وزير الري يشارك فى جلسات أسبوع القاهرة الثامن للمياه    صندوق النقد يحذر من ارتفاع الدين العام العالمي إلى أعلى مستوى منذ عام 1948    محافظ جنوب سيناء يبحث آليات البدء في تنفيذ مشروع محطة إنتاج الطاقة والهيدروجين الأخضر بمدينة الطور    14 شهيدا في قطاع غزة منذ فجر اليوم    مسؤول سابق بالناتو: تنسيق مع الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا لمواجهة تقليل النفقات الدفاعية    حزب المصريين: زيارة البرهان لمصر تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين    وزير الرياضة يهنئ رباعي سيدات تنس الطاولة لتأهلهن إلى نصف نهائي بطولة أفريقيا    كرة يد - إلى ربع النهائي.. سيدات الأهلي تكتسحن اتحاد النواصر في بطولة إفريقيا    القبض على مالك مطبعة لتقليد المطبوعات التجارية بعين شمس    بث مباشر.. لحظة انتشال سيارة ملاكى سقطت فى ترعة المريوطية بدون خسائر بشرية    تكثيف أمني لكشف غموض العثور على جثة شقيقين بالعياط    محامي شيرين بعد رفض طعن روتانا: من حقها إصدار أغانيها في أي وقت    انطلاق الدورة السادسة عشر من مهرجان المسرح العربى من 10 ل 16 يناير    محافظ أسوان يفتتح منفذ بيع إصدارات هيئة الكتاب بمكتبة مصر العامة    بعد مقاضاة طليقته بالنفقة.. محمد العمروسى: العائلة هى الكنز الحقيقى    نجوم الفن يغادرون إلى الغردقة لحضور مهرجان الجونة 2025.. صور    هل يجوز شراء شقة بنظام التمويل العقارى بقصد الاستثمار؟.. أمين الفتوى يجيب    الصحة العالمية: برنامج التطعيم الإجباري بمصر نموذج يحُتذى به على مستوى العالم    ننشر مقررات امتحان شهر أكتوبر 2025 لطلاب الصف الخامس الابتدائي    رئيس جامعة سوهاج يفتتح وحدة المعمل المركزي للتحليل الحراري    دي يونج مستمر مع برشلونة حتى 2029    أجندة سيتي حتى توقف نوفمبر.. 7 مباريات في 22 يوما ل مرموش قبل العودة لمنتخب مصر    الصين: مصر شريك محوري في أفريقيا والعالم العربي    مستشار مركز السياسات الأوكراني يُطالب بتعزيز النفقات لصد الهجمات الجوية    جامعة قناة السويس تنفذ برنامجًا تدريبيًا توعويًا بمدرسة الجلاء الابتدائية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 15-10-2025 في محافظة الأقصر    الشيخ خالد الجندي: جنات عدن في القرآن رمز للخلود وتمام الأجر الإلهي    ضبط 850 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بكفر الشيخ    انطلاق فاعليات اليوم العالمي لغسيل الايدي بمدارس شمال سيناء    صحة المنوفية تواصل استعداداتها للاعتماد من هيئة الاعتماد والرقابة    شفاء المرضى أهم من الشهرة العالمية    وزيرة التضامن: مصر قدمت نحو 600 ألف طن من المساعدات لقطاع غزة    وزير العمل يلتقي رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر لتعزيز التعاون بالملفات المشتركة    تحت رعاية محافظ بني سويف: بلال حبش يُكرّم لاعبي ولاعبات بني سويف الدوليين ولاعبات السلة "صُمّ"    شريف حلمي: الأكاديمية العربية شريك أساسي في إعداد كوادر مشروع الضبعة النووية    موعد مباراة الأهلي ضد إيجل نوار في دوري أبطال إفريقيا والقنوات الناقلة    عملية أمنية شاملة لاستهداف المتعاونين مع الاحتلال في قطاع غزة    «القوس بيعشق السفر».. 