منصة القمة الإقتصادية والتنموية والإجتماعية إفتتح الرئيس محمد حسني مبارك القمة الإقتصادية والتنموية والإجتماعية، صباح اليوم، بحضور ملوك ورؤساء الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية، وممثلين عن الأممالمتحدة والبنك الدولي والمنتديات العربية للمجتمع المدني ورجال الأعمال والشباب. ودعا الرئيس مبارك خلال كلمته عقب تسلمه رئاسة القمة من أمير دولة الكويت إلى أن تكن رسالتنا لشعوبنا العربية من شرم الشيخ رمز السلام والتنمية وأن السلام آت لا محالة مهما كانت مراوغات الاحتلال وأن التنمية العربية الشاملة آتية لا محالة مهما كانت الصعاب والتحديات، مطالبا ان تكون رسالتنا لكل أخ عربي وأخت عربية أننا سنبني المستقبل الأفضل بالمزيد من التعاون فيما بيننا والمزيد من العمل العربي المشترك من أجل دولنا وشعوبنا. وقال أننا نمضي في ذلك واثقين فيما يمتلكه أكثر من ثلاثمائة مليون عربي من طاقات وإمكانات موارد وما نمتلكه جميعا شعوبا وقادة وزعماء من الإرادة والعزم والتصميم. وقد رحب الرئيس مبارك في بداية كلمته بحضور القمة، قائلا: أرحب بكم في مقر بلدكم الثاني هنا في شرم الشيخ رمز السلام والتنمية، أرحب بكم إخوة واشقاء في هذا الموقع العزيز من أرض سيناء معبر الرسل والأنبياء وجسر الوطن العربي بين دول المشرق والمغرب وجناحيه الأفريقي والآسيوي. وتابع: لقد التقت رؤانا على الأهمية البالغة للعمل العربي الاقتصادي المشترك دعما لجهودنا من أجل التنمية الإقتصادية والإجتماعية والبشرية لشعوبنا. وقال لقد أدركنا أن أولوية التعاون الإقتصادية والتنمية لم تعد غايتها تحقيق التقدم لشعوبنا فحسب وإنما أصبحت قضية مستقبل وبقاء ومصير ومتطلبا أساسيا من متطلبات الأمن القومي العربي، وذلك بالرغم من استمرار معاناة الشعب الفلسطيني وتعثر جهود السلام العادل والشامل وما يحدق بالعالم العربي من أزمات وأطماع ومحاولات للتدخل. وقال إنه انطلاقا من ذلك فقد تقدمت مصر ودولة الكويت الشقيقة بمبادرة عام 2007 لعقد قمم دورية عربية تخصص لمناقشة القضايا الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ولتفعيل العمل العربي المشترك الداعم لتحقيق معدلات مرتفعة للنمو الاقتصادي ولدفع جهود التنمية العربية الشاملة إلى الأمام . وذكر أن قمتنا الأولى جاءت على أرض الكويت الشقيقة في توقيت عصيب بعد العدوان الإسرائيلي على (غزة) بما ألحقه من أضرار بأهاليها وما أحدثه من شرخ في العلاقات العربية العربية، لكن حكمة القادة العرب وحكمة أخي سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس القمة أسهمت في نجاح أعمالها فاعتمدنا عددا من القرارات الهامة تدعيما للعمل العربي الاقتصادي المشترك خاصة في مجال تحديث البنية الأساسية من طرق وكهرباء واتصالات كما توج أخي سمو أمير الكويت هذا النجاح بمبادرته الهامة بإنشاء صندوق عربي بقيمة 2 مليار دولار يخصص لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة في عالمنا العربي. وقال: إننا نلتقي اليوم كي نبني على ما حققناه منذ انعقاد قمتنا الاقتصادية في الكويت مدركين أننا وضعنا إقدامنا على الطريق الصحيح ومؤكدين العزم على تدعيم العمل العربي المشترك في مجالاته الاقتصادية والتنموية والاجتماعية باعتباره جزءا أصيلا من الحوار الدائر حاليا الذي يقوده أخي القائد معمر