لن أتفاوض بعد اليوم مع أي فرد من حكومة مصر.. ومن المستبعد ان تطأ قدماي أرضها أبداً.. الحكومة المصرية جزء من الحصارالمفروض علي الشعب الفلسطيني في غزة ولا مجال لإخفاء ذلك .. أتمني لو ان العرب لديهم رئيس وزراء مثل اردوجان "البطل" .. السلطات المصرية صادرت سيارتين.. ومنعت سيارات أخري تابعة للقافلة من الدخول إلي غزة. هذه العبارات وغيرها من عبارات اخري كاذبة حاقدة مدعية أطلقها النائب البريطاني جورج جالاوي عبر فضائية "الجزيرة" الأكثر حقداً وكذباً وترويجاً للشائعات ضد مصر. هذا "الجالاوي" الباحث عن الشهرة والثروة من خلال مواقف افتعالية يدعي بها مناصرة صدام حسين تارة حتي سقط - والآن يضحك علي ذقون السذج والكارهين لمصر مدعيا وقوفه ومناصرته للشعب الفلسطيني وكأنه الحريص الوحيد علي مصالحهم في العالم من خلال بعض المساعدات الهشة والتي لايدفع فيها دولاراً واحداً من جيبه بل يجني من ورائها الكثير من المال والدعاية البراقة المزيفة. نحن لا يشرفنا ياجالاوي ان تتفاوض مع أحد من الحكومة المصرية ولا يشرفنا ان تبقي ساعة واحدة علي أرض مصر الطاهرة أو أن تطأ قدماك الملوثتان تراب هذا البلد.. فاذهب إلي غير رجعة غير مأسوف عليك فلم تعد شخصاً مرغوباً في قدومه في أي وقت وتحت أي ظرف بعد تصريحاتك وعباراتك الشائنة واتهاماتك الملفقة هذه للحكومة المصرية وبعد تجاوزاتك أنت ومن معك من أفراد القافلة المشئومة في ميناء العريش. ويبدو أن الحكومة المصرية كانت متسامحة معك أكثر من اللازم وإلا ما قلت هذه العبارات والاتهامات الغبية.. فلو أنك فعلت مافعلت في بلدك أو حتي أي بلد أوروبي أو عربي أو في الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها وأضرمت النار بأحد الموانيء هناك وطردت قوات الأمن في داخل الميناء وأغلقت بابه عليك ومن معك فيما يشبه احتلالك للميناء لكان الرد البريطاني أو الأوروبي أو الامريكي أعنف مما تتصور ولكان قد تم اعتقالك بتهمة التطرف والارهاب ولبقيت حتي آخر عمرك في السجن. لكن قوات الأمن هنا التزمت بضبط النفس وتعاملت مع الموقف بهدوء وحكمة بينما كانت الدماء تغلي في عروقنا نحن المصريين ونحن نشاهد علي شاشة التليفزيون المصري ماتفعله أنت ورفاقك المتطرفون في ميناء العريش وانتظرنا جميعاً رداً فورياً قاسياً من قوات الأمن المصرية خاصة أنه ليس من حقك أو من حق غيرك أن يفرض رأيه وإرادته علينا في بلادنا وأن يملي شروطه وأن يتعامل بهذا الاجرام والوقاحة والتخريب ضد منشآتنا أيا كانت أهميتها فطالما أنت وغيرك علي أرضنا فعليك ان تلتزم بقوانينا وتنفذها كما نريد نحن وليس كما تريد أنت ومن معك وإلا فلم أتيتم أصلا؟! نحن نري ونشاهد كيف تتعامل قوات الأمن في بلادكم وكل بلاد الدنيا مع أمثالك من المخالفين للنظام والقانون وكيف توجه إليهم أعنف الضربات والمعاملة القاسية وفي الشارع وعلنا أمام كاميرات التليفزيون والصحافة.. ولا أحد يعترض أو يحتج لأن القانون يجب ان ينفذ والنظام يجب أن يسود..؟! ورغم ما فعلته أيها الجالاوي تركناك تعبر بقافلتك إلي غزة آمنا مطمئناً.. فماذا كانت النتيجة ورد الجميل؟ تصريحات وتطاول وقلة أدب سمعناها منك ثم تعاقبنا بأنك لن تطأ أرض مصر بعد ذلك؟ ياأخي في ستين داهية.. نحن لا نريد ان نري وجهك القبيح بعد الآن بعد ان تم استخدامك واستغلالك جيداً لمصلحة الإساءة لمصر وتحريض العرب والأوروبيين ضد مصر وتصويرها علي إنها معادية للشعب الفلسطيني وأنها تساهم في حصاره وقطع المساعدات عنه.. وهي أكاذيب يعرف مروجوها ذلك جيداً.. وقمت أنت بالدور الأكبر والمشبوه في هذه العملية القذرة والتي سيعود آثارها السلبية عليكم أنتم ومن معكم من المحرضين والمسددين لشيكات العملية. *** حوار العنف والقتل بين المسلمين والمسيحيين! ماذا يحدث في نجع حمادي؟ بل ماذا يحدث في مدن وقري عديدة في الصعيد؟ هل طغي حوار العنف والقتل والرصاص الطائش علي العلاقة الأزلية والأبدية بين المسلمين والمسيحيين في مصر؟ من يقف وراء هذه الفتنة بين جناحي الأمة؟ بل من يغذي النعرات الطائفية ويشعل الناربعد ان يؤجج المشاعر ويملأ النفوس من الجانبين بالغل والكراهية والرغبة في الانتقام والتربص الدائم والمستمر للعنف والقتل والتخريب؟! فجعنا جميعاً مسلمين ومسيحيين من المذبحة البشعة التي جرت في نجع حمادي عشية عيد الميلاد المجيد والتي راح ضحيتها 15 مصريا مابين قتيل وجريح.. بدعوي الثأر والانتقام. هؤلاء القتلة والمجرمون الذين وجهوا رصاصات الخسة والندالة والغدر إلي قلوب وأجساد الأبرياء دون أي ذنب أو خطأ أو خطيئة لم يفرقوا بين مسلم ومسيحي.. انتقلوا من شارع إلي شارع يطلقون النار بشكل عشوائي.. يريدون حصد الأرواح وهم بوجوه مكشوفة حتي تعرف المارة علي أحدهم وهو مسجل خطر يدعي "حمام الكموني" قيل إنه كان لابد أن يكون مسجوناً لاتهامه في قضايا إجرامية عديدة - ويقال إن عضو مجلس الشعب هناك - قد ساعد في الإفراج عنه ليساعده في حملاته الانتخابية - وان كنت لا أصدق ماقيل حول هذه الملابسات لإنها إن صحت فإنها تستحق التحقيق علي أوسع نطاق ليأخذ المخطئ - مهما كبر أو عظم - جزاءه بالقانون. لقد كان تحرك السلطات المعنية علي مستوي الحدث وتم القبض بسرعة كبيرة علي مرتكبي الجريمة الشنعاء وتوجه النائب العام بنفسه إلي مكان الحدث ليري علي الطبيعة كيف تمت الجريمة وتحركت الأجهزة الأمنية لفرض الهدوء والاستقرار علي شوارع المدينة ووقف احداث الشغب أو المصادمات بين المسلمين والمسيحيين. الأرقام تقول إن عدد سكان مدينة نجع حمادي نحو 44 ألف مواطن منهم 21 الفاً من المسيحيين أي نصف عدد السكان تقريبا وان لديهم خمس كنائس منها إحدي الكنائس ملاصقة تماماً لمسجد كبير في المدينة أي أن كلا الجانبين ظلا طوال عمرهم يؤدون الشعائر الدينية بحرية وهدوء ومحبة دون اعتداء أحد الطرفين علي الآخر أوالتدخل في شئونه الدينية عملا بشعار غاب هذه الأيام تحت تأثير الأحداث الدامية في بعض المناطق والمحافظات وهو شعار "الدين لله والوطن للجميع".. نعم الوطن يتسع الجميع وكل مواطن يعيش علي أرضه له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات بصرف النظر عن ديانته.. وهو كلام كان يطبق قولاً وفعلا حتي منذ أيام النبي صلي الله عليه وسلم عندما أوصي بالأقباط خيراً وعدم الاساءة لهم ولابد ان يقتدي دعاة الفتنة ومن يحالون إشعال نارها برسول الله صلي الله عليه وسلم وكبار الصحابة وكيف كانوا يتعاملون مع أهل الذمة. مؤكد ان من يدبر وينفذ هذه العمليات الإجرامية لا يمت للمسلمين أو الدين الإسلامي بصلة ومن يرد علي أعمالهم بأعمال أخري إجرامية لا يمت بصلة لسماحه الدين المسيحي أقول لهؤلاء وهؤلاء أوقفوا مسلسل الدم والثأر والانتقام لا نريد ان نحول إلي لبنان آخر أو عراق آخر وان ندخل في دوامة الصرعات الطائفية التي سيدفع ثمنها الجميع بلا استثناء وستكون طوفانا يجرف الكل ولن يفرق بين مسلم ومسيحي. الحكومة مطالبة هي الأخري بأن تعطي جانبا من وقتها - الثمين - للاهتمام بتداعيات العلاقات بين المسلمين والمسيحيين. وقد سبق أن طالبت في مقال أخر حول نفس الموضوع بالاهتمام بمطالب المسيحيين وتحقيق التقارب المطلوب والمشترك بينهم وبين المسلمين في المناطق المتأججة والمعبأة بمشاعر الثأر والانتقام.. وإذا كان هناك من ضرورة لتغيير بعض المسئولين أو القيادات الأمنية أو الشعبية في هذه المناطق فليكن حفاظا علي الأمن والسلم العام وتهدئة لخواطر الناس. لا داعي لأن نكبر رءوسنا ونأخذ ما يحدث بالعند وعدم التفاهم والاكتفاء ببيانات لا تحل المشكلة بل تزيدها تفاقماً. الحكومة مطالبة بأخذ الأمر بالجدية المطلوبة فهي قضية حياتية تؤثر علي الوطن وبنيانه الذي ظل قوياً ومتماسكاً علي مدي العصور الغابرة.. فماذا يحدث الآن؟ ولماذا يحدث؟ لنطرح الكسل والتراخي جانباً ولنكن واقعيين في مواجهة هذه الفتنة حتى نخمدها.