5 أبراج تحب المغامرات    رسوم إنستاباي على التحويلات.. اعرف التفاصيل الكاملة    متحدث الحكومة: تمويل 128 ألف مشروع بالمحافظات الحدودية ب4.9 مليار جنيه    «مدينة زويل» تفتتح موسمها الثقافي باستضافة وزير الأوقاف الخميس    حكم تشغيل القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت قبل الفجر والجمعة    الجامع الأزهر يقرر مد فترة التقديم لمسابقة بنك فيصل لذوى الهمم حتى 20 أكتوبر الجارى    التعليم توجه المديريات بخطوات جديدة لسد العجز في المدارس للعام الدراسي الحالي    سلوك عدواني مرفوض.. «خطورة التنمر وآثاره» في ندوة توعوية ل«الأوقاف» بجامعة مطروح    إيفاد: الحلول القائمة على الطبيعة تحسن رطوبة التربة وتزيد كفاءة أنظمة الري    وزير الثقافة: قافلة مسرح المواجهة والتجوال ستصل غزة حال توفر الظروف المناسبة    توفير لقاح الأنفلونزا الموسمية فى 17 منفذا بالشرقية .. العناوين    أول تعليق من وزير الشئون النيابية على فوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان    السجن المشدد ل 7 متهمين بحيازة المواد المخدرة في المنيا    اللجنة الخاصة: استثناء "فوات الوقت" في استجواب النيابة للمتهمين    ب 20 مليون جنيه.. «الداخلية» توجه ضربات أمنية ل«مافيا الاتجار بالدولار» في المحافظات    عاجل- مجلس الوزراء يشيد باتفاق شرم الشيخ للسلام ويؤكد دعم مصر لمسار التسوية في الشرق الأوسط    أسرة سوزي الأردنية تساندها قبل بدء ثاني جلسات محاكمتها في بث فيديوهات خادشة    الكرملين: بوتين سيجري محادثات مع الرئيس السوري اليوم    محافظ كفر الشيخ يُهنئ القارئ أحمد نعينع لتكليفه شيخًا لعموم المقارئ المصرية    رمضان السيد: ظهور أسامة نبيه في هذا التوقيت كان غير موفقًا    رغم منع دخول أعلام فلسطين.. إيطاليا تهزم إسرائيل وتنهي فرصها في التأهل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كاريتا أو الملكة المقاتلة (حتشبسوت) أول من أبدعت تصنيف مزدوج من حيث النوع والإسم فى العالم
نشر في مصر الجديدة يوم 30 - 04 - 2013

قبل حوالى ثلاث آلاف عام وخمسمائة إذا إعتمدنا قراءة شمبليون الخاطئة للأعداد المصرية ومنذ
حوالى خمسة آلاف عام لو اتبعنا ما تدعيه المخابرات المصرية من أن قرائة شمبليون أخطئت وقرأت المائة على أنها ألف والألف على أنه مائة.
حدث أن أبدعت كاريتا (ومعنى الاسم الكاملة تماما) وكانت مازالت طفلة عمرها تسع سنوات وقد ولدت بقرية تسمى المعبد البعيد (بالفرعونية معبد تاها وكانت تقع فى موقع قرية طماى الزهايرة حاليا وقرية طماى الزهايرة هى مسقط رأس السيدة أم كلثوم كوكب الشرق) أبدعت أول تصنيف مزدوجا فى العالم تبعا للنوع والأسم وكانت كاريتا قد ولدت فى قرية معبد تاها الملاصقة لقرية بركة يام.
وقرية بركة يام الزهايرة حاليا كانت هى القرية التى يتم فيها نحت تماثيل المعابد بيد النساء من نحاتات القرية وكانت حجارة النحت تقطع بواسطة رجال القرية الذين كانوا مشغولين تماما فى تقطيع الحجارة والفلاحة ولذا فقد كان أطفال القرية يعتبرون عمال منذ سن الثالثة وكان معظمهم يعملون فى مصنع للأطعمة الجاهزة والشيكولاتة والحلويات يوجد فى قرية بركة يام وقد أنشأه رجل يسمى كريم لكى يساعد نساء بركة يام المنشغلات فى النحت ليل نهار على أن يحصلن ويقدمن لأسرهن وجبات جاهزة ومجففة مفيدة تحتوى كل ما يجب أن يتناوله المرء ليحظى بصحة جيدة.
