اقيم في العاصمة الروسية حفل فني رائع لموسيقى الجاز لتكريم ذكرى الكاتب الروسي فاسيلي أكسيونوف الذي كان من معجبي هذا النوع من الموسيقى. وتلخصت فكرة الحفل في أن يقدم أصدقاء أكسيونوف من الموسيقيين الذين اعتاد على زيارة حفلاتهم في ستينيات القرن الماضي، بأفضل مقاطع موسيقية وذكرياتهم عن الكاتب الراحل الى جانب العديد من الكتاب والشعراء والممثلين الروس. وتجدر الإشارة الى ان الجاز لم يكن بالنسبة ل أكسيونوف نوعه المفضل من الموسيقى فقط، بل وكانت جزءا من حياته، وقد كرس الكثير من الصفحات التي كتبها لاهل الجاز. وولد الكاتب في عام 1932 في مدينة قازان الروسية، وبعد 5 سنوات فقد أكسيونوف والديه اللذين اعتقلتهم السلطات بتهم سياسية وسجنتهما لمدة 10 سنوات. وبعد تخرجه من المدرسة توجه أكسيونوف الى لينينغراد (بطرسبورغ حاليا) حيث درس الطب، لكنه سرعان ما فهم أن ميله الحقيقي للأدب. وبدأ أكسيونوف بنشر مؤلفاته في الفترة الليبيرالية من تاريخ الاتحاد السوفيتي المعروفة ب"ذوبان الجليد"، ولذلك تعكس كتبه ومقالاته الأولى روح الحرية التي اتسمت بها هذه الفترة وأحلام الشباب السوفيت الذين اكتشفوا في ستينيات القرن الماضي الثقافة الغربية، بما فيها موسيقى الجاز. لكن بعد انتهاء مرحلة "ذوبان الجليد" تعرضت أعمال أكسيونوف لموجة من الانتقادات ومنعته السلطات من نشر مؤلفاته الجديدة. وفي عام 1980 سافر الكاتب الى الولاياتالمتحدة، حيث اكتشف أن السلطات السوفيتية قررت سحب الجنسية عنه ولم تسمح له بالعودة الى وطنه. وعاش أكسيونوف في الولاياتالمتحدة حتى عام 1990، عندما تغير المناخ السياسي في البلاد ورحب المثقفون والسلطات بعودته الى الاتحاد السوفيتي. وفي عام 2009 توفي الكاتب بعد أن إصيب بجلطة دماغية. ومن أشهر اعمال أكسيونوف روايات "جزيرة القرم" و"برتقالات من المغرب" و"حرق".