أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير اليوم الأحد أن مسئولي مكتب التحقيقات الاتحادي "الإف بي آي" يعيشون في حيرة من أمرهم حاليا حيث يتطلعون إلى الإبقاء على ما حدث من مقاربة مع الجالية الإسلامية في أمريكا وبين تنفيذ إجراءات مكافحة الإرهاب، بعد أن ألقت السلطات الباكستانية القبض على 5 شبان مسلمين يحملون الجنسية الأمريكية والتحقيق معهم بشأن مساعيهم للانضمام لجماعات متطرفة في أفغانستان وقتال القوات الأمريكية هناك. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن عملاء الإف بي آي انخرطوا منذ وقوع هجمات 11 سبتمبر عام 2001، في اجتماعات مع قياديين بالجالية الإسلامية وقدموا استفسارات في مساجد وشاركوا في احتفالات بشهر رمضان." وقالت الصحيفة إن هذه المقاربة ربما هي التي دفعت أسر الشبان إلى إبلاغ المكتب الاتحادي عن تغيبهم. لكن "واشنطن بوست" نبهت إلى أن عملاء ومحققي الإف بي آي بإزاء معضلة حقيقة حاليا، إذا تحولت حالة تغيب الشبان ال5 من مجرد تحقيق عن تغيب أشخاص إلى تحقيق عن مكافحة الإرهاب. كان السلطات الباكستانية قد ألقت في 8 ديسمبر الجاري القبض على الشبان ال5 وجميعهم في العشرينيات من العمر ويحملون الجنسية الأمريكية، في إقليم البنجاب، وقالت إنهم كانوا يحاولون الانضمام لتنظيم القاعدة وقتال القوات الأمريكية في أفغانستان وقالت الصحيفة إن ثمة مطالبة من القياديين المسلمين للسلطات الأمريكية باتخاذ موقف لين مع الشبان، في الوقت الذي يدرس المسئولون الأمريكيون ما إذا كان سيتم توجيه اتهامات جنائية لهم، ومقدار الشدة في إجراءات التقاضي. ولفتت الصحيفة إلى أن القياديين يحذرون من أن انتهاج نفس الأسلوب العنيف لإدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش سوف يعزل من جديد جالية إسلامية تعيش في موقف غير مستقر بالفعل مع السلطات المعنية بتطبيق القانون في الولاياتالمتحدة. ونقلت عن المدير القومي لمنظمة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية المعروفة باسم "كير" نهاد عوض قوله إن "الحل ليس في اتهام والزج بالشبان في السجن". وأكد أنه "ينبغي للحكومة أن تظهر بعض تقدير لتصرفات الآباء والجالية الإسلاميين، وهذا سيشجع عائلات أخرى على أن تتعاون" مع السلطات.