نساء طماى الزهايرة إبتكرن مهنة المربية ومشرفة المنزل
وقمت بتربية أبناء ملوك مصر
ولم تكن بركة يام وحدها هى القرية التى تعمل ليل نهار ولا ينام أهلها سوى ست ساعات ولكن أيضا كل القرى المحيطة بها كانت تعمل ليل نهار ولا ينام أهلها إلا ست ساعات ذلك أن وجود منحت معظم تماثيل معابد وميادين مصر وكذلك المصنع الذى ينتج الشيكولاتة والحلويات الجافة لكل مصر بجوارهم كان يفرض عليهم حياة يسودها الإجتهاد والعمل ولذا فقد كانت نساء قرية معبد تاها التى ولدت فيها كاريتا تشاركن فى ساحة العمل التى لا تهدأ فى بركة يام فكن تقمن بالنحت والعمل كمساعدات للنحاتات والعمل كربات بيوت مساعدات فى بيوت النحاتات (وكن بذلك أول من إبتكر مهنة الهاوسكيبر والبيبى سيتر وقد إبتكرنها إشفاقا على النحتات اللائى كن تعانين الأمرين بين عملهن فى النحت وإصرارهن على أن يرتدى ويعيش ويتعلم ويتناول أطفالهن وأزواجهن الملابس والطعام المنمق وأن يحصلوا على بيوت نظيفة وإلى آخر ذلك من الأشياء التى أعتبرت واجب على كل زوجة وزوج تجاه أسرتهم، ولما كان هذا مستحيل مع كم عمل النحاتات فى صناعة التماثيل والذى كان يتزايد بإستمرار فقد إبتكرت نساء معبد تاها جارات النحاتات فى القرية المجاورة هذه المهن التكميلية حيث تقمن بعمل كل ما تحتاجه بيوت النحاتات كمساعدة منهن وكذلك تقمن برعاية وتعليم الأطفال فى مدرسة قريتهن على أن يقوم أزواج النحاتات بإعداد وجبات أسر هؤلاء النسوة فى مصنع الطعام وأن يقدموا لهن خزين منوع من الوجبهات الجاهزة والمجففة فائقة الجودة) ولم تكن مهنة البيبى سيتر والمعلمة والهاوسكيبر هى فقط ما تشتغل به نساء معبد تاها (واللائى إشتهرن بها وتم إستأجار المئات منهن للعم كمشرفات على بيت الملك توجهن الخادمات وتنمقت البيت وتزينه بذوقهن الراقى) لكنهن أيضا كن تقمن بتزيد حلوى مصنع الحلوى من نوعيات حلوى عيد الإله كاسى تبعا لذوقهن الراقى (كالتى تباع فى المولد واسمها الفرعونى كراميلا).
عرائس المولد إبتكرتها نساء طماى الزهايرة
كن تأخذن الحلوى الساخنة من عمال المصنع وتقمن بصبها فى قوالب وتشكيلها وتجميلها لتنتجن بذلك حلوى من العرائس على شكل بط وأوز وفراشات وبيوت وحيوانات وبشر، وقد إشتهرن بأنهن صانعات حلوى عيد كاسى الأكثر جودة وجمالا حيث كانت على أشكال كالبيوت والبشر والحيوانات والأشجار وكل جزء منها مصنوع من مادة ما فمثلا كن يشكلن فى عيد الإله كاسى قالب حلوى طوله عشرون مترا على شكل الإله كاسى وكان مكون من عدة أنواع حيث تتكون ملابس فى الجزء السفلى منها (الجيبا كما كان يطلق عليه فى مصر القديمة) من الحلوى البيضاء المجملة بالفزدق الأخضر والبندق والفراولة وتبدو كأنها منسوجة من قماش التيل وتحتوى رسوم منوعة وكان الجزء العلوى منها مثلا (المريلا كما كان يسمى) يتكون من حلوى الملبن الأحمر مزينة بالفزدق والبندق وقطع جوز الهند وتبدو كأنها مصنوعة من قماش الأشولة المعلق فيه قطع من الحجارة الكريمة الملونة وتصنعن الجسم مثلا من العسلية الصلبة وتزينه بقطع من الملبن الأبيض والأحمر والبرتقالى والكراميل البنى والمصاصة الملونة والنداغة وحلوى الجيلى بالعرقسوس واليانسون لتحديد الشفة والحاجبين والعينين والأنف والحلى التى يرتديها الإله وغير ذلك.
