بدأت إنتخابات البرلمان في مصر ولا شك أن الإنتخابات تشكل أهم حدث سياسي في أي ودولة تمارس الديمقراطية وبالفعل تقدم المرشحين وتزاحم الناخبين علي الصناديق من اجل الإدلاء بأصواتهم وأقيمت لجان الانتخابات وتقدم المراقبون واشرف القضاء علي اللجان وفي وسط هذه الأجواء ظهر من يزعم أن العملية الانتخابية تمر بنزاهة وهناك شفافية ومصداقية أثناء قيامها والدليل علي ذلك أن الساحة كانت مفتوحة أمام الجميع للترشيح وكانت الفرصة متاحة لبقية الأحزاب للترشيح أمام الحزب الحاكم نفسه وظهر من يرد عليهم بان العملية الانتخابية قائمة علي التزوير والغش وتسويد البطاقات وبالفعل مورست أعمال العنف والبلطجة في كثير من الدوائر بين المرشحين وانقسمت الآراء وتعددت وكان لزاما علينا استطلاع آراء المحللين السياسيين وآراء الناس في شوارع مصرأكد عصام شيحه عضو الهيئة العليا بحزب الوفد أن الإنتخابات في مصر لم تعرف النزاهة منذ عام 1924 حتى يومنا هذاوبالنسبة لنتيجة الإنتخابات من الواضح أنه لم يكن لدي النظام نية أن تكون حرة ونزيهة بل جاءت مخيبة للآمال وتعرضت لجريمة نصب طبقا لما هو منصوص عليه في قانون العقوبات المصرية وتم إيهام الناس بان الإنتخابات في مصر بوجه عام بها تكافؤ الفرص بين الحزب الحاكم والمعارضة ولكن ما حدث خلاف الواقع تماما حيث أستخدم الحزب الحاكم مساوئ نظام الإنتخابات عن طريق البلطجة وشراء الأصوات والتزوير والعنف الخ وأوضح أن الدولة قامت بتوجيه مؤسساتها مع الحزب الحاكم وأصبحت الفرصة أمامه يستغل بحرية تامة في سبيل أن يخدم مصالحة الخاصة بدون أدني إعتبار بمصالح الشعب الخاصة إضافة إلي عدم وجود مساواة مع باقي الأحزاب والقوي السياسية الأخرى حتى تكون هناك نزاهة ويتمكن المواطن من اختيار مرشحة بحريه دون ادني ضغوط من أي جهة مؤثرةوأكد أنه نتيجة ما يحدث أنه ليس هناك ثقة متبادلة بين الحزب الحاكم والشعب المصري ومن الطبيعي أن لا يكون هناك مشاركة من قبل الشعب مقترحا أنه يجب أن تكون هناك حكومة عادلة تقوم بالإشراف علي الإنتخابات من البداية وحتى النهاية في جو يسوده المساواة بين كافة الأحزاب لان هذا هو الأقتراح الوحيد التي يضمن تفاعل السياسي والقضاء علي الشك وعدم الثقة من نظام الحكومة الذي ينقصه النزاهة والمصداقية. د محمد بارع أستاذ بجمعية المساعدة القانونية ومن المراقبين علي الإنتخاباتأستهل حديثه أن الأمور قد حسمت في الجولة الأولي من الإنتخابات وحسمت لصالح الحزب الحاكم وان الأغلبية لم يكن لها دور بمعناه الحقيقي وليس الشكلي وان الحزب اختطف السلطةوأوضح الحزب الحاكم يستولي علي جميع المؤسسات والمصالح الحكومية ويقوم بعدة طرق لاستخدام جميع الوسائل الممكنة للسيطرة علي الإشراف المحلي علي عملية الانتخابات وبالتالي يقوم بتزوير النتائج علاوة علي استخدام الأساليب المرفوضة التي تخالف الديمقراطية من اجل التدخل في العملية الانتخابيةوأوضح بالنسبة لمشاركة المعارضة أمام الحزب الوطني أن هذه الأحزاب لم تستطع أحداث أي تأثير أو حتى زيادة نسبة تمثيلها المتواضعة أمام الوطني علي الرغم أن هناك تعددية للأحزاب لكنهم لا يعملون بلا جدوىوأكد أنه إذا استمر الحال علي ما هو عليه فأن الإطار السياسي والقانوني للانتخابات البرلمانية سوف لا ينجح في تقديم ابسط المعايير لكي تضمن سلامة ونزاهة الانتخابات وشفافيتها ولا شك أنه إذا توافر المناخ الذي يوفر الثقة التي تمكن المواطن من إختيار مرشحه وأيضا إختيار الحزب الذي يرغب في الإنتماء إليه سيكون هذا المناخ السليم للممارسة العملية الإنتخابية بكل ديمقراطيةويري أحمد سميح مدير مركز الأندلس لدراسات التسامح أنه لم تحدث إنتخابات في مصر ما يحدث لا يمكن أن يطلق عليه إنتخابات برلمان بل نستطيع القول أنه حدثت عمليات تزوير برلمانية والشواهد التي تدل علي ذلك كثيرة إلغاء الإشراف القضائي علي لجان الإنتخابات وشراء الأصوات والتزوير والبلطجة يتنافي مع مبادئ ومعايير حقوق الإنسان ويتنبأ بأن مستقبل مصر سوف يكون أكثر ظلام مما هو عليه الآن وطالب بأنه لابد أن يكون للمواطن حق من المشاركة البرلمانية بشكل ديمقراطي وليس موجه كما أنه لابد أن يبرز هذه المواقف على عملية إتخاذ القرار السياسي ويكون علي درجة كبيرة من الوعي السياسي وتكون هناك مشاركة مجتمعية تضمن الحريات العامة وحقوق الإنسان كاملة سحر سلامة طالبةتقول "أنا جئت إلي صناديق الإنتخاب حتى أقوم بإنتخاب المرشحة التابعة لدائرتي وليس هذا تحيز ولكن أري أن خوض المرأة البرلمان ومشاركتها سياسيا سوف يعود بالنفع علينا"عماد محمد عامل تابع دائرة الزيتونيقول "والله أحنا اللي جينا هنا عشان ننتخب الفلوس هنأخذها من المرشحين واللي بنستناها كل دوره لأننا كلنا بنعتبر فترة الانتخابات موسم بسترزق منه " خليفة محمود 45 سنة يقول "أغلب الناس المرشحين عندنا تابعين للحزب الوطني وأنا تبع دائرة الجيزة وأنا قررت مش هاروح أنتخب وأضاف كلهم نصابين وحرامية أروح أعمل أيه " أشرف جرجس سائق يقول "بصراحة أنا عارف كل ده مفيش منه فايدة راجعه علي الغلابة وأستكمل أن أبن خالته رشح نفسه في الدائرة التي يتبع لها وهي القناطر الخيرية ولولا هذا ماكنتش هاروح أنتخب وبعدين غير كل ده أي مرشح منزل نفسه أمام الوطني خسران لأن أنا شاهدت أبن خالتي كلف نفسه ودفع فلوس عشان الأصوات وعلي الرغم من كده خسر" محمد مرتضي كامليقول لم أذهب للإنتخاب عشان أنا مش عارف أصلا اللي مرشحين نفسهم هما مين وشكلهم أيه ولا عمرهم ظهروا في المنطقة إلا في الوقت اللي فيه انتخابات أنا عايش في الوراق بقي لي زمن مفيش حاجة بيعملوها الناس المرشحين بعد ما ينجحوا هاني مختار عامليقول "أنا والله بافهم في السياسة إلي حد ما وباقرأ الجرائد ومتابع الإنتخابات بس أنا مش مصدق تماما ومش مقتنع باللي بيحصل ومش عايز أنتخب حتى لو هأخذ فلوس مش عايزها علي الرغم من أن دخلي ضعيف وأضاف أنا شايف أن الإخوان المفروض هما اللي يحكموا البلد علي الأقل هما بيعرفوا ربنا حتى لو مزودنها شوية بس أحسن من الحرامية اللي سرقتها علني بكل بجاحة " ومن أمام مدرسة الشرف الإبتدائية بنين التابعة لدائرة باب الشعريةسيدة محمد تقول "أنا زوجي راح أنتخب وأخذ أجازة وأنا كمان جيت عشان أدي صوتي للمرشح ده لأنه رجل شعبي بيحب ولاد الدائرة وكفاية أنه نور الشوارع ووعدنا بكل حاجة نحتاجها لما ينجح أن شاء الله وقالت محدش أعطانا فلوس له "ومن أمام مدرسة طلعت حرب التابعة لدائرة الساحل مصطفي السعيد ولي أمر"لدي أبناء في هذه المدرسة ولجان الإنتخابات كانت منعقدة في هذه المدرسة فجئت وأنتخبت المرشح التابع لهذه الدائرة وبشكل عام تعليقي علي الإنتخابات أنها من الممكن أن تكون نزيهة لأني أعلم جيدا ورأيت بعيني الخدمات المبذولة من المرشح لأهل هذه الدائرة ولا أريد أن أتسرع في حكمي لأن هناك جولة أخري وأضاف مين عالم" حامد محمد موظفتحدث قائلا "كلمة إنتخابات كلمة وهمية يعني أيه إنتخابات اللي بيحصل ده نسميه إنتخابات وأضاف التسمية الصحيحة التي تناسب هذه الأحداث بدلا من إنتخابات برلمانيةإنتهاكات برلمانية أو تزويرات برلمانية وأضاف لا تعليق " خالد رمضان موظف يقول "أنا تعليقي علي حاجه واحدة بس أحب أقولها أزاي وزراء يدخلوا إنتخابات هو ينفع الوزير يجمع بين السلطة التنفيذية والتشريعية وأضاف يعني هما نافعين وشايفين شغلهم وهما وزراء كويس عشان كمان يبقوا أعضاء برلمان وأضاف لا هينفعوا في ده ولا ده وكل شئ جائز" دينا محمدتقول "في البداية أنا تابعة لدائرة الوايلي وما يحدث في إنتخابات الشعب مهازل سياسية فأري المرشحين يتباروا في إستخدام أساليب دعاية مبتذلة منفره توضح لنا أن هؤلاء المرشحين ليس لهم علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد بل هم أشبه بالمعلمين وذكرت أن المرشح التابع لدائرتها يقوم بتشغيل الأغاني ليلا نهارا بطريقة مزعجة مستخدما سماعات dj إعتقادا منه أنها دعاية إنتخابية وبعد كل هذا كيف نثق في هذا المرشح وعلي أي أساس وأضافت أنها لا يمكن أن تنتخب ولو تمكنت من التصويت ضده سوف لا تتأخر ؟"وفى النهاية هل المجتمع المصري يعنى من السلبية أم أصابه الإحباط واليأس من كثرة الضربات التي يتلاقها ومتى سوف نجد المجتمع المصري هو من يحدد من يمثله بدون متاجرة بأصواتهم وبدون تحيز وبدون بلطجة المجتمع المصري يتمنى ذلك بشدة حتى تصبح هناك مصر ..جديدة