بيرلسكونى يرحب بالعقيد معمر القذافى وصل أمس إلى مطار تشامبينو العسكري، الزعيم الليبي معمر القذافي في زيارة تاريخية إلى إيطاليا تدوم ثلاثة أيام. والزيارة هي الأولى له إلى سلطة الاستعمار السابقة وتجري وسط حراسة أمنية مشددة، وغير مسبقوقة. وخلافا لما أعلنه ديوان رئاسة الوزراء الإيطالي حضر رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني إلى المطار، خلافا أيضا للأعراف المتبعة، ليكون في مقدمة مستقبلي الزعيم الليبي والوفد المرافق له. وبعد استعراض حرس الشرف الذي اصطف تحية له، صافح الزعيم الليبي كبار مستقبليه من المسؤولين الايطاليين وفي مقدمتهم وزير الخارجية فرانكو فراتيني، بالاضافة إلى حشد يمثل الجالية الليبية في ايطاليا. ويأمل رئيس الوزراء الإيطالي في تحويل هذه الزيارة إلى نجاح دبلوماسي بعد هزيمته في الانتخابات الأوروبية إثر سلسلة من الفضائح التي طالته. وسينصب القذافي خيمته في أضخم الحدائق العامة في روما، وهي حديقة فيلا دوريا بامفيلي. وتأتي هذه الزيارة بعد توقيع اتفاق بين البلدين في أغسطس 2008 لتصفية حسابات ثلاثين عاما من الاستعمار الإيطالي لليبيا. كما تأتي في سياق تحسن ملحوظ في علاقات البلدين خاصة بعد موافقة روما العام الماضي على دفع تعويضات بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي إلى ليبيا تعويضا على الأخطاء التي ارتكبت خلال الإستعمار الإيطالي لها. وبدا خلال الفترة الأخيرة أن البلدين في طريقهما لتجاوز آثار الماضي وما شهده من قرارات على خلفية التاريخ الاستعماري ومنها قيام ليبيا بطرد 20 ألف إيطالي. ويرافق الزعيم الليبي وفد من رجال الأعمال يتطلعون إلى تعزيز استثماراتهم في قطاع الصناعة الإيطالي. ومن المقرر أن تشمل زيارة القذافي لقاء الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو، إضافة إلى زيارة مجلسي النواب والشيوخ الإيطالييين وحضور نقاش في إحدى الجامعات. وينوي الطلبة الجامعيون ذوو التوجهات اليسارية الذين يناهضون سياسة برلسكوني الرامية إلى اعتراض قوارب المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الشواطئ الإيطالية وإعادتهم إلى بلدانهم بالقوة تنظيم مظاهرات احتجاجية. ومن المقرر أن يخاطب القذافي مجموعة من النساء تنتمين إلى قطاعات الأعمال والسياسة والثقافة ويبلغ عددهن 700 امرأة داخل قاعة مخصصة لإحياء حفلات موسيقية. وكان الزعيم الليبي قد نظم لقاء مماثلا عام 2007 في باريس مع ألف ضيفة قيل لهن إن القذافي يرغب في "إنقاذ النساء الأوروبيات".