وهكذا فقد صنعن أيضا حلوى على شكل فراشات ملونة من حلوى السكر وكانت مبهرة فى شكلها الممتلئ بألوان الباستيل المستخرجة من النباتات والأعشاب بعد غليها وتركيزها وإضافتها للسكر وكذلك فقد إبتكرن حلوى غزل البنات وسمينها غزا بن بمعنى الرقيقة جدا وبسبب مهارتهن فى التزين والتجميل وخاصة لعرائس عيد كاسى فقد كن ولمدة حوالى ألفى عام العامل الأهم الذى تتوقف عليه فرحة كل الأطفال فى عيد الإله كاسى (حورس) ذلك أنهن تبتكن وتصنعن الحلوى بعدة أشكال مبهرة تأخذ بألباب الأطفال الذين يحصلون عليها فى كل مصر بعد أن يقوم الملك بشرائها وبعدد كل سكان مصر مضاعفا ثلاث مرات (تحسبا لأن بعضها قد يتكسر أثناء النقل) ويرسلها لكل عمدة فى كل بلدة لكى يوزع منها واحدة على كل شخص وللأم الحامل إثنتين ويمكنها الحصول على ثالثة لتحتفظ بها للمولود عندما يولد حتى تضعها أمامه بألوانها الجميلة لتسعده ثم تتناولها بعد ذلك، وكانت كل واحدة من عرائس العيد هذه تزن ستة كيلو جرامات وكان يحتفظ بها لفترة بسبب شكلها الجميل كزينة من الحلوى فى البيت وتحاول النساء تقليد شكلها ورسمها كنقش جميل على السجاد والملابس وتطريز البياضات والمفارش بها ثم يتم تناولها بعد فترة، ولم يكن من حق الأباء إختيار عرائس العيد لأبنائهم فلابد لكل أسرة أن تزعن لرغبة أطفالها لأن هذه العرائس المصنوعة من الحلوى هى هدية من الملك لكل كبير وصغير ويرسلها الملك بوفرة حتى يحصل كل منهم على العروسة التى يرغب فيها ومن هذه العادة التى بدأت عام 3469 قبل الميلاد ورثنا عادة عرائس المولد وأحصنة المولد وسمك المولد وسفن المولد المصنوعة من حلوى السكر.
فراشة لولينا
ويحكى أن طفلة من دير مواس كانت ترغب فى فراشة فلم تجد فراشة كما تحب لأن الفراشات كانت قد نفدت وبكت عندما أعطاها العمده بطة فطلب العمدة من كل القرية أن يتنازل كبير قد حصل على فراشة لها عن فراشته تنفيذا لأوامر الملك بإرضاء الأطفال وسوف يعطيه ثلاث عرائس أخرى بدلا منها لكن الكبار كلهم كانوا قد تركوا الفراشات الملونة بستة ألوان والتى تحتوى عشرين صنفا من الحلوى للأطفال لأنها مبهجة الشكل ولذا فقد تنازلت لها طفلة تكبرها بعام وكان اسمها لولينا (بمعنى الصغيرة الأنيقة) حيث كان قد سبق لها فى ثلاث أعوام الحصول على فراشة مماثلة وأعطتها لها ورفضت الحصول على الثلاث عرائس وقالت أن عروسة الفراشة هدية منها للطفلة الأخرى بمناسبة العيد لكن العمدة تقديرا لها أعطاها عروسة العيد الكبيرة المصنوعة للمعبد كله (حيث تتشارك القرى المحيطة كلها فى الحصول على أجزاء منها) وكانت على شكل الإله كاسى وطولها عشرون مترا وعرضها ثلاث أمتار وسمكها مترين ومصنوعة من خمسة عشر نوعا من الحلوى وقد بقيت فى بيتهم يتناولون منها لمدة عشر سنوات، بينما حصل كل زائر للمعبد فى العيد على رطلين من عسل النحل بدلا عن نصيبة من عروسة كاسى.
