ورشهة لتقييم العملية الانتخابية تحت رعاية المركز الإقليمي للأبحاث و الإستشارات البرلمانية عقدت كلية الاقتصاد و العلوم السياسية جامعة القاهرة صباح اليوم ورشة عمل تحت عنوان " تقييم العملية الإنتخابية في مصر .. مدخل ثقافة الناخبين " حيث قام المركز بعرض نتائج دراسات ميدانية أجراها بعنوان " كيف يشارك المصريين في الانتخابات " و تم مناقشة خمسة أوراق بحثية أعدها نخبة من الخبراء في المجال السياسي و البرلماني والإعلامي لرصد و تحليل دور كل من مراكز البحوث و مؤسسات التعليم و الإعلام ومراكز الشباب و البرلمان في تثقيف الناخبين . و أشار د. كمال المنوفي - أستاذ للعلوم السياسية بكلية الاقتصاد و العلوم السياسية جامعة القاهرة -إلى أهمية غرس ثقافة الانتخاب في عقول المصريين من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومنظمات المجتمع المدني و مراكز الشباب و يرى المنوفي أن قضية تثقيف الناخبين من ضمن القضايا الملحة على الساحة السياسية في مصر خلال الآونة الأخيرة لذا فأن ثقافة الناخبين تتكون من ثلاث مكونات رئيسية و هم المكون المعرفي الذي يشكل معرفة الناخب المبسطة و الصحيحة عن المرشح و إدراك مزايا و عيوب النظام الانتخابي المصري ، و المكون السلوكي والذي يقيس مدى مهارة الناخب في قراءة البرنامج الانتخابي و تكوين أراء و اتجاهات و أفكار لمعرفه مدى ملائمة البرنامج الانتخابي للصالح العام أم لا ، و المكون الثالث هو مكون القيم و الفضائل الذي يشتمل على الصدق و الإفصاح و الشفافية و الصراحة التي يتسم بها الناخب في اختياره لمرشحه . و توصل ياسر كاسب - خبير برلماني و رئيس المركز الإقليمي للأبحاث و الاستشارات - في ورقته البحثية " كيف يشارك المصريين في الانتخابات "و التي أجراها على محافظات إقليمالقاهرة الكبرى على عينة قدرها 2428 إلى أن قنوات التليفزيون المصري أحتلت أعلى نسبة متابعة خلال فترة الانتخابات البرلمانية الأخيرة كما أن 1% فقط من عينة البحث كانت من ضمن المشاركين للأحزاب المعارضة ، بالإضافة إلى ذلك فان 3.85 من عينة البحث لن تثق في نزاهة الإنتخابات على الإطلاق ، و 41.9 % يثقون بدرجة ضعيفة ، و 4.2 % فقط تثق في نزاهة الإنتخابات بدرجة كبيرة و ذكر د.محمد سالمان - كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة - في ورقته البحثية " برامج تثقيف الناخبين : رصد و تحليل " إلى تواجد إشكاليات مضادة للانتخابات الحقيقية و الناجحة و هي حرمان الجماهير من حرية التصويت ، إحتكار السلطة و إلغاء الحريات العامة و الخاصة و أخيرا مصادره عنصر المواطنة و حب الوطن وهي بالفعل بناءات هشة تتمحور بمجملها حول ثقافة العبودية على المستويين النظري كمفهوم و المستوى التطبيقي كسلوك و أخلاقية اجتماعية و سياسة سالبة الإتجاه . و أضاف سالمان إلى أن ثقافة الإنتخابات الحرة ترتكز على جمله من الأسس مثل وعى الناخب و مدى تمييزه للمرشحين و تحديده للأفضل و الأكفأ ليعطيه صوته الثمين . وعندما يتقارب الناخبون في مستوى الوعي الإنتخابي فإنهم يقينا سيكرسون ثقافة الوحدة الوطنية و إعلاء الوطن الأم و جعله ولاء أسمى على سائر ما عداه من الولاءت التحتية أو الفرعية الأخرى و يتجنبون التعصب بمختلف أنواعه و سيكون الوطن مصلحته العليا الأساس المتين لثقافتهم الوطنية.