■ ما يحدث فى مصر خلال المرحلة الحالية أشبة بطلقات نارية فى الهواء كالتى يطلقها أهالى العريس أو العروسة فى الأفراح الريفية أو الشعبية ابتهاجاً بالعرس أو فى معظم الأحوال كنوع من المنظرة وكأنة عايز يقول للناس المعازيم أنا أهوه موجود ومالى هدومى والكل لازم يصحصح . واللى يتابع الأحداث اليومية وحال الدولة هيلاقى العجب العجاب وكأن الدولة ماشية بقوة الدفع الذاتى أو بتتابع الليل والنهار يعنى لما الشمس تطلع الناس تصحى وكل واحد يعمل اللى يقدره عليه ربنا سواء كويس ولا وحش هو وضميره فاللى بيسرق يسرق واللى ينصب ربنا يوفقه واللى عايز يعمل خير وده قليل أهو ليه الأجر والثواب عند ربنا ، ولما ييجى الليل الناس تنام ، طبعا مش كلهم ، فى ناس كتير بقت ما بتنامش الليل فلهم ماَرب أخرى وبرضه محدش ليه دعوة والمفارقات كبيرة جداً وكإن مفيش أى إطار يحكمنا ولا قانون نافع ولا حتى عرف نافع وحتى مجالس العرب مبقاش ليها فايدة ما هو محدش بيحترم الكبير زى زمان ، والكلمة العليا للمصلحة الفردية ولو كانت التجاوزات فى الماضى بتظهر فى بعض الأمور وكان فيه خط احمر فى بعض الأحيان مش ممكن نتخطاه دلوقتى ولا فيه خط أحمر ولا حتى أبيض كله مباح ووصلت لحد النصيب على الناس اللى رايحين للحج بأه لهذه الدرجة الناس تحولت إلى ماكينات بدون إحساس ولا ضمير وينصبوا على مين مش القادرين واللى ما يفرقش معاهم وحجوا قبل كده مرة أو اتنين لا ده على ناس كانت عايشة بس علشان اليوم ده ، والله وحده اعلم فلوس الحج جبوها منين ، وأهم ما فى الموضوع إن اللى دفع الثمن وراحت عليه الحجة هما الناس الغلابة . وكل يوم والتانى يطلع لنا واحد جديد اشى ريان العمرانية وريان القليوبية وغيرهم الكثير وما خفى كان أعظم وتسمع عن مليارات الناس جمعتها علشان توظفها والغريب فى الموضوع إن الناس إللى بتجمع الفلوس علشان تشغلها ولا لهم سمعة ولا منظر ولا حتى شركات كبيرة علشان الناس تديها بالملايين لكن اللوم مش بس على الناس لا على إللى عندهم قوانين لتوظيف الأموال وبيحطوا أمامها المتاريس لفتح الابواب الخلفية ومعندهمش حاجة يقدموها للناس تشغل فيها فلوسها بعد انخفاض سعر الفائدة فى البنوك وانهيارات البورصة وخراب بيوت الناس وكمان صناديق صغار المستثمرين إللى بنشوفها فى الدول الأخرى إللى بتضمن للناس إستثمار أمن أو حتى بشكل رسمى ممنوعة علينا ، وتطلع كل يوم تقول جالنا كام مليار من الخارج استثمارات وبعنا اراضينا للعرب والأجانب وإحنا عندنا بالداخل مليارات تحت البلاطة ، الناس مش لاقية إللى يشغلها وبرضه مفيش حل عند الدولة إلا أن الناس إللى غلطانة ويمسكوا النصابين ويرموهم فى السجون وكان ده هو الحل . والعيال إللى بتموت كل يوم غرقانة سعياً وراء الهجرة إللى بيسموها غير شرعية ولو كان فى هجرة غير شرعية طب يعنى هما لقوا حاجة شرعية ومعملوهاش ده المصريين بيتعاملوا فى السفارات الأجنبية فى مصر معاملة الإبل لا مؤاخذة ، وشوفوا سفارة بلجيكا عملت إيه مع لاعبات نادى الصيد وأستاذة الجامعة ولما سألوا المتحدث الرسمى بإسم الخارجية المصرية كانت إجابته بصراحة معبرة جداً ونورت الناس ، وده كان على الهواء أمام الناس كلها ولما نائب محترم فى المجلس الموقر بيقدم استجوابا للحكومة وبعد تفحيص وتمحيص ، إما مفيش رد أو بيكون الرد جاهز على نظام وجبات التيك أواى وفى النهاية بتلاقى الموضوع لا يتعدى كونه استجواباً للفرقعة أو للظهور على الشاشة ما هو مش معقول الراجل يصرف كل ده ويروح المجلس وما يقدمش حتى لو استجواب ولا اتنين بس لو راجعنا هنلاقى أن معظمهم فشنك فى الهواء من باب الوجاهة أو موضوع مدهولة صحفى من حبايبنا عايز يبنى عليه موضوع فى جريدته علشان التوزيع يزيد وأهو نفع واستنفع وتلاقى الموضوع راح فى الهواء وهيروح فين يا عينى وسط أغلبية المجلس والنتيجة معروفة موافقة بالأغلبية الوطنية . ناهيك عن الإعتصامات بالجملة وحقوق الناس إللى مبقاش أدامها إلا طريقة واحدة علشان تحصل عليها هو النوم على الرصيف اسبوع ولا اتنين وبعدها يطلع المسئول يقول خلاص أنعمنا عليكم وكأنه لما اتولى المسئولية ماكنش عارف إن فيه مشكلة وبرضه تلاقيها من باب إثبات الذات وكأنه مش عايز يحل ولا عندهم خطط لأى شئ واهو برضه الراجل ظهر على الصورة واثبت لناس أن ليه كلمه برضه ولولاه ما كان فيه حاجة اتحلت يعنى فى النهاية ، وخلاصة الكلام بلدنا فرح كبير والمعازيم هما الشعب وأصحاب الفرح زايطين فى الزحمة وبيضربوا طلقات فى الهواء . وكل سنة وانتم طيبين وعقبال عندكم ...