قال امير قطر حمد بن خليفة آل ثاني إن بلاده التي ترعي محادثات السلام بين الحكومة السودانية والمتمردين تعتزم الاسهام بمليار دولار في صندوق لاعادة بناء السودان. وقال الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الذي تعد بلاده اكبر دولة في تصدير الغاز الطبيعي المسال في العالم ان اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم توقيعه هو "خطوة ثابتة نحو الحل السلمي". وفي التفاصيل، وقع السودان في الدوحة مع حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور اتفاقا تم بفضل التقارب بين الخرطوم وتشاد المجاورة، لكن حفل التوقيع تأخر بسبب وجود "ترتيبات تجري مناقشتها" حسب ما اعلن متحدث باسم المتمردين. وتم حفل التوقيع بحضور اربعة رؤساء دول هم الرئيس السوداني، وامير قطر ورئيس تشاد ورئيس ارتريا، لكنه لم يكن قد بدأ بعد نحو ساعتين من التأخير، بدون اي توضيح رسمي. وقد وقعت العدل والمساواة التي تحظى بدعم في تشاد الاتفاق بالاحرف الاولى في نجامينا السبت الماضي مع مسؤول سوداني في خطوة واكبت المصالحة بين السودان وتشاد المجاورة التي تجسدت خلال زيارة الرئيس تشادي ادريس ديبي الى الخرطوم في الثامن من فبراير. ويتناول الاتفاق مسالة تقاسم السلطة وينص في بنده الثالث على مشاركة حركة العدل والمساواة في "كافة مستويات السلطة (التنفيذية والتشريعية...) حسب معايير يحددها الطرفان لاحقا". وفي البند الرابع يشير الاتفاق الى ضرورة ان تؤسس حركة العدل والمساواة "حزبا سياسيا عند التوقيع على الاتفاق النهائي بين الطرفين". وفي بنده الاول ينص الاتفاق على وقف اطلاق النار وبدء "مباحثات فورية من اجل التوصل الى اتفاق حول تطبيقه". كما ينص على دمج مقاتلي حركة التمرد في وحدات الجيش والشرطة والافراج عن اسرى الحرب والعفو على الاعضاء المدنيين والعسكريين في حركة العدل والمساواة. كذلك يقضي الاتفاق بالتعويض على النازحين وتنمية دارفور الذي طال تهميشه والبحث في تقاسم الثروات. وكان تقاسم السلطة والثروات يشكل دائما العمود الفقري في كافة الاتفاقات التي وقعتها الخرطوم مع مختلف حركات التمرد كما حصل مع حركة تحرير السودان في الجنوب التي حصل قائدها ميني مناوي سنة 2006 على منصب مستشار رئاسي. وادى اتفاق السلام الشامل سنة 2005 مع المتمردين السابقين في الجنوب السوداني الى تولي قائدهم سالفا كير منصب نائب الرئيس. وتتقاسم حكومته في الجنوب العائدات النفطية مع الخرطوم. كذلك سمح اتفاق انهى حركة التمرد في شرق البلاد سنة 2006 لقادة قبائل الباجا بالانضمام الى الحكومة كما يتضمن وعدا من الخرطوم بتطوير تلك المنطقة المطلة على البحر. وعشية حفل التوقيع اعرب الرئيس السوداني عمر البشير الاثنين عن ثقته في عودة السلام سريعا الى دارفور وقال في لقاء مع الجالية السودانية في قطر ان الاتفاق "سيكون بداية نهاية الحرب في دارفور". وعبر عن الامل في التوصل الى "سلام شامل" في تلك المنطقة قبل الانتخابات العامة في السودان المقررة من 11 الى 13 ابريل.