إبتكار كاريتا للتصنيف
أما عن كيف إبتكرت الطفلة كاريتا ذات التسع أعوام أول تصنيف مركب فى العالم (وهو ما إقتبسه ديوى لتصنيف المكتبات وسمى بإسمه بينما كان من الأصح أن يسمى باسم التصنيف المصرى لأنه كان شائع الإستخدام فى مصر وحتى قبل أن يعلم أى شخص بقصة إبتكار كاريتا له، وهى القصة التى ذكرت على حائط بمعبد الإله كاسى المطمور على بعد عدة كيلومترات تحت الأرض فى قرية ميت غريطة الحالية والذى صور بالأشعة وتحتفظ مخابرات عدة دول بصور له تبعا لإدعاء المخابرات المصرية، وقد ساهمت بجهد فى فك طلاسم الكتابة المصرية القديمة وكيفية قرائتها قد ساعد أخير فى فهم كتابة هذا الحائط وتفسير قصة كارتيا وإعادة الفضل لأصحابه) وقد تم الإبتكار كما يلى:
كانت كاريتا تعمل منذ كانت فى الثالثة فى مصنع كريم للحلوى والوجبات المجففة فى قرية بركة يام المجاورة وكانت تعمل كملاحظ للعمال حيث تتابع كل من لم يقم بغسل يده أو من لمس الملاعق وبيده حلوى أومن لمس ورق التغليف وبيده عسل وغير ذلك وكل من يخطئ تضربه على زراعه وكانت تتحرك على منضدة يمشى عليها ملاحظو العمال من الأطفال والذين كانت أوامرهم نهائية لغيرهم من العمال الرجال الكبار وكانت كاريتا هى أصغر ملاحظ عمال بين غيرها من الملاحظين الأطفال وقد ظلت تعمل كملاحظ عمال (وهو أسهل عمل وأكثره تسلية فى المصنع) حتى سن التاسعة ثم تحولت للعمل فى ترتيب المخازن وكان عملا ظريفا أيضا يترك للأطفال لأنه يتيح لهم الحركة والشقاوة واللعب بين صفائح وأناجر الأشياء وهم يطلبون من عمال المصنع الكبار نقل الأوانى الضخمة التى تضم مواد متشابهة بجوار بعضها بعضا بينما يقوم الأطفال من ملاحظى وعمال المخزن بنقل الأشياء الخفيفة بأنفسهم، لكن هذا العمل الهين إعتبرته كاريتا ساذج وأقل من عملها السابق كملاحظ متيقظ للعمال، لذا فقد ذهبت للنحاتات وجلست بجوارهن وطلبت منهن تعلم مهنتهن الشاقة لكن النحاتة الكبيرة وهى عمدة القرية صرفتها وقالت لها تعالى بعد خمس سنوات فأنت ضعيفة جدا ولا يمكنك تكسير الرخام ونحته، لم يعجب هذا الكلام كاريتا التى بدأت على الفور فى الإمساك بالأزميل محاولة النحت لكنها وجدت النحت شاق فعلا ويحتاج لقوة لذا عادت لمخزن المصنع وقامت بمطالبة كل رجال المصنع بالتفرغ لتنفيذ طلباتها لساعة وإذا وجدوا أنها قد أضاعت وقتهم وجدهم بلا جدوى فسوف تدفع لهم أجرهم مما كانت قد حوشته من مرتبها خلال ست أعوام وبالفعل جاء كل رجال المصنع وهم ضاحكون ويؤكدون لها سوف نحصل على كل ما قمت بتحويشه وكذلك على بيت والديك وكل جيرانكم.
تخوفت كاريتا من النتيجة وأن يفقد جيرانهم كل بيوتهم (كما قال لها الرجال ساخرين) لكنها كانت مصرة على القيام بما ترغب وقد أمرتهم بحمل قطع من الخشب ورصها على قطع حجارة متساوية فأعجبت فكرة صناعة الرفوف هذه الرجال وطلبوا منها أن تقول فكرتها كلها أولا وسوف ينفذوها كلها مرة واحدة (موضحين لها بأنها لم تعد ملاحظ عمال) وقد شرحت لهم ما ترغب فيه وهو ترتيب المخزن تبعا لإسم كل مادة موجودة فيه بحيث يوضع كل ما هو مسمى بحرف باء أولا ثم ياء ثم ثاء وهكذا .... وتبعا لترتيب الحروف المصرية القديمة.
لكن كريم طلب منها تعديل تصنيفها ليتم تبعا للأنواع فرفضت وأصرت أن تصنف الخزين تبعا لأول حرف يبدأ بها اسم المادة وظلت تناقش كريم صاحب المصنع والمخزن بينها كان باقى الرجال يصنعون الأرفف وبعد صناعتهم للأرفف التى يمكن تعليقها (وليست المحمولة على حجارة كما طلبت) شكرتهم وصرفتهم وأصرت على القيام بتصنيف المخزن هى وباقى عمال المخزن (من الأطفال) وحدهم وقد غاد العمال جميعا ليكملوا عملهم عدى كريم الذى وقف ليرى ماذا ستفعل ولكى يساعد فى حمل الأشولة الضخمة لكنه فوجئ بأنها لا تحملها بل تجرها وحدها ثم تكومها فى مكان على الأرض مكتوب فوقه دقيق ذلك أنها قد أمرت باقى الأطفال من زملائها فى المدرسة بكتابة أسماء المواد على قطع من ورق البردى (وقد كانت المدرسة تبدأ بعد الفجر وتستمر حتى ما يقرب من السابعة صباحا ثم يذهب الأطفال منها للعمل فى المصنع) وقد صنفت الدقيق تبعا لنوع كل دقيق ورصت الأشولة تبعا للحرف الأول من اسم كل نوع فكان دقيق القمح موضوع أولا يليه دقيق الذرة ثم دقيق الشعير ثم دقيق الشوفان ثم دقيق البطاطا (النشا المسكر أو الكورن فليكس) وهكذا....
