وليس الفرقة حتي تقف مصر علي قدميها من جديد مضيفاً أن مصر علي مدى تاريخها لم تعرف الفتنة الطائفية وقال «الراوي» أن الإسلام لن يزيد بإسلام كاميليا أو غيرها مطالباً الجميع بمراعاة مصلحة الوطن وعدم إشعال الفتن التي يرفضها الإسلام. ويدعو إلي الوحدة الوطنية والمحافظة علي حقوق المسلمين وغير المسلمين مؤكداً أن الحفاظ علي الوطن ليس مسئولية القوات المسلحة والشرطة فقط بل هي واجب ديني ووطني علي كل مصري. وحذر السيد الشريف نقيب الأشراف من إنتشار الشائعات وتحرك الناس خلفها وقال إن الوطن في مرحلة حرجة يحتاج فيها تكاتف الجميع وعدم التفريق بين مسلم وقبط .كما قام الإمام الأكبر احمد الطيب شيخ الازهر بإستقبال رموز الفكر والثقافة فى مصر بدعوة من الأزهر الشريف، وقد إتفق الجميع فى اللقاء المطول الذي حضره العديد من رموز الفكر والثقافة والفن والإخراج، حول القيم الكبرى المشتركة الضرورية لإعادة بناء الوطن ونهضته وثقافته وتشكيله، وكلها قيم تؤكد عليها الأديان السماوية، والحضارات الإنسانية الكبرى البناءة، كما تم مناقشة أفكار تتجه نحو الحث عن وسائل تغيير العقل المصري، وتحويله من وعي تخلف إلى وعى تقدم ونشر ثقافة الحوار والتسامح والعقلانية ونبذ الأفكار الورادة من الخارج، والتى تجهل هوية المجتمع المصري، وتاريخه ومكوناته الرسخة فيه عبر التاريخ. وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية أحمد كمال أبو المجد عقب اللقاء، إن الأزهر يمثل الوسطية الإسلامية والحصن العلمي فى عصر السماوات المفتوحة، ونحن أمة فى خطر، مشيراً إلى أن كل من ساهم فى تهميش دور الأزهر فى السنوات الأخيرة آثم، وأن المطلوب إستعادة هذا الدور وتجديد الخطاب الدينى والمناهج، محذراً من أنه إذا إستمر غياب الأزهر علت نغمة التطرف. من جانبها قالت المفكرة القبطية ليلى تكلا، التى وصفت شيخ الأزهر بالرجل العظيم وصاحب العيون الثلاثة، عين علمية وأخرى عملية وأخرى عالمية، إن مصر تمر بمرحلة إنتقالية خطيرة تحدد مستقبلها ونظامها القادام ولدينا أمل أن المسيرة ستكون صعوداً ولكنها ستحتاج لمجهود كبير، مشيرة إلى أن الإجتماع نوقش فيه كيفية تحقيق هذه الآمال والأمانى وإحترام التعددي فى هذا البلد، مطالبة الأزهر أن يسترد مكانته من أجل أن يقوم بواجبه الوطنى وليس الدينى فقط، مشيدة بجهود الأزهر والكنيسة فى إحتواء الأزمات الطائفية، من خلال مبادرة بيت العائلة التى يشرف عليها أحمد الطيب بشكل مباشر. كذلك أكد د. محمود خلف الخبير الإستراتيجي، أن الأحداث الأخيرة تكشف محاولات أصابع خفية لشد إنتباه الجيش لتفريغه من مهامه الأساسية المطلوبة منه خلال فترة بناء الدولة المصرية الحديثة، فضلاً عن قصد الوقيعة بين القوات المسلحة والشعب، نظراً لإحتمالية الصدام بين الأطراف المختلفة، فبالتالي فكر وأداء وتدريب الجيش لايتناسب مع طبيعة التعامل مع الشارع، فالأمر خطير، لكن هناك معول مهم على المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو أن يتعامل بأكبر قدر من الحكمة والحذر مع تلك الأحداث، حتى لا تقع الفاجعة فضلاً عن أعمال التخريب، ولكن القوات المسلحة تتمتع بقدر كبير من ضبط النفس والإلتزام، موضحاً أنه لا يوجد ما يسمى بالتيار السلفي فهذه الأعمال مرجعيتها تيار بلطجي وفوضوي ويريد تدمير الشعب بأكمله، ومن الضروري إدراك أن ذلك التيار يقمعه فقط الالتزام بالتماسك الوطني، ونبذ افكار التفكك الديني والتعصب . ولذلك ندعو القوى السياسية والشعب المصرى للوقوف جميعا ضد التحديات الهائلة المفروضة على مصرنا الحبيبة، والترابط والتماسك حتى لا يصل المغرضون إلى غرضهم وهو الوقيعة بين أبناء الشعب المصرى مسلمين ومسحيين، وزرع الفرقة التى يسعى البعض لزرعها بينهم، والإلتفاف حول وحدتهم ومصالحهم العليا التى لن تتأتى إلا من خلال الوقوف صفاً واحداً ضد الفتنة الطائفية، رافعين شعار" مسلم ومسيحى أيد واحدة ". وفي النهاية يجب ان لا ننسى ولا ان نتناسي ان مصر ستظل مصدر فخر لكل مصري سواء مسلم أو مسيحي.