تبدأ اليوم أولى الاجتماعات التحضيرية على مستوى كبار المسؤولين للقمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الثانية بشرم الشيخ تهدف القمة إلى دعم علاقات التعاون الاقتصادي بين الدول العربية، وصياغة رؤى وآليات عمل لدعم الجهود التنموية للدول العربية. ويتضمن الاجتماع المشترك للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية وكبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي. ومن المقرر أن يتم عقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة على المستوى الوزاري صباحً غد الاثنين، على أن يت عقد اجتماعاً تحضيرياً يضم وزراء الخارجية العرب مساء اليوم. وعلى هامش القمة سيتم غدا الثلاثاء عقد أربعة منتديات، وهي منتدى الاتحادات العربية للغرف التجارية، ومنتدى المبادرة العربية لرجال الأعمال، منتدى منظمات المجتمع المدني، منتدى الشباب. ويعقب ذلك توقيع مذكرة التفاهم بن جامعة الدول العربية والبنك الدولي وإطلاق موقع المعلومات لمبادرة العالم العربي. ومن المقرر أن تعقد القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية (الدورة الثانية).يوم الأربعاء القادم بحضور عدد من القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب . وتبدأ أعمال القمة بجلسة افتتاحية تشهد كلمات للرئيس مبارك والشيخ صباح الأحمد أمير الكويت بصفته رئيسا للقمة السابقة، والأمين العام للجامعة العربية. ومن المنتظر أن تشهد الجلسة الافتتاحية كلمات لبعض الضيوف الحاضرين وعلى رأسهم السكرتير العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، وكلمة للسكرتير العام للأمم المتحدة تلقيها نيابة عنه نائب الأمين العام هيلين كلارك مدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي . وقالت مصادر أن جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى سيعقد مساء الاثنين المقبل والمخصص للتحضير للقمة العربية الاقتصادية سيدرج عليه عددا من البنود المتعلقة بالأوضاع السياسية التى طرأت على الوضع العربى، منها تأزم الوضع الداخلى فى لبنان بعد انسحاب 11 وزيرا من حكومة سعد الحريرى، واستفتاء حق تقرير مصير جنوب السودان،مع النظر بواقعية لاحداث تونس الاخيرة، بالإضافة لاقتراح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية رفض التدخل الخارجى فى قضايا مسيحيى الشرق الأوسط. ويستعرض عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية من خلال تقرير شامل أمام القمة ما تمَّ تنفيذه من قرارات قمة الكويت الماضية، والتي لم تنفذ منها بعد، وينتظر أن تشهد القمة أيضا عرض تقرير شامل للدكتور محمود محيي الدين المدير العام للبنك الدولي، يتضمن مبادرة البنك لدعم وتمويل مشروعات التنمية بالدول العربية. ومن بين كبار الشخصيات المدعوة للقمة أيضا جان بنج رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، و هيلين كلارك المدير الإقليمي لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، علاوة على رؤساء أو ممثلين عن مختلف منظمات الأممالمتحدة. وسوف تشهد القمة مناقشة العديد من التقارير المهمة يتصدرها تلك التي تتعلق بما صدر عن قمة شرم الشيخ، والقرارات التي لم تنفذ بعد، في اطار متابعتها للقمة الماضية، وهو الملف الذي يتصدر أعمالها وله الأولوية القصوي باتفاق الدول العربية، خاصة مصر والكويت والأمانه العامة للجامعه عبر آلية التنسيق الثلاثية لها ومن المقرر أن تتابع القمة مدى التقدم فى تنفيذ مقررات القمة الاقتصادية الأولى التى عقدت فى الكويت فى يناير 2009 ، إضافة إلى بلورة أى برامج وآليات جديدة قد تحتاجها عملية تفعيل الاستراتيجيات التنموية الشاملة والمتفق عليها. وكانت القمة العربية الدورية التى عقدت فى الرياض فى شهر مارس عام 2007 أصدرت قرارا دعا إلى عقد قمة عربية تخصص للشؤون الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ، وبلورة برامج وآليات عملية تعزيز وتفعيل الاستراتيجيات التنموية الشاملة وذلك بناء على المبادرة التى قدمت من الكويت ومصر بشأن تعزيز العمل العربى المشترك فى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية . وقد أشارت هذه المبادرة إلى ستة تحديات تواجهها الأمة العربية، ومنها تفاقم معدلات الفقر والبطالة وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطن العربى وتواضع حجم التجارة العربية البينية وكذلك حجم الاستثمارات المحلية، وهناك تحديات أخرى واجهت الدول العربية تمثلت فى هجرة رؤوس الأموال والعقول والكفاءات العربية إلى الخارج ، وضعف البنية التحتية فى الكثير من البلدان العربية وعدم مواكبة مخرجات العملية التعليمية لاحتياجات التنمية ومتطلبات المنافسة العالمية. وقد عقدت الدورة الأولى للقمة الاقتصادية فى الكويت خلال الفترة من 19 إلى 20 يناير 2009، وعلى الرغم من أن العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة فرض على القمة أوضاعا سياسية ، إلا أن قرارات القمة الأولى عكست الحرص على الارتقاء بمستوى معيشة المواطن العربى ، وشكلت حجر الزاوية لدعم الاقتصاديات العربية وكان من أبرزها إقرار البرنامج الطارئ للأمن الغذائى العربى، وتضمنت قرارات القمة تكليف حكومات الدول العربية المستفيدة من مكونات البرنامج بمنح مزايا تفضيلية خاصة للاستثمار فى المجالات المحددة بالبرنامج، والطلب من المؤسسات والصناديق الإنمائية العربية والإقليمية والدولية المساهمة فى توفير المتطلبات المالية اللازمة فى تنفيذ البرنامج ، كما أقرت القمة البدء باتخاذ الخطوات اللازمة لإقامة الاتحاد الجمركى العربى اعتبارا من عام 2010، وتنفيذ البرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة فى الدول العربية وتنفيذ البرنامج العربى للحد من الفقر. وقررت القمة التى عقدت بالكويت برئاسة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تنفيذ البرنامج العربى لتنفيذ الأهداف التنموية خلال الفترة من عام 2009 إلى عام 2015 ، إضافة إلى تنفيذ خطة تطوير التعليم خلال الفترة من عام 2009 إلى عام 2019 وتحسين مستوى خدمات الرعاية الصحية الأولية ودعت القمة الدول العربية إلى إن تقوم باتخاذ الخطوات اللازمة لوضع مشروعات الربط الكهربائى موضع التنفيذ دون عوائق، إضافة إلى إطلاق مشروع مخطط الربط البرى العربى للسكك الحديدية. وخلال هذه القمة أعلن أمير الكويت عن تبرع بلاده بمبلغ 500 مليون دولار كمساهمة فى مبادرة أطلقها لتوفير الموارد المالية اللازمة لتمويل ودعم المشاريع التنموية العربية الصغيرة والمتوسطة من خلال صندوق ينشأ لهذا الغرض برأسمال قدره مليارى دولار، ومن المقرر إن تركز إعمال الدورة الثانية للقمة التى ستعقد فى شرم الشيخ على عدة محاور أساسية، منها متابعة وتقييم ما تم انجازه لتنفيذ مقررات الدورة الأولى للقمة بالكويت ، ومناقشة التطورات فى مشروع الربط الكهربائى الذى يشمل ثمانى دول عربية وخط الغاز العربى الذى يربط بين ست دول عربية حتى الآن.