وكانت كل هذه الأشولة موضوعة على الأرض نظرا لحجمها الضخم وحتى يسهل الحصول على الدقيق منها وقد طلبت من باقى الأطفال القيام بدق المسامير فى الحائط (كانت المسامير تصنع من النحاس) لكن كريم (وكان فضلا عن أنه صاحب المصنع والمخزن قد وصل عمره للستين وهو زوج عمدة البلد وكبيرة النحاتات) أصر أن ترك له هذه المهمة حتى يمكن له التأكد من قوة المسامير وبالطبع رفضت، وقامت بنفسها بالتأكد منها مما دعى كريم لتعليمها كيفية تثبيت الأرفف بالخيط مع المسامير وضرورة ربط الرف جيدا بالخيوط من كل جانب ليكون ثابت ومتين، ثم ترك لها الأرفف لترص عليها ما تشاء وقد فاجئته بطلب المزيد من الأشولة صغيرة الحجم (وهو نوع لم يكن يصنع وقتها ) فطلب من خياط القرية تقطيع أشولة كبيرة وتحويلها لأشولة صغيرة.
وقبل حلول المساء كانت كريتا قد قامت بتنظيم المخزن التوابل فى الرفوف العليا مرتبة تبعا للإسم وكل نوع مكتوب على الشوال الذى يوجد فيه.
والخضروات الجافة والبقوليات أسفلها ومرتبة بنفس النظام.
واللحوم الجافة أسفلها،... وهكذا.
وقد تركت نوعين هما العسل والمربى بلا تصنيف وعندها ساعدها كريم فوضع العسل والمربى فى برطمنات من الفخار وكتب عليها بالريشة نوع ما تحتويه ووضعها فى الرف العلوى بدلا من البهارات وحتى لا تقترب منها حشرات النمل وأعاد وضع التوابل وتعبئتها فى كراتين مكتوب على كل كرتونة اسم التابل الذى تحتويه وحتى لا تفقد رائحتها بسبب وضعها فى أشولة ثم وضعها كلها على رفوف جانبية كما أمرته كاريتا وحتى لا تؤثر برائحتها على باقى المخزونات وبذلك أكمل كريم تصنيف كاريتا لمحال البقال (أو المخزن كما يسمى فى اللغات الغربية التى نقلته عن مصر) وقد ظل هذا التصنيف يستخدم فى مصر لترتيب حجرات الخزين فى البيوت ومخازن البيع الكبيرة ومخازن الدولة وكل أنواع المخازن والمعارض ومنها مخازن ومعارض الكتب وطوال ما يقرب من خمسة آلاف عام ومنه تم نقل وإبتكار كل التصنيفات الموجودة فى العالم، وقد نقله ديوى حرفيا ولم يضف له شيئا أو على الأصح إقترحه لتصنيف المكتبات وقام بنشر إقتراحه باسم تصنيف ديوى مغيرا الإسم الواجب تسمية التصنيف به وناسبا التصنيف لنفسه بلا سبب واضح.
وقد صارت كاريتا بعد هذه الأحداث بسبع سنين فقط فنانة زائعة الصيت تقوم بتنسيق كل مخازن الدولة وتقوم بحسابات الدولة للملك ذلك أنها كانت قد تزوجت إبنه الأصغر وإنتقلت للحياة فى عاصمة مصر وقد صار زوجها فيما بعد ملك مصر وهى ملكة مصر المسماة كاريتا الملكة العظيمة أم الرجال الشداد أو حتشبسوت. (تدعى المخابرات المصرية أنه قد تم مراجعة الكثير من المعلومات وتصحيح ملايين المعلومات الخاطئة فى تاريخ مصر الفرعونى والتى نتجت عن قلة المتوفر من المعلومات لعلماء الآثار والتاريخ من جهة وعن أخطاء شمبليون فى فك رموز المصرية القديمة من جهة أخرى والعهدة هنا تعود على المخابرات المصرية)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.