أشعر بشيء من الأسي والملل بل والرفض لبعض القادة الفلسطينيين من محترفي الجلوس علي موائد المفاوضات والحوارات ومشتاقي ميكروفونات الإذاعات وكاميرات القنوات الفضائية والمتحفلطين والمرتدين أحدث ماركات الثياب وأربطة العنق العالمية. حين أراهم وهم يتحدثون عبر القنوات الفضائية عن مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة التي تكمن في الوفاق والمصالحة بين قادته بعد توقيع أي اتفاق, ثم لا يلبثون أن يبدلوا مواقفهم من تلك الاتفاقات مثلما يبدلون ملابسهم.. وعلي عكس ما توقعناه من انفراجة بشأن المصالحة الوطنية الفلسطينية, بعد تكليف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفدا من منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة منيب المصري, بزيارة قطاع غزة لتذليل العقبات التي تحول دون توقيع حماس علي ورقة المصالحة المصرية عادت الأمور إلي ما كانت عليه لافتقاد الثقة بين الطرفين. فحماس تري ان فتح تسعي للمصالحة من أجل استعادة سيطرتها علي القطاع ومن ثم تحجيم حماس وإعادتها الي بيت الطاعة الفتحاوي, بينما تري فتح ان حماس لاتريد المصالحة إلا بالقدر الذي يمنحها الشرعية في غزة ويمكنها من السيطرة علي المؤسسات الفلسطينية بالقطاع, كما أنها أي حماس تنفذ أجندة خارجية مرتبطة ببعض الدول النافذة بالمنطقة وحركة الاخوان المسلمين, معتبرة خطأ أن قضية أسطول الحرية هي انتصار لها وحدها سوف يغنيها عن المصالحة وهكذا يبدو الطرفان( فتح وحماس) متباعدين. إنني لست من أنصار فتح ولا من مؤيدي حماس فكلتاهما علي خطأ إذا لم يتوصلا بالفعل إلي المصالحة الوطنية الفلسطينية برعاية مصر التي قدمت للقضية الفلسطينية أغلي التضحيات, وأقول لقادة المنظمات والحركات الفلسطينية ال14 خاصة حماس وفتح.. إذا لم تتخلوا عن المصالح الشخصية والفصائلية والفئوية والصراع علي الحكم, فانكم تكونون قد اخترتم الاصرار علي الفشل, وعندئذ تصبح القضية الفلسطينية هي الخاسر الأول وإسرائيل هي المستفيد الأول.