دعت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا يوم الثلاثاء 25 يناير/كانون الثاني الى إجراء تحقيق دولي مستقل في جرائم قتل الناس بهدف بيع أعضائهم في إقليم كوسوفو الذي أعلن استقلاله عن صربيا في عام 2008. وجاء ذلك في قرار الجمعية بشأن التقرير حول تجارة الأعضاء البشرية غير الشرعية في الإقليم الذي أعده ديك مارتي النائب السويسري في الجمعية، وهو أيضا رئيس لجنة التحقيق في هذا الموضوع، التي شكلتها الجمعية منذ سنتين. وأشار مارتي في تقريره الى ان المقاتلين الألبان كانوا خلال الحرب في كوسوفو ينقلون بعض الأسرى الصرب الى ألبانيا المجاورة حيث يتم قتلهم بهدف بيع أعضائهم في السوق السوداء. كما يشير التقرير الى تورط قادة "جيش تحرير كوسوفو" وزعيمه هاشم تاتشي وهو يشغل حاليا منصب رئيس الوزارء في الإقليم، في خطف العديد من المدنيين الصرب وقتلهم للغرض نفسه. وذكر ديك مارتي أن هناك دلائل تشير الى ان بعض الاسرى وبينهم صرب وألبان نُقلوا خلال الحرب الى ألبانيا، حيث تم وضعهم في معتقلات سرية وتعرضوا هناك الى "معاملة غير إنسانية ووحشية" واختفى العديد منهم بعد ذلك ولم يعرف مصيرهم حتى الآن. كما جاء في التقرير أن ارتكاب الجرائم استمر في كوسوفو حتى بعد إنتهاء الحرب وحتى بعد أن تمكنت القوات الدولية من فرض سيطرتها الشاملة على الإقليم. الا انها فضلت التغاضي عن هذه الجرائم ولم تجر تحقيقا دقيقا في القضية. هذا وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية يوم الاثنين أن برقيات عسكرية مسربة لحلف شمال الأطلسي، أفادت بأن قوات حفظ السلام التابعة للحلف في الإقليم كانت ، رغم دعمها لحكومة كوسوفو، تعتبر رئيس وزرائها هاشم تاتشي من كبار الضالعين في الجريمة المنظمة. وذكرت الصحيفة أن الوثائق الصادرة عن القوات التابعة للناتو اظهرت بإن هناك صلات تربط جافيد هاليتي السياسي البارز في الحزب الحاكم في كوسوفو والحليف المقرب من تاتشي بالمافيا الألبانية. ولم تذكر "الغارديان" كيف تسربت البرقيات العسكرية السرية ولم يتطرق تقريرها إلى تفاصيل الاتهامات الموجهة لتاتشي التي وردت في البرقيات.