القذافي رئيس الدورة الحالية للقمة العربية العادية وباعتباره السبيل الأمثل لتدعيم عملنا المشترك بمفهومه الشامل والأعم تحقيقا لتطلعات شعوبنا للمستقبل الأفضل ودفاعا عن مصالحنا وقضايانا في عالم نواجه أزماته وتحدياته ولا يعترف إلا بالأقوياء. وذكر بالقول: لقد انعقدت قمتنا بالكويت وقد خرج العالم بالكاد من ازمة غذاء حادة وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية الأساسية ووسط بوادر أزمة مالية واقتصادية طاحنة سرعان ما تفاقمت ودخلت بالاقتصاد الدولي مرحلة ركود هو الأكثر خطرًا منذ بدايات القرن الماضي لا تزال تداعياته تتوالى على اتساع العالم بدوله المتقدمة والنامية على السواء. ولفت إلى أنه كان لأزمات النظام الدولي الراهن منذ قمة الكويت الأثر الأكبر في تأكيد رؤيتنا نحن العرب للأزمات الاقتصادية العالمية وتداعياتها العابرة للحدود أكدت لنا من جديد أننا لسنا بمعزل عن العالم بمشاكله وتحدياته وأزماته وأن جهودنا من أجل الإصلاح والتحديث والتنمية في بلادنا لابد أن تعي أوضاع ومعطيات مجتمعاتنا والعالم من حولنا كي نمضي في القرن الحادي والعشرين بمجتمعات عربية منفتحة على تقنيات العصر وعلومه وقيمه ومبادئه تعلي قيم الحرية والعدل وتحترم إرادة الشعوب وحقها في الحياة الكريمة. وتابع: إننا نلتقي اليوم قادة وزعماء ولدينا خبرات عامين قاسيين على دولنا وشعوبنا دفعنا خلالهما ثمنا باهظا لأزمة مالية واقتصادية لم نكن المتسببين عنها. وقال انه انطلاقا من ذلك فإنني أدعو هذه القمة إلى بلورة رؤية عربية مشتركة لسبل التعامل مع الأزمات العالمية المماثلة وسبل التوقي منها والتخفيف من تداعياتها. وأشار إلى انه تعددت الاتفاقات واطر العمل العربي المشترك في مجالات الاقتصاد والتجارة والتنمية وتشتد حاجتنا لتفعيلها بما يرقى لتطلعات شعوبنا، وانه تحقيقا لذلك فإنني أدعو الإخوة والزعماء العرب لتكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بإعداد حصر لكافة هذه الأطر والاتفاقات وتقييم لمدى نجاحها مع طرح مقترحات تفعيلها. وقال: إنه فضلا عن ذلك فقد دعت قرارات قمة الكويت الحكومات العربية لتذليل العقبات أمام تنفيذ مشروعات البنية الأساسية الإقليمية ولتحقيق المواءمة التشريعية اللازمة لفتح الطريق أمام القطاع الخاص العربي والمؤسسات والصناديق العربية للمشاركة في إقامة هذه المشروعات. وأضاف: إن مشروعات البني التحتية على المستوى العربي من شبكات الطرق والكهرباء والاتصالات هي متطلب رئيسي لتعزيز التعاون فيما بيننا وللتنمية الشاملة في بلداننا ولا سبيل أمامنا سوى تشجيع القطاع الخاص ومنحه دورا رئيسيا في تنفيذ هذه المشروعات في إطار شراكة فاعلة لا غنى عنها مع الدول والحكومات تغطي كافة مجالات التنمية تصل بها لآفاق أرحب وتعطي جهودها زخما جديدا واستثمارات جديدة. وتابع: لقد حققنا في مصر هذه المواءمة التشريعية لنفتح الطريق لمشاركة القطاع الخاص مع الدولة في تنفيذ مشروعات البنية الأساسية، مؤكدا انه على ثقة كاملة من أن القطاع الخاص العربي على استعداد لتحمل مسؤوليته والإسهام في تنفيذ المشروعات الإقليمية التي أقرتها قمة الكويت وتلك التي نتطلع للتوافق بشأنها في قمتنا اليوم، قائلا انه على يقين من ان الصناديق ومؤسسات التمويل العربية سترحب بالمساهمة الفعالة في تمويل هذه المشروعات. وقال الرئيس مبارك انه لتحقيق هذا الاحتياج الهام فانه يطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية دعوة ممثلي هذه المؤسسات والصناديق لاجتماع حول الأسلوب الأمثل لتحقيق هذه المساهمة ولإرساء وتفعيل هذه الشراكة الضرورية كي نرقى على أرض الواقع لمستوى طموحنا للمستقبل. ونوه مبارك إلى أن الشباب العربي هم أغلى ما نمتلكه من ثروات وموارد حيث يمثلون أكثر من 25% من سكان العالم العربي، وأنه بفكرهم وسواعدهم سنصنع مستقبل امتنا ونضع علاماته ونبني قواعده. وأكد أنه ستظل قضية التشغيل وإتاحة فرص العمل واحدة من أهم ما نواجهه من تحديات وما نتطلع لتحقيقه من أهداف وأولويات كما ستبقى هذه القضية جزءًا لا يتجزأ من جهودنا لتطوير التعليم والبحث العلمي على طريق النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية الشاملة وهدفا رئيسيا لسعينا لتعزيز الاستثمارات فيما بيننا وللمشروعات المطروحة أمام قمتنا اليوم. وقال مبارك: إننا في عالمنا العربي نقبل على المستقبل بآمال كبار وأمامنا العديد من القضايا الهامة على محاور عديدة، ولدينا أولويات تحقيق المن الغذائي ومواجهة تداعيات تغير المناخ، معربًا عن التطلع لتعزيز التعاون لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة التقليدية ومصادرها الجديدة والمتجددة بما في ذلك الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. وأضاف: أمامنا استكمال البنية الأساسية الإقليمية ومشروعات الربط البري والكهربائي وخط الغاز العربي، وشبكات المعلومات والاتصالات. وقال نسعى للمزيد من تعزيز الاستثمارات والتجارة البينية ولتفعيل منطقة التجارة الحرة العربية معربا عن تطلعه للارتقاء بها إلى اتحاد جمركي عربي منتصف العقد الحالي وان نصل معا في نهايته إلى السوق العربية المشتركة. وأوضح أن هذه القضايا والأولويات والتطلعات هي جزء من الحلم العربي الكبير وهي حاضرة بقوة على جدول أعمال هذه القمة وستكون في قلب مداولاتها ونتائجها والإعلان الصادر عنها. حضر بالقمة كل من الرئيس العراقي جلال طالباني وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ومحمد الجويج أمين اللجنة الشعبية العامة للتجارة والصناعة، والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس السوداني عمر حسن البشير، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح ورئيس جمهورية جزر القمر احمد عبد الله محمد سامبي وإسماعيل عمر جيله رئيس جمهورية جيبوتي، وشيخ شريف شيخ احمد رئيس جمهورية الصومال، ومحمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربي المتحدة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ورئيس الوزراء السوري ناجي عطري، وولي عهد البحرين القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، ورئيس وزراء الأردن سمير الرافعي ورئيس الوزراء الموريتاني الوزير الأول مولاي محمد الأغظف وأسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد ممثل جلالة سلطان عمان، حيث يرأس وفد السلطنة، ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية التونسي كمال مرجان ومحمد الصفدي وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني. هذا وتجدر الإشارة إلى أن كلمة الرئيس مبارك خلت من الإشارة للعديد من الأحداث الراهنة في تونس أو السودان أو لبنان.