■ عادة فرعونية قديمة كان لما ييجى ملك أو حاكم بعد الملك اللى مات أو اتقتل يمسح اسموا من على المبانى والإنجازات اللى تمت فى عهده سواء كان هرماً أو مسلة أو مقبرة وينسب كل أعماله المميزة طبعاً لأسمه ويكتب أسمه عليها علشان يمحى من الذاكرة تماماً الأسم اللى راح ويكون اسمه بس هو اللى معروف ومرتبط بكل ما هو متميز فى البلد اللى بيحكمه و استمر الحال على كدة ملك يبنى واللى بعده يغير كل حاجة ، ولأننا من أصل فرعونى ورثنا تلك العادة وعلشان الزمان اتغير والناس بقت شوية واعية حكامنا دلوقتى ما بيمسحوش الإسم لا سمح الله ويكتبوا اساميهم لا هما بس بيحطوا علامة سوداء على كل إنجازات اللى راحوا من باب التشويش والتعتيم علشان يظهروا بس اللى هما عملوه وده بتلاقيه واضح فى كل المجالات فى مصر ومش بس على مستوى الحكام لا ده واضح أكثر على مستوى القيادات والوزارات بتلاقى رئيس وزارة أول قرار بيطلع من مكتبه بعد ما يقعد على الكرسى إعادة النظر فى القرارات اللى قبله والسياسات اللى كان يتبعها وده ظاهر القرار ولكن باطنه أنسف كل حاجة عشان نبنى من جديد أمال إزاى الناس هتعرف ان فيه وزارة جديدة وليها ريس لازم تبدا بخطة هجوم بشوية قرارات وفرامانات وعليهم سياسة جديدة علشان مصلحة الشعب الغلبان اللى عاش أيام ضنك فى زمن الوزارة القديمة واحنا جايين علشان نشيل الغمة ونخلى الناس تعيش فى نعيم وعلشان الصغير يرضى الكبير لازم يتبع نفس سياسته ويبدا حركة التعديلات والتغييرات وكأن اللى جاى عامل حسابه على العمر الطويل فى المنصب والتصريحات تكون بالعشرات وكما عشرين ولكن هيهات العجلة لازم تدور واللى راكب ينزل ويركب غيره ويتكرر نفس السيناريو وتتعدل الكراسى ومعاها السياسات كله حسب كلامهم فيه مصلحه الناس بس فى الأخر ايه اللى حاصل وايه اللى احنا وصلنا له ولا حاجة بعد كل السنين دى لم نكتسب الخبرة المناسبة فى ولا مجال لأننا مش بنبنى على اللى بناه الأخرون لا احنا بنهد وبنبنى من جديد وبالتالى بنأخد نفس الزمن واللى ييجى بعدنا يهد وتروح بعيد ليه ماهى الأمثال ادامنا واضحة وكثيرة تلاقى وزارة تعليم تيجى تقدم مشروع تطوير وتركز بكل قوتها علشان تنفذه خلال فترة رئاستها مش علشان مصلحة التعليم أو ما هى عايزة تخلد اسمها وبعد ما يتم الموافقة عليه ويبدأ يتنفذ أد اربع خمس سنين نلاقى الوزارة اللى بعدها مطلعة فيه عيوب تخلى الكل يجمع على أنه نظام فاشل وما ادرسشى كويس ولازم يتغير ونحط النظام الجديد ونبدأ مرحلة التطبيق وتتوالى الاحداث بالله عليكم ايه ده حتى فى التعليم أهم شئ فى حياتنا إذا كنا عايزين مستقبل لأولادنا واللى بيتظلم ويتشتت فى النهاية هما الولاد اللى من بداية مراحل التعليم بيحسوا أن بلدهم مش عارفة هى عايزة إيه ويصحوا الصبح يلاقوا انفسهم أما متشال من عليهم سنة أو مضاف إليهم سنة وكان الدنيا خلاص وقفت عند كدة وحلينا كل مشاكلنا ومش بس التعليم فيه الصناعة والتجارة والاستثمارات بجميع أنواعها فى مصر مرت بمراحل ومنحدرات كثيرة سببها الرئيسى هو سياية مين اللى خد القرار ودى سياية مين واصبحنا نفتقد معنى الخبرة التراكمية التى تستمد قوتها من تراكمات الخبرات المختلفة على مدار السنين علشان نستفيد بيها ونستثمرها فى خدمة الشعب اللى هو السبب الرئيسى فى وجود تلك الحكومات المتعاقبة فالموضوع ما ينفعش بالقطعة ولا يمكن أن يدار بنظام الفراعنة ولازم يكون فيه فصل بين من يقوموا بوضع السياسات طويلة الأجل لبناء دولة وتربية أجيال وتنظيم علاقات بين الدول واتباع نظام تداول وكمان وضع القوانين وكل ما يتعلق بشئون الدولة وبين المجموعة الوزارية التى تقوم بتنفيذ تلك السياسات والإشراف عليها وتقديم تقارير عن الإنجازات ومراحل تنفيذ البرنامج إلى نواب الشعب ليتحقق لمصر شكل واضح وأهداف محددة لدولة أن صح التعبير حتى لا نتوقف حتى الأن ونسأل : مين اللى بنى الهرم ؟